هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدان نشطاء "حراك جرادة" ما وصفوه "بالتدخل القمعي" لقوات الأمن لفض اعتصام شارك فيه عدد من سكان المدينة داخل آبار الفحم "الساندريات"، الأربعاء الماضي، مجددين تأكيدهم على الاستمرار في الاحتجاج إلى أن تستجيب الحكومة المغربية لملفهم المطلبي.
جاء ذلك في بيان هو الأول للنشطاء، نشرته التنسيقية الإعلامية لحراك جرادة، السبت، على صفحتها بـموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وقال البيان إن مدينة جرادة شهدت طيلة عقدين من الزمن احتجاجات فئوية نتيجة التهميش والفقر المدقع، وبسبب عدم التعاطي المسؤول والجاد معها، وسقوط شهداء الرغيف الأسود بآراب الموت "الساندريات" انتفضت ساكنة الإقليم معنونة حراكها السلمي تحت يافطة المطالب الاجتماعية الثلاث (بديل اقتصادي.الماء والكهرباء.المحاسبة).
اقرأ أيضا: مواجهات دامية بين الأمن ونشطاء جرادة.. والداخلية تتوعد (شاهد)
وكشف البيان عن أن السلطات المغربية "قدمت إجابات غير كافية على شكل مخرجات لقاءين تواصليين وجلسة استماع (...)، فكان رد الجماهير الشعبية الاستمرار في الحراك احتجاجا على عدم تضمين الحلول المقترحة أهم نقاط الملف المطلبي، بالإضافة إلى غياب أي ضمانات حقيقية لتفعيل بعض النقاط، خاصة وأن للساكنة تجربة بعد إغلاق المنجم أفقدتها الثقة لعدم تنزيل الاتفاقية المبرمة قبل عشرين سنة من الآن".
وحمّل النشطاء، في بيانهم، مسؤولية "التدخل القمعي" في حق نساء وأطفال المدينة والذي نتج عنه إصابات بليغة في صفوف المحتجين، للسلطات المحلية، منددين بطرق الاعتقال "المهينة" في حق أبناء المدينة.
كما دعا النشطاء إلى "إضافة نقطة رابعة إلى الملف المطلبي ليشمل المعتقلين الذين يبلغ عددهم العشرات لحد الآن"، بحسب تعبير البيان.
وأكد البيان تشبث نشطاء الحراك بالحوار الجاد والمسؤول، وبسلمية الحراك حتى تحقيق ما وصفوها بالمطالب العادلة والمشروعة.
فيما طالبت الإطارات الديمقراطية بجرادة، في بيان توصلت "عربي21" بنسخة منه، بـ"رفع العسكرة عن المدينة ووضع حد للاحتقان الذي تعيشه، والاستجابة للمطالب المشروعة والعادلة للساكنة وذلك بالرجوع إلى طاولة الحوار"، معتبرة "الحفاظ على السلم وسيادة القانون وتغليب المصلحة العليا لا ينفصل عن التنمية والعدالة والمساواة والديمقراطية".
وحذرت السفارة الأمريكية بالمغرب، رعاياها الموجودين بالمملكة، من السفر إلى إقليم جرادة جراء الاحتجاجات التي تعرفها المنطقة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر.
وقالت السفارة، في بيان اطلعت عليه "عربي21"، إن "المظاهرات السلمية يمكن أن تتحول إلى تصادم وتصعيد إلى عنف، نتيجة استمرار العملية الأمنية في المنطقة"، موصية "موظفيها بتجنب السفر إلى المنطقة واستخدام الحذر الشديد عند السفر على مقربة من جرادة حتى إشعار آخر".
اقرأ أيضا: السفارة الأمريكية بالمغرب تحذر رعاياها من السفر إلى جرادة
وكانت وزارة الداخلية أعلنت، في بلاغ، أنه تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة قصد فتح تحقيق في موضوع ترويج صور لمصابين بجروح في وقائع جرت بالشرق الأوسط، والادعاء أنها لأعمال عنف مارستها القوات العمومية بإقليم جرادة.
وأبرزت الوزارة أنه "نظرا لخطورة هذه الأفعال والادعاءات المغرضة التي من شأنها تضليل الرأي العام والتأثير سلبا على الإحساس بالأمن وإثارة الفزع بين المواطنين، تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة قصد فتح بحث في الموضوع لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الترويج لهذه الافتراءات والمزاعم وترتيب المسؤوليات القانونية عن ذلك".
يشار إلى أن الاحتجاجات اندلعت في مدينة جرادة، قبل ثلاثة أشهر بعد وفاة شخصين كانا يعملان في أحد المناجم غير القانونية لاستخراج الفحم الحجري.
ولم تستطع الحكومة تطويق آثارها، رغم تقديم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لأزيد من 40 تعهدا لتنفيذ مخطط تنمية اقتصادية للمدينة، والاستجابة لجزء من المطالب التي رفعتها الساكنة في الاحتجاجات.