هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود حالة من الترقب الحذر الأراضي الفلسطينية، قبيل بدء فعاليات مسيرة العودة، التي يجري التحضير لها بقوة، بينما يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي للتصدي لها بكافة الوسائل القمعية المتاحة والمبتكرة.
قطار العودة
وتزاحمت الدعوات الفلسطينية المطالبة بأوسع مشاركة في مسيرات العودة الشعبية السلمية التي ستنطلق صباح الجمعة المقبل وتستمر حتى منتصف أيار/ مايو.
واعتبرت الهيئة الوطنية لإحياء مسيرة العودة وكسر الحصار، وهي الجهة المنظمة للمسيرة، بأن الشعب الفلسطيني يقف "في لحظة مفصلية وتاريخية.. لنحتشد في أضخم مسيرة لبناء الوعي".
وشددت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، على أن "قطار العودة لن يتوقف إلا في القدس وفي قلب كل المدن القرى الفلسطينية المحتلة"، في حين بدأت الهيئة بتجهيز المخيمات الخمسة المنتشرة من شمال القطاع وحتى جنوبه، وتوفير وسائل المواصلات لنقل المشاركين من كافة الفئات.
ولا تقتصر دعوات التحشيد للاعتصام بالقرب من الحدود الفلسطينية على الخط الفاصل مع قطاع غزة، بل ستمتد لدول الطوق الفلسطيني في سوريا والأردن ولبنان .
وعلى جانب الاحتلال، تتواصل التهديدات الإسرائيلية لمسيرة العودة، حيث أكد وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في رسالة تهديد للفلسطينيين في قطاع غزة، بأن "الجيش مستعد للتعامل مع أي سيناريو"، وفق ما نقلته قناة "مكان" العبرية.
وأكدت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال سينشر طائرات