استمرار المسيرات المطالبة بفرض قيود على الأسلحة بأمريكا
واشنطن– وكالات25-Mar-1810:40 AM
0
شارك
يطالب الأمريكيون بتشديد قوانين حمل السلاح- جيتي
استجاب مئات آلاف الشبان الأمريكيين وأنصارهم لنداء الناجين من مذبحة بمدرسة ثانوية في فلوريدا وقاموا بمسيرات في مختلف أرجاء الولايات المتحدة يوم السبت للمطالبة بتشديد قوانين حيازة السلاح.
وفي واحدة من أكبر مظاهرات الشباب في الولايات المتحدة منذ عشرات السنين، دعا المحتجون في مختلف المدن المشرعين والرئيس دونالد ترامب إلى التصدي لهذه القضية. وانتشر نشطاء تسجيل الناخبين وسط الحشود وسجلوا آلاف الناخبين الجدد في البلاد.
وفي أكبر "مسيرة من أجل حياتنا" تجمع محتجون في بنسلفانيا أفينيو بواشنطن واستمعوا إلى كلمات لناجين من حادث إطلاق النار الذي وقع يوم 14 فبراير شباط في مدرسة مرجوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند بفلوريدا.
وبكى البعض عندما قرأت إيما جونزاليس، وهي واحدة من الناجيات، أسماء الضحايا وعددهم 17. وانهمرت الدموع على خديها وهي تلقي كلمتها التي استمرت ست دقائق و20 ثانية وهي نفس المدة التي استغرقها المسلح في قتل الضحايا.
وتهدف المسيرات إلى إنهاء مأزق تشريعي يعرقل منذ وقت طويل تشديد القيود المفروضة على بيع الأسلحة في بلد صارت فيه حوادث إطلاق النار شائعة ومتكررة الحدوث في المدارس والجامعات.
وقال كاميرون كاسكي (17 عاما)، وهو من مدرسة مرجوري ستونمان دوغلاس، للحشد "الساسة: إما أن يمثلوا الناس أو يرحلوا. قفوا معنا أو احذروا. الناخبون قادمون".
وانطلقت المسيرات في مدن منها أتلانتا وبالتيمور وبوسطن وشيكاغو ولوس أنجلوس وميامي ومينيابوليس ونيويورك وسان دييغو وسانت لويس.
وقال منظمون إن من المتوقع تنظيم أكثر من 800 مظاهرة في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم مع تنظيم فعاليات في مدن أخرى بعيدة مثل لندن وستوكهولم وسيدني.
وفي انعكاس للخلافات الحادة وسط الأمريكيين بشأن القضية نظم متظاهرون وأنصار حقوق حمل السلاح مظاهرات في العديد من المدن الأمريكية.
ويريد منظمو الاحتجاجات المناهضة للأسلحة أن يحظر الكونغرس بيع أسلحة هجومية مثل التي استخدمت في حادث فلوريدا وتشديد إجراءات التأكد من خلفيات الأشخاص الذين يشترون السلاح.
ومن ناحية أخرى يشير المدافعون عن السلاح إلى ضمانات يكفلها الدستور للحق في حمل السلاح.
وقال براندون هوارد (42 عاما) وهو من أنصار ترامب وكان يتحدث عن المتظاهرين في العاصمة: "كل ما يفعلونه هو مطالبة الحكومة بسلبهم حريتهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة". وكان يحمل لافتة كتب عليها "ارفع يديك عن سلاحي".
وقال كونور همفري (16 عاما) وهو من سان لويس أوبيسبو في كاليفورنيا: "الأسلحة لا تقتل الناس. الناس تقتل بعضها".
وفي نيويورك لوح بعض المتظاهرين المؤيدين لحمل السلاح بلافتات تحمل رسائل مثل "حافظوا على أمريكا مسلحة" و"أعيدوا انتخاب ترامب 2020".
وخلال مسيرة قرب سنترال بارك في نيويورك وقف المشاركون دقيقة صمت حدادا على ضحايا باركلاند. ويواجه المسلح المتهم، وهو طالب سابق يدعى نيكولاس كروز (19 عاما)، عقوبة الإعدام في حال إدانته.
وكان نجم البوب بول مكارتني من بين المشاركين في المسيرة وقال لمحطة (سي.إن.إن) الإخبارية إن لديه مصلحة شخصية في الحد من حمل السلاح. وقال إن "واحدا من أعز أصدقائي أطلق عليه النار في مكان غير بعيد عن هنا" مشيرا إلى جون لينون زميله في فريق البيتلز سابقا والذي قُتل بالرصاص قرب سنترال بارك في 1980.
ووقع ترامب يوم الجمعة ميزانية إنفاق تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار تشمل تعديلات طفيفة بشأن مراجعة خلفيات مشتري السلاح وتكفل مساعدة المدارس في التصدي للعنف المسلح.
وقالت لينزي وولترز نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية تشيد "بالكثيرين من الشبان الأمريكيين الشجعان" الذين يمارسون يوم السبت حقوقهم في التعبير عن آرائهم بحرية.
ولقيت الدعوات لتشديد قواعد حيازة الأسلحة دعما من النواب الديمقراطيين. وتعهد عدد من المشاهير الأمريكيين بتبرعات تبلغ قيمتها 500 ألف دولار لدعم التظاهرات.
وبين هؤلاء الممثل جورج كلوني وزوجته أمل المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان إضافة إلى الممثلة والإعلامية المخضرمة أوبرا وينفري والمخرج ستيفن سبيلبرغ وزوجته الممثلة كيت كابشو.
واعتبر السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من كونيتيكت حيث قُتل 20 طالبا من المرحلة الابتدائية في إطلاق نار عام 2012، أن على الحراك الذي يقوده الطلبة أن يتحول إلى "قوة انتخابية، وهذه المسيرة هي بداية ذلك".
وفي إشارة إلى وعيهم لتنامي نفوذهم السياسي، نشر منظمو "لنمض سوية من أجل حياتنا" رابطا على موقعهم الإلكتروني لحث أنصارهم على التسجيل للانتخابات.
ودعوا أنصارهم إلى التصويت ضد النواب الذين يحصلون على الأموال من الجمعية الوطنية للبنادق. وقال طالب من مدرسة ستونمان دوغلاس يدعى ديفيد هوغ: "عليكم الوقوف إما إلى جانب الطلبة أو إلى جانب الجمعية الوطنية للبنادق".
من جهتها، أعلنت خدمة "ليفت" أنها ستوصل مجانا الركاب إلى 50 مسيرة في أنحاء الولايات المتحدة. وأكدت عدة مطاعم في واشنطن أنها ستوزع وجبات طعام مجانية على الطلبة فيما فتح السكان المحليون منازلهم للزوار الذين قدموا للمشاركة في التظاهرات.
وأفاد استطلاع أجرته جامعة كينيباك بأن 63 بالمئة من الناخبين الأمريكيين يؤيدون المسيرة دعما لتشديد قوانين حيازة السلاح لكنهم غير متفائلين من إمكان أن تؤدي إلى تشريع جديد.