هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كتب المعلق المعروف مهدي حسن مقالا في موقع "ذا إنترسبت"، حول المقابلة التي أجرتها شبكة "سي بي أس" مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يزور الولايات المتحدة في هذه الأيام.
ويقول حسن إن مقابلة الشبكة مع ولي العهد السعودي هي "جريمة ضد الصحافة"، وعلق على بداية المقابلة، التي جاء فيها "في عمر الثانية والثلاثين فقط يبدو محمد بن سلمان، مصمما، ولا يعرف الخوف، وأصبح من أكثر الزعماء العرب المميزين في جيله"، وتبع المقابلة التي قام بها برنامج "ستون دقيقة"، الذي قدم صورة شخصية للأمير محمد بن سلمان، أو "أم بي أس"، كما يعرف في الدوائر الغربية، حيث سبقت المقابلة يوم الأحد لقاء الأمير يوم الثلاثاء في البيت الأبيض.
ويرى الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن برنامج "ستون دقيقة"، الذي أعلن عنه في عام 1968، "أصبح واحدا من أهم المجلات الإخبارية على شبكات التلفزة الأمريكية"، وفاز بجوائز إيمي أكثر من أي برنامج يبث في ساعات الذروة تعدها شبكات التلفزة الأمريكية، ويزعم معدو البرنامج أنهم "يقدمون تقارير لا تهاون فيها، ومقابلات، ولقطات إخبارية، وصورا شخصية عن شخصيات في الأخبار".
ويعلق حسن قائلا: "فهمت هذا (لا تهاون) و(محترمة)، فما السبب في أن الصورة التي قدمت عن ابن سلمان ظهرت كأنها دعاية رسمية تجارية للنظام السعودي، أكثر من كونها مقابلة لا تهاون فيها؟)، وما قالته نورا ماكدونال قبل المقابلة، إن إصلاحات الأمير كانت ثورية، فهو الذي (حرر المرأة، وأدخل الموسيقى والسينما، وحارب الفساد)".
ويقول الكاتب: "يبدو أن السعوديين وجدوا في ماكدونال مصفقا جديدا، بالإضافة إلى توماس فريدمان وديفيد إغناطيوس، وانس القصف الجوي وحصار السعودية لليمن، الذي وصفته بأنه (أكبر كارثة إنسانية في العالم)، الذي لم يحصل إلا على دقيقتين من لقطات استمرت 30 دقيقة، وانس سجل السعودية من قطع الرؤوس والرجم، حيث تجنب فريق (ستون دقيقة) في الرياض الإشارة إليهما، وبدلا من ذلك قدم إلينا (لفتات دهشة أوو وآآ) حول شباب الأمير وإدمانه على العمل، وسماحه للمرأة بقيادة السيارة".
ويشير حسن إلى أن البرنامج اشتمل على أسئلة سهلة ولينة، منها "ما هو التحدي الأكبر؟"، و آخر "ماذا تعلمت من والدك؟"، واقترح حسن عددا من الأسئلة الصعبة التي كان يجب على المذيعة طرحها على ولي العهد، "بدلا من إظهار مشاعر حب غريبة وناشزة كالذي أظهره الإعلام الأمريكي له، عشية لقائه مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض".
