يوجه
ابن سلمان، في لقاء حديث مع قناة "سي بي أس"، هجومه
على النظام
الإيراني، واصفا إيران بأنها دولة ليست قوية وجيشها لا يهاب. صدق
الأمير حينما وصف القوة الإيرانية، لكن إيران صاحبة استراتيجية واضحة أيها الأمير،
بالرغم من حقيقة أنها ليست قوية.
ليكن
في العلم أن إيران التي نخشاها ويشبه ابن سلمان مرشدها بهتلر؛ لم تحرك جيشها، بل
نجحت في ترجيح ميزان القوة لصالحها والسيطرة على أربع عواصم عربية بفعل مخططها،
ولم تجد نفسها في فخاخ تنصب لها نتيجة فقدان البوصلة.
الأمير -المتحمس في هذا اللقاء- رد على سؤال المذيعة: إذا حصلت إيران على قنبلة نووية ماذا
ستفعل المملكة؟ أجاب الأمير: سنحصل عليها بسرعة.. هذه الإجابة بالتحديد لا تدع
مجالا للشك بأن المملكة تغيب عنها خطة مواجهة واضحة للسياسة الإيرانية:
أولا
: لهجة الأمير وحديثه عن إيران كان إعلاميا، الهدف منه إظهار إيران بصورة عدو للعالم
حين شبه المرشد الإيراني بهتلر، كما سعى الأمير لتصوير جيش إيران بأنه ضعيف.. وهذه
اللغة المشجعة لأنصار الحرب على إيران، ممن يقفون خلف سياسات ابن سلمان، واقعة في
مأخذ كبير.. فإيران لم تقاتل بجيشها بعد الحرب مع صدام، بل إن خبراءها العسكريين
استطاعوا تدريب المليشيات الشيعية وتزويدها بالخبرات العسكرية.. من يقاتل وهو
مهزوز اليوم هو الجيش السعودي مع الأسف، إذ إن ثقتنا في انتصار جيشنا في مواجهته
مع الحوثيين تراجعت كثيرا. لقد تحولت قوتنا لضعف حينما غابت الرؤية..
مأخذ
آخر سقط فيه الأمير حين شبه
خامنئي بهتلر، فهذا ليس منطقيا وغير معقول أيضا، بل
إنه مضحك.. عندما تجد أن إيران تؤسس علاقات كبيرة مع دول عديدة حول العالم
وتحترمها الدول الكبرى في العالم، بما فيها أمريكا، فإن هذا التشبيه هو مهزلة
سياسية وتصريح استهلاكي لا أكثر.
ثانيا:
رد الأمير على سؤال القنبلة النووية هو بالفعل ما تعمله
السعودية في مواجهة إيران.
ظلت المملكة في إطار رد الفعل أمام تحركات إيران، بل إن ردة الفعل هذه كانت مخيبة
وغير مجدية في كثير من الأحيان.. يعبر ابن سلمان عن عقلية "سنفعل مثلهم"
أو "سنلاحقهم"، إلا أن جدية سياسة الردع ورد الفعل السعودية لم تحاصر
السياسة الإيرانية. أدى دعم صدام ضد إيران في حربهما إلى انتكاسة صدام على
الخليج،
كما أن مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس بعد الثورة الإيرانية بعامين لم يستطع أن
يتلافى الشتات الداخلي.
إن
سياسات المملكة هي في الحقيقة متواضعة في العراق ولبنان مقارنة بالنفوذ الذي حققه
"هتلر" الإيراني يا سمو الأمير.. لذا يتوجب عليك أن تكون مبادرا.. لا
تنتظر ما يمكن أن ينتجه مفاعل بوشهر الإيراني.