هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مدير وكالة معا الفلسطينية المقربة من حركة فتح، ناصر اللحام، عن تفاصيل قصة مثيرة وقعت الليلة الماضية من طرف الجيش الإسرائيلي وقوات كوماندوز بهيئة "مستعربين" اقتحموا مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية نفذوا خلالها عملية ضرب عنيفة واختطاف وتخريب محتويات بمساعدة وتغطية وتهديد من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
ونقل اللحام في مقاله المنشور اليوم الثلاثاء على موقع وكالته حادثة قيام وحدة من قوات النخبة الإسرائيلية المعروفة بـ"المستعربين" الليلة الماضية باقتحام مخيم الدهيشة (جنوب شرق بيت لحم) بواسطة سيارة تحمل لوحة أرقام فلسطينية، في تمام الساعة الـ5:30 فجرا. وهو وقت نزول العمال الفلسطينيين إلى الشوارع متجهين لورشهم وأعمالهم، حيث قامت الوحدة بعملية اختطاف الشاب عبد الله داود رمضان بسرعة ونجاح.
وأضاف اللحام: "الشاب عبد الله اكتشف المستعربين فحاول الهرب ولكنهم أطبقوا عليه وهاجموه كالوحوش، وبعد أن تمت السيطرة عليه قام الجنود بإطلاق النار باتجاهه فأصيب. بالصدفة لم يستشهد مثل الشهيد السراديح في أريحا".
وتابع : "بعد أن تمت عملية الاختطاف على طريقة عصابات المافيا، وصل إلى المكان جيش الاحتلال بدوريات عسكرية كثيرة الساعة السادسة فجرا، وفي تقييم ميداني سريع اكتشف ضباط الاحتلال أن عملية إطلاق النار التي قام بها المستعربون مفرطة ولا مبرر لها، وأن الجريمة جرى تصويرها بواسطة كاميرات (سوبرماركت المغربي- مغربي مول) المعروف في المنطقة".
اقرأ أيضا : دلائل على تعاظم التنسيق الأمني بالضفة.. أين قرار "المركزي"؟
ويقول اللحام: "على الفور اقتحم المستعربون السوبرماركت وهم باللباس المدني والسلاح، وبدأوا بخلع السقف بحثا عن محرك الكاميرات لمصادرته. فقام صاحب السوبرماركت وهو إسماعيل المغربي يسألهم: لماذا تقومون بخلع السقف؟ فقاموا بخلع أنفه وكسروا وجهه وانهالوا عليه بالضرب مثل المجانين، وصادروا الكاميرات بعد أن تسببوا في تشويه وجهه وشجّوا رأسه، وتم نقله للمستشفى لإجراء عمليات إعادة الأنف المكسور ومعالجة رأسه وجسده الدامي".
وأضاف اللحام أن كل هذا "كان مجرد حادث يومي لم يعد الصحفيون في فلسطين يقفون عنده، ولكن ما حدث بعد ذلك هو المهم".
وقال: "بعد ساعات وصل الأمن الفلسطيني، وشرع يسأل عن تسلسل الأحداث، وطالبوا عائلة المغربي بإعادة قطعة حساسة ومهمة وقعت من سلاح المستعربين! عائلة المغربي المصدومة لم تستوعب الأمر وما هو المطلوب منها، ليتضح أن جيش الاحتلال، تقدّم بشكوى للارتباط الفلسطيني ضد سوبرماركت المغربي، وفحوى الشكوى أنه خلال قيام الجنود والمستعربين بمهمة ضرب وتكسير ابنهم إسماعيل، سقطت قطعة كاميرا حساسة عن بندقية أحد المستعربين، وأن هذه القطعة صغيرة ولكنها مهمة جدا بالنسبة لهم".
وتابع اللحام مدهوشا بنقل وقائع القصة: "بدأت عائلة المغربي بالبحث عن القطعة ونسوا مصابهم، ولكنهم لم يجدوها وأبلغوا الأمن الفلسطيني بعدم وجود مثل هذه القطعة في محلهم، ليعود الأمن الفلسطيني وينقل لهم تحذيرا إسرائيليا مفاده: أن جيش الاحتلال يهدد باقتحام الدهيشة مرة أخرى للبحث عن قطعة البندقية التي وقعت داخل السوبرماركت.. وقام أبناء عائلة المغربي بالبحث مجددا دون جدوى، وساعدهم في ذلك ضباط الأمن الفلسطيني.. وفي النهاية تم العثور على قطعة كاميرا البندقية (وهي حساسة ومتطورة) وقد سقطت في منطقة بيع المكسّرات".
اقرأ أيضا : "المركزي" يعلّق الاعتراف بإسرائيل ويوقف التنسيق الأمني
وختم اللحام روايته عن الحادث بالقول: "بين إسماعيل الذي تعرّض للتكسير، وبين زاوية المكسّرات. تظهر الأسئلة الأخلاقية الكبيرة، هل مطلوب من الضحية أن يبحث للقاتل عن سلاحه ويعيده له بكل أدب واحترام؟ هل مطلوب من الأمن الفلسطيني أن يستجيب لهذا الطلب؟ من هو ضابط الارتباط "الجاهل" الذي وافق على الاستجابة لهذا الطلب دون الرجوع إلى المستوى السياسي؟ لماذا لا يتم رفع قضايا في المحاكم الإسرائيلية والدولية ضد المجرمين الذين أطلقوا النار وأصابوا عبد الله؟ ولماذا لا يصار إلى محاكمة المجرمين الذي كسّروا إسماعيل قبل أن نبحث لهم عن قطعة البندقية في زاوية المكسّرات؟!".
وأضاف: "إذا كان ضباط الاحتلال أصيبوا بمرض السادية.. فلماذا نقبل أن نصاب نحن بمرض المازوخية؟
أخي الضابط الفلسطيني.. أنا لا ألومك ولا ألوم أي جندي من شعبنا ولكنني ألوم الذي أصدر هذا الأمر السخيف.. إذا قال لك أي صهيوني حقير: اضرب نفسك.. فلا تضرب نفسك".
اقرأ أيضا : المستعربون: أداة إسرائيل الخفية لاعتقال الفلسطينيين واغتيالهم