سلطت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية
الضوء على ما أسمته "الأزمة المنسية" في
اليمن بعد دخول
الحرب عامها
الرابع دون وجود حل يلوح بالأفق.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن كل
أطفال اليمن، تقريبا، في حاجة إلى المساعدة الإنسانية،
في ظل ويلات الحرب التي أدمت بلادهم. وقد ترتب عن هذه الأزمة الإنسانية، في ذكراها
الثالثة، التدخل العسكري في البلاد بقيادة المملكة العربية السعودية.
وتعليقا على أسوأ أزمة إنسانية شهدتها سنة
2017، أشار أمين أبو راس، وكيل وزير الخارجية للحكومة التي أسسها الحوثيون، إلى أن
"السنوات الثلاث من المواجهات العسكرية في اليمن، كانت دامية وقاسية بالنسبة
للجميع". وأضاف أمين أبو راس أن "جميع أطراف الصراع تفطنوا إلى أن الحل
الوحيد الممكن، هو الحل السياسي".
وذكرت الصحيفة أنه منذ بداية تدخل التحالف
العربي في اليمن بقيادة الرياض، سجلت حوالي 10 آلاف حالة وفاة جراء القصف، علما
بأن هذه الإحصائيات لم تؤكد من قبل جميع الجهات في البلاد. وكان عدد الضحايا من
الأطفال يعادل نصف عدد القتلى في حرب اليمن. أما باقي الأطفال، الذين يقدر عددهم
بحوالي 11 مليون طفل، فهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية لضمان بقائهم على
قيد الحياة.
وأضافت الصحيفة أنه من بين حوالي 26 مليون شخص
يعيش في اليمن، يحتاج حوالي 20 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية العاجلة. علاوة
على ذلك، يعتمد حوالي سبعة ملايين شخص في اليمن، بشكل كامل، على المساعدات
الإنسانية التي تقدمها المنظمات الإنسانية في البلاد.
وأوضحت أن الشعب اليمني يعاني بشكل متزايد من
أجل الحصول على مستلزمات الحياة، من ماء وغذاء ودواء. ومنذ أن قرعت طبول الحرب،
ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل مهول. فعلى سبيل المثال، زاد سعر الأرز بنسبة
131 بالمائة، وسعر الفاصوليا بنسبة 92 بالمائة.
وقد شملت هذه الزيادة أيضا الزيت النباتي، الذي
سجل ارتفاعا بنسبة 86 بالمائة، والأمر سيان بالنسبة للدقيق الأساسي لتحضير الخبز.
ونتيجة لذلك، وصل عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة إلى حدود 18 مليون شخص، بعد
سنوات من الحرب.
وأوردت الصحيفة أن العديد من اليمنيين عبروا عن
أملهم في انتهاء الحرب في الأيام أو الأشهر القليلة القادمة. ومن بين هؤلاء
المواطنين، سعيد شايا، الذي غادر منزله في صعدة منذ سنة 2015، باحثا عن مكان آخر
أكثر استقرارا. لكن شمال صنعاء الذي انتقل إليه مع عائلته، لم يكن أفضل من بلدته.
وبعد هذه الرحلة، أصبح سعيد يعيش في خيمة صغيرة مع عدد كبير من أفراد عائلته.
والأسوأ من ذلك، لا يوجد بالقرب من مخيم المشردين في اليمن مستشفيات أو مدارس.
ونوهت بأنه في أحد هذه المخيمات المنتشرة في
جميع أنحاء اليمن، أكد المواطن اليمني أنه "كان يعمل في السابق في المزارع،
لكن الحرب دمرت موطن رزقه". وفي هذا المكان القاحل الواقع في أفقر بلد في
الشرق الأوسط، عبر سعيد شايا عن أمله في "انتهاء الحرب وعودة المدنيين إلى
ديارهم".
واتهم المواطن اليمني "الحوثيين
والسعوديين بالمسؤولية سويا عن تدمير اليمن" وتابع "هم وراء الخراب الذي
لحق البلاد".
وعلى الرغم من هذه الصيحات والنداء بإحلال
السلام، أكد المسؤول الحوثي أمين أبو راس، أن "الحرب ستستمر"، إلا أنه
عبر عن استعداده للجلوس إلى طاولة الحوار". كما أشاد أبو راس بمقاومة الشعب
اليمني وصموده، معتبرا إياها مقاومة "أسطورية".
وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي لعبته تجارة
الأسلحة في تعقيد الأزمة في اليمن. وحسب معلومات جمعتها منظمة أوكسفام، تبين أن
"إسبانيا منحت حوالي 202 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى المملكة العربية
السعودية، والبحرين، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والأردن، والكويت، والمغرب،
وقطر، وأعضاء التحالف الذي تترأسه المملكة العربية السعودية".
ولفتت إلى إن القصف سيواصل استهداف المدنيين
الأبرياء، ما يثقل كاهل الشعب اليمني الذي يعاني من العديد من الأزمات، على غرار
المجاعة والكوليرا. وفي حال لم يرفع الحصار في وقت قريب، ستصبح المجاعة حالة عامة
في البلاد.