كتب مدير الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، عن التباينات في وجهات النظر
السعودية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فيما يزور ولي العهد السعودية الذي وصفه بـ"الملك المنتظر" العاصمة الأمريكية.
وأشار إلى أن محمد بن سلمان "الزعيم الفعلي للملكة العربية السعودية"، سيزور إلى جانب واشنطن كلا من سياتل، ونيويورك، وبوسطن، ووادي السيلكون، ولوس أنجلوس، وهيوستن، غير أن تلك التي خارج العاصمة ستركز على التكنولوجيا والاستثمارات، بينما ستكون زيارة واشنطن سياسية، وسيكون محورها "
إيران، وإيران، وإيران".
وعن وجهات النظر بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في ملف إيران بالذات، قال هندرسون إن
ابن سلمان يرى أن طهران تشكل تحديا سياسيا ودينيا لدور الرياض، ورغم أن ذلك يتفق إلى حد ما مع تصريحات ترامب، إلا أن الإدارة الأمريكية ترى بعض التفاصيل السياسية بشكل مختلف.
وفي الملف اليمني، يتعذر على السعودية أن تنهي الحرب عسكريا، بالرغم من الدفع بكل قوتها هناك، ورغم أن مشاركة إيران هناك نسبية ومحدودة، إلا أنها أثرت بشكل أكبر على مسار الحرب هناك لصالح الحوثيين.
أما التعامل الأمريكي مع الملف فكان دبلوماسيا باستخدام الوساطة العمانية لفصل الحوثيين عن إيران، عبر قناة خلفية، وفي الكونغرس الأمريكي كان القلق المتزايد واضحا بشأن العواقب الإنسانية للحرب في ظل استخدام التحالف ذخائر أمريكية.
وفي قطر، التي فرضت عليها بعض دول الجوار حصارا بزعم دعمها للإرهاب والتقرب من إيران، ورغم دعم ترامب الخطوة في البداية، إلا أن الإدارة الأمريكية تبنت مؤخرا موقفا أكثر حياديا وسيستقبل ترامب ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بعد ولي العهد السعودي، ما قد يسهل حل الأزمة.
وقال هندرسون أن الجهود الأمريكية تجدي نفعا فقد قامت الرياض بإعادة تعيين ضباط اتصال للتنسيق مع الجانب الأمريكي والسلطات القطرية في قاعدة العديد الجوية، بالرغم من رفض الإمارات طلبا مماثلا.
وعن السلام في الشرق الأوسط، يتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية خطة جديدة للقضية الفلسطينية، وتعتبر دعم السعودية لها أمرا حاسما، وعلى عكس أسلافه لا يرى ابن سلمان عملية السلام عقبة أمام تطور العلاقات مع إسرائيل.
وعلى الساحة السورية يبدو أن وجهات النظر متطابقة، إذ وعدت الرياض بتقديم 4 مليارات دولار لإعادة إعمار المناطق التي تنتشر فيها القوات الأمريكية.
وحول الرؤية تجاه "الإسلام المعتدل"، رأى هندرسون أن على الأمريكيين دعم التغيير الذي يقوم به ابن سلمان، وإن كان هنالك شكوك بسبب السرعة في التغيير ودرجته.
وختم هندرسون بأنه "على عكس الرئيس ترامب الذي يعمل من وراء الأبواب المغلقة في البيت الأبيض، قد لا يرغب رؤساء الشركات الأمريكية في القول لمحمد بن سلمان وجها لوجه بأن لديهم شكوكا حول الاستثمار في المملكة العربية السعودية، في كل مرة يأمر فيها باعتقال رجال أعمال وحتى زملائه الأمراء".