هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
على الرغم من تفاهم السعودية والإمارات في أغلب ملفات دول المنطقة والتنسيق المشترك فيها، إلا أن ما يثر التساؤلات هو انفتاح أبو ظبي الخجول على العراق، بيد أن العلاقات بين الرياض وبغداد شهدت تطورا كبيرا.
واقتصر الدعم الإماراتي للعراق على تقديم عرض بإعادة إعمار المئذنة الحدباء والجامع النوري في الموصل، فيما بادرت السعودية إلى إنشاء مجلس تنسيقي مع العراق، بدءا بمشاريع كثيرة، كان آخرها إهداء ملعب لبغداد يتسع لمئة ألف مشجع.
ومنذ استبدال السفير السعودي السابق لدى العراق، ثامر السبهان، لم تصدر تصريحات عن مسؤول سعودي يهاجم فيها الحشد الشعبي والتدخل الإيراني في العراق، بينما وصف وزير إماراتي الحشد بـ"الإرهاب"، ما دفع بغداد للرد.
اقرأ أيضا: الإمارات تتكفل ببناء المنارة الحدباء ومسجد النوري بالموصل
واتهم وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، قطر بدعم "الجماعات الإرهابية" بينها الحشد الشعبي بملايين الدولارات، وأن الكثير من الأدلة والقرائن لا يمكن أن تنفيها الدوحة حول دعمها لـ"التطرّف والإرهاب".
وأعربت وزارة الخارجية العراقية على لسان المتحدث باسمها، أحمد محجوب عن استغرابها من تصريحات الوزير الإماراتي.
وأضاف أنه "في الوقت الذي يسعى فيه العراق لتعزيز علاقته بأشقائه في دولة الإمارات، تأتي مثل هذه التصريحات عائقا لمسار هذه المساعي وتبعث على القلق من عرقلة تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها لما فيه صالح البلدين والشعبيين الشقيقين".
الأزمة الخليجية
وحول التباين الملحوظ بين السعودية والإمارات في الانفتاح على العراق، قال المحلل السياسي العراقي عدنان التكريتي إن "الموقف الإماراتي يبدو أنه يعكس مدى التعقيد الذي تتعامل به مع الملفات الخارجية وعدم نجاحها في فك الارتباط بينها".
وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "الأزمة الإماراتية-القطرية دون شك لها دور، ولكن نستغرب من الدخول في جانب كهذا" ، لافتا إلى أن "العراق كان ينتظر من الإمارات انفتاحا شبيها بالسعودية يعبر عن مدى التفاهم حتى لو كانت له أغراضه الخاصة" .
ولفت التكريتي إلى أن "تأجيج بعض الاعتبارات لتحقيق أهداف خاصة سيعود بالتالي سلبا على الإمارات نفسها، لاسيما أن جميع الدول العربية اليوم تأتي متأخرة في دعم العراق".
اقرأ أيضا: ابن زايد يلتقي الصدر.. ونشطاء: ماذا عن "قائمة الإرهاب"؟
من جهته، رأى المحلل السياسي العراقي، وسام الكبيسي أن "هناك تقاربا حصل بين الإمارات والسعودية، لاسيما بعد تولي الملك سلمان السلطة، ثم بروز دور ولي العهد محمد بن سلمان، وتطور العلاقة مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد".
وأضاف: "لكن يبقى هناك بعض التمايز في العلاقة الخارجية والداخلية، وتحديدا في طريقة التعاطي مع الملفات، ورغم وجود بعض التوافقات التي فرضتها ظروف الاصطفافات في المنطقة، يبقى هناك تمايز في الأدوار واليمن مثال على ذلك".
وأعرب الكبيسي عن اعتقاده بأن "الإمارات تعتمد على البوصلة الدولية، وعلاقاتها مع الغرب أكثر من السعودية، وبالتالي فإنها تقرأ الموقف بعدم وجود ترحيب كبير، من دول التحالف الدولي بدور عربي واضح بالعراق، وعودته لحضنه العربي سريعا".
أوراق سعودية
ولفت إلى أن "وزن المملكة العربية السعودية في المنطقة، أكبر بكثير من وزن الإمارات، وعندما نتحدث عن تواجد إيراني، فإن الضد النوعي لها أكيد أن يكون دولة كبيرة بقدراتها وحجمها الجغرافي، حتى تكون منافسة لإيران".
وأوضح المحلل السياسي العراقي لـ"عربي21" أن "الأوراق التي تمتلكها السعودية للانفتاح على العراق، ليست موجودة عند دولة خليجية أخرى، ومنها الإمارات العربية، حتى تقوم بالدور ذاته".
اقرأ أيضا: العبادي يهاجم دول الخليج.. 100 إماراتي مع "داعش"
وفي آب/ أغسطس الماضي، التقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي وصول إلى الإمارات قادما من النجف على متن طائرة إماراتية خاصة، بعد أسبوعين من زيارته للسعودية ولقائه بمحمد بن سلمان.
وأبدى ابن زايد استعداه لانفتاح الإمارات على العراق حكومة وشعبا، مشددا على أن المشاهد التي تكررت في الوطن العربي بكل ما تحمله من خسائر بشرية ومادية تعلمنا ضرورة العمل المشترك لحماية وصيانة المحيط العربي.
ولم يتحقق سوى لقاء واحد بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، خلال زيارة أجراها الأخير إلى الإمارات في كانون الأول/ ديسمبر 2014.
وفي آذار/ مارس 2016، قال العبادي، إن "مجموع من قاتلوا في صفوف داعش من دولة الإمارات العربية المتحدة وصل إلى مائة شخص، فكم نفوس الإمارات مقارنة بالعراق".