السؤال الأول: ساعدت على شن الحرب في اليمن عام 2015، ولا تزال تتهم المتمردين الحوثيين بالعنف والمعاناة في اليمن، مع أن الأمم المتحدة تقول إن الملام هو الغارات التي يشنها التحالف الذي تقوده، فيما وثقت "أمنستي إنترناشونال" 34 غارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية، التي يبدو أنها خرقت القانون الدولي، بما فيها هجمات على المستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد، فكيف تقرن بين الإصلاح في الداخل والحرب في الخارج؟
السؤال الثاني: قلت في هذه المقابلة إن المتمردين الحوثيين في اليمن هم الذين يمنعون المساعدات الإنسانية من أجل خلق المجاعة وأزمة إنسانية، لكن ما هو دورك في هذه الأزمة؟ فقد وجدت لجنة من الأمم المتحدة أن السعودية تعرقل توزيع المساعدات الإنسانية في اليمن بشكل مقصود، ألا يثير هذا غضبا أخلاقيا صارخا من أغنى دولة في الشرق الأوسط تقوم بتجويع أفقر دولة فيه؟
السؤال الثالث: مبارك رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، لكن متى ستلغي حكم الإعدام على التجذيف والشعوذة والزنا والمثلية؟ أليس صحيحا أن حكومتك أعدمت أشخاصا أكثر مما أعدم تنظيم الدولة؟
السؤال الرابع: لقد شبهت آية الله خامنئي، المرشد غير المنتخب الذي نصب نفسه على إيران بأدولف هتلر، لكن ماذا عن طريقتك المستبدة في الحكم؟ وقمعك للمعارضة، واعتقالك شيوخ الدين والمثقفين والناشطين، واحتجازك أمراء، وما زعم أنك عذبته، أليس من العجيب أن يقارنك صحفي سعودي معروف ومستشار سابق للعائلة المالكة، جمال خاشقجي بفلاديمير بوتين، ووصفك بالمرشد الأعلى للسعودية؟
السؤال الخامس: تقول إنه يجب اعتقال الأمراء كجزء من حملة مكافحة الفساد، لكن كيف سيعلم المواطنون السعوديون أنك لست فاسدا، فبعد هذا كله فأنت الأمير الذي رأيت يختا فارها يملكه روسي عندما كنت في رحلة في جنوب فرنسا واشتريته حالا، ودفعت فيه 550 مليون دولار، من أين حصلت على هذه الأموال؟
السؤال السادس: ألا يجب عليك القلق عندما تستحضر هتلر، خاصة أن تاريخ السعودية حافل بمعاداة السامية؟ وفي الحقيقة فإن جزءا من جهود "الإصلاح" هي استعدادك للاعتذار عن إنتاج شبكة الراديو والتلفزيون العربي "إي آر تي" مسلسلا تلفزيونيا عن "بروتوكلات حكماء صهيون"، أو عن تصريحات إمام الحرم المكي، الذي وصف اليهود بـ "جرذان العالم" و"قذارة العالم"، أو عن ربط والدك بين هجمات 9/11 والموساد؟
السؤال السابع: لقد أشرت في هذه المقابلة إلى أن إيران تتعاون مع تنظيم القاعدة، لكن الرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بوب غراهام، قال إن الصفحات الـ 28 من التحقيق الذي أجراه الكونغرس عام 2002 تقدم أدلة على وجود "رابطة قوية بين الإرهابيين والمملكة العربية السعودية والجمعيات السعودية وغيرها من المشاركين السعوديين"، ألم يحن الوقت لتعترف السعودية بدروها المكثف والطويل في تمويل وتسليح والتحريض على الإرهاب الجهادي؟
السؤال الثامن: أليس صحيحا أن النظام التعليمي السعودي يسهم في إشعال نار التعصب والتطرف؟ كيف يمكنك شرح حقيقة أن تنظيم الدولة احتاج كتبا تعليمية لتوزيعها على الأطفال في الرقة، وتوفرت النسخ المطبوعة منها على الإنترنت؟
السؤال التاسع: قلت في المقابلة إن الإيرانيين يريدون التوسع في المنطقة، لكن، هل كانت الجمهورية الإسلامية أم المملكة العربية السعودية هي التي احتجزت ليس زعيما عربيا واحدا بل اثنين، الرئيس اليمني ورئيس وزراء لبنان وضد رغبتهما؟
السؤال العاشر: صورت أنت ووزراؤك التغييرات التي أعلنت عنها بـ "الثورة"، فلماذا لا ترشح نفسك للانتخابات وتسمح للمواطنين السعوديين باختيار رئيسهم؟ فكيف تطلق عليها ثورة وتؤدي لحكم ملك مطلق في النهاية؟
ويختم حسن مقاله بالقول إن "ماكدونال تفاخرت في بداية المقابلة قائلة إن (هذه أول مقابلة مع شبكة تلفزيونية أمريكية)، إلا أنها وفريق الإنتاج معها وكاميراتهم ضيعوا فرصة ذهبية لمحاسبة ديكتاتور غير منتخب، وبشكل يثير العار، لم تذكر ماكدونال كلمة ديمقراطية أو انتخابات، لكنها في اللحظات الأخيرة من المقابلة بدت إيجابية ومرحة من منظور حكم (أم بي أس)، حيث قالت: (أنت في الـ 32 من العمر، ويمكنك حكم السعودية في الخمسين عاما المقبلة)، وتساءلت: (هل هناك من سيوقفك؟)، وقد تصفها (سي بي أس) بأنها مقابلة غير متهاونة، لكن أفضل وصفها بالجريمة ضد الصحافة".