هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صعّدت قيادات فلسطينية في لبنان من وتيرة تحذيراتها من "حملة التحريض" ضد الوجود الفلسطيني في البلاد بالتقاطع مع ما يحكى عن مخططات لتصفية القضية الفلسطينية ضمن مخطط "صفقة القرن"، الذي يتم تداوله على نطاق واسع في وسائل إعلام دولية وعربية وحتى إسرائيلية.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الفصائل الفلسطينية مباحثاتها مع مسؤولي الأونروا في لبنان؛ تأكيدا على التمسك بها كشاهد أساسي على نكبة الشعب الفلسطيني الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من فلسطين عام 1948، ومن ثم استكماله لاحتلال أراضيها كافة عام 1967 من خلال سيطرته العسكرية على الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة.
وحذر عضو قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، غسان أيوب، من الاستهداف المباشر للوجود الفلسطيني على الأراضي اللبنانية، وقال: "لطالما بالغ الكثيرون بأعداد الفلسطينيين في لبنان، وبشكل خيالي، وهذا ما أثر على عدم منحنا الحقوق المدنية، لا بل أسهم في سحب حق التملك عام 2000، تحت ذريعة التخوف من توطين الفلسطينيين في لبنان".
وذهب أيوب، في تصريحات لـ"عربي21"، إلى اتهام فئة بالسعي إلى "التهويل بخصوص الوجود الفلسطيني في لبنان؛ لمنعهم من الحصول على مكتسبات إنسانية، والتي تعد من أبسط مقومات الحياة الكريمة".
وأضاف: "التعداد السكاني كان قريبا من الواقع، وبنسبة كبيرة تتجاوز الـ75 بالمئة، وهو يقوي موقفنا كفلسطينيين للمطالبة بمنحنا الحقوق المدنية والاجتماعية، وكذلك مكننا الإحصاء من الرد على كل من حاول المبالغة بأعدادنا في لبنان".
ولفت إلى أن "تناقص أعداد الفلسطينيين يعدّ إدانة للدولة اللبنانية؛ لكون التراجع يدلّل على هجرة من اللاجئين في لبنان؛ بفعل ما يكابده الفلسطيني من حياة بائسة وحرمان تحت الرعاية الرسمية اللبنانية".
وعن ارتباط العديد من النتائج المتعلقة بالفلسطينيين في لبنان بما يحكى عنه بدخول صفقة القرن حيز التنفيذ، حذر أيوب من أن "الطباخ الرئيس للصفقة المذكورة سيستفيد من كل العوامل؛ لتجييرها لصالح إنجاز هذه المهمة".
واعتبر أن "استغلال التعداد السكاني أمر وارد جدا، ليتم مقايضة الدولة اللبنانية على الأعداد المتبقية من الفلسطينيين في البلاد، وتذويبهم في المجتمع، علما أن هذا الحديث كان حاضرا منذ انطلاق عملية التسوية في تسعينيات القرن الماضي".
وشدد أيوب على أن "ملف اللاجئين هو جزء أساسي من صفقة القرن إلى جانب عقدة القدس، وبالتالي يبرز العمل من قبل مروجي الصفقة على حلّ هاتين العقدتين بأي وسيلة متاحة".
ورأى أيوب أن تصريحات وزير الخارجية اللبنانية، جبران باسيل، في مؤتمر روما الأخير "تخدم هذه الصفقة عن قصد أو من دون قصد"، محملا "الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية المسؤولية؛ لأن باسيل يمثل الصوت اللبناني الرسمي، ولا يمثل حزبا في الحكومة".
وانتقد أيوب التحرك الفلسطيني إزاء ما يحاك ضد الفلسطينيين في لبنان، وقال: "الموقف الفلسطيني لم يكن قويا، ويتطلب الأمر خطوات عملية يقوم بها السفير الفلسطيني والإطار القيادي الفصائلي الموحد تجاه الحكومة اللبنانية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية".
ورأى القيادي في حركة حماس، أيمن شناعة، أنه من الضرورة "إصدار الدولة اللبنانية موقفا رسميا بخصوص تصريحات الوزير باسيل، التي لا تصب لصالح الشعب الفلسطيني"، مشيرا في تصريحات لـ"عربي21" إلى عدم "ربط ما قاله الوزير بما يدور بخصوص صفقة القرن".
وحذر من "أن المرحلة حساسة جدا، وتستدعي أن يتحمل كل من يطلق التصريحات مسؤولية ما يقوله، وأن يعطي موقفا واضحا".
ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني لا يقبل بأن يتلاعب أحد بمصيره، خصوصا أن التصريحات الأخيرة تنظر إليها الأونروا والدول المانحة على أنها صادرة عن الدولة اللبنانية".
وحول التفاعل الفصائلي تجاه التطورات الأخيرة بخصوص الوجود الفلسطيني في لبنان، قال: "يبقى التعويل على موقف رسمي جامع للفصائل، مع التأكيد على أن القيادة الفلسطينية الموحدة في لبنان عملت سابقا على دحض كل ما استهدف أو شوّه الوجود الفلسطيني. وفي هذه المرحلة، على الجميع اتخاذ موقف موحد في مواجهة من يطلق التصريحات جزافا ضد حقوق شعبنا".
وعن موقفه من أزمة وكالة الأونروا، قال: "نتمسك بالوكالة إنسانيا وسياسيا كشاهد حي على الإجرام الصهيوني تجاه نكبة شعبنا عام 1948، ولن نقبل بالتخلي عن دورها، ونعمل على مواجهة المواقف الأمريكية المتشددة ضد دعم الوكالة"، كاشفا عن حراك فلسطيني في لبنان؛ للتأكيد على أهمية الوكالة بالنسبة للفلسطينيين.
وقال: "سنعقد لقاء يوم الأربعاء المقبل مع مدير عام الوكالة، وسنعلن أمامه مساندتنا للأونروا في العمل على تهيئة الدعم الدولي اللازم لاستمرار عملها في المناطق الخمس".