هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلتها في واشنطن كاترينا مانسون، تكشف فيه عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مارس ضغوطا على الرياض خلال زيارة محمد بن سلمان، من أجل حل الخلاف بين السعودية وقطر.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الرئيس سيحاول الضغط على ابن سلمان للتوصل إلى حل الأزمة المستعصية مع دولة قطر، حيث يعتقد الرئيس الأمريكي أن الدولتين يمكنهما التعاون والتخطيط في قضايا المنطقة.
وتقول الكاتبة إن ترامب مدح يوم الثلاثاء علاقته مع ابن سلمان، وأكد على صفقات السلاح المتزايدة مع المملكة، حيث يقوم بشكل هادئ بدفع الرياض لحل الخلاف المستعصي مع دولة قطر، مشيرة إلى أن ترامب عزز علاقة قوية مع السعودية لمواجهة إيران، لكنه قلق من سياسة الرياض المتشددة تجاه الدوحة، والدور الذي تؤديه في نزاع اليمن، حيث أثر الموضوعان على العلاقة بين البلدين.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة، قوله: "يعتقد الرئيس أن وحدة الخليج أمر حيوي للمنطقة"، ويضيف المسؤول أن ترامب كان مستعدا لترك حلفائه الخليجيين لحل الأزمة فيما بينهم، لكنه "أصبح قلقا" من الأثار التي يتركها الخلاف على المصالح الأمريكية في المنطقة، مشيرا إلى أن الخلاف مع قطر كان محور المحادثات التي جرت يوم الثلاثاء.
ويتابع المسؤول قائلا إن "ترامب مستعد لرأب الصدع بين الدول الخليجية، ووضع آلية لئلا تصبح الخلافات مكلفة بهذه الطريقة في المستقبل"، فمن الآليات المقترحة أن تعمل الولايات المتحدة ضامنا أوليا لأي اتفاق نهائي بينهما، مشيرا إلى أنه بحسب المسؤولين المطلعين على النقاشات، فإنه من الباكر الحديث عن تطورات مهمة في هذه المرحلة.
ويستدرك التقرير بأن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن صبر ترامب بدأ ينفد من حلفائه الخليجيين، ويريد حل النزاع الطويل قبل القمة، المقرر عقدها لهم في الولايات المتحدة في شهر أيار/ مايو، التي سيجمع فيها الرئيس القادة الخليجيين الستة في كامب ديفيد، بالإضافة إلى الأردن ومصر.
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: ترامب يخطط لقمة خليجية بكامب ديفيد هذا شرطها
وسبق أن كشف تقرير لموقع "بلومبيرغ" الأمريكي عن أن ترامب يريد أن يرى تقدما نحو نهاية الأزمة الخليجية بين قطر والدول المحاصرة لها، وهي الإمارات العربية والسعودية والبحرين ومصر، قبل قمة خليجية يزمع عقدها في كامب ديفيد.
وتبين مانسون أن الضغط على الرئيس لحل الأزمة يأتي رغم عزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي نظر إليه على أنه متعاطف مع القطريين، الذين يستقبلون أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.
وتلفت الصحيفة إلى أن لقاء ولي العهد بترامب جاء بالتزامن مع تصريحات لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي وصف قطر بأنها "غير مهمة"، مشيرة إلى أن السعودية والدول المتحالفة معها تتهم قطر بتمويل الجماعات المتطرفة، وهو ما تنفيه الأخيرة.
ويجد التقرير أن أي خطوة لذوبان الجليد وإنهاء الخصومة تقتضي تعاونا على مستوى منخفض في مجال الأمن في طريق إنهاء الحصار، حيث قال المسؤول المطلع على الجهود الأمريكية إن "هذه الخصومة لا تساعد فقط إلا الشيعة وتحركاتهم في المنطقة".
وتذكر الكاتبة أن الخلاف مع قطر بدأ في حزيران/ يونيو، عندما قامت أربع دول، بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وفرضت إجراءات عقابية عليها، برا وبحرا وجوا.
وتقول الصحيفة إن لقاء ترامب مع ابن سلمان قد يؤدي إلى خطط شاملة بين الدولتين، بشأن القضايا الأخرى في المنطقة، بما في ذلك تشديد الموقف من إيران، التي يرى الطرفان أنها تهديد على المنطقة، حيث قال ترامب للصحافيين، معلقا على مستقبل الاتفاقية النووية مع إيران: "سترون ماذا سأفعل"، ومدح السعودية، ووصفها بـ"الصديق العظيم"، وكشف عن صفقات السلاح التي تشتريها المملكة من بلاده، وقال: "السعودية تقوم بشراء الكثير من المعدات، وهناك الكثير من الناس يعملون على صناعة هذه المعدات".
وينوه التقرير إلى أن الكونغرس وافق على صفقات للسعودية والإمارات بقيمة 54 مليار دولار، فيما ستقوم الولايات المتحدة بالإعلان عن منبر ثلاثي يلتقي شهريا، وستقوم جماعات عمل بالتخطيط لكيفية مواجهة إيران، وكيف تدعم الرياض السياسة الأمريكية في أفغانستان.
وتفيد مانسون بأن ابن سلمان سيلتقي أثناء زيارته مستشار الأمن القومي أتش آر ماكمستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ومدير وكالة الاستخبارات الأمريكية والمرشح لوزارة الخارجية خلفا لتيلرسون، مايك بومبيو، الذي يعد من صقور الإدارة ضد إيران.
وتؤكد الصحيفة أن إدارة ترامب تشجع ابن سلمان على التعاون في التوصل إلى حل سياسي في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا منذ 2015 ضد المتمردين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء عام 2014، لافتة إلى أن الرياض انتقدت بشدة بسبب القتلى المدنيين جراء الغارات الجوية، وأسهمت في الكارثة الإنسانية، التي يقول العاملون في مجال الإغاثة والأمم المتحدة بأنها أكبر كارثة إنسانية في العالم.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية تدفع المملكة لاستثمار 35 مليار دولار في عقود تجارية مع الشركات الأمريكية، حيث يريد ترامب توسيع عمل الشركات التكنولوجية، بالإضافة إلى صفقات الأسلحة، وخلق فرص عمل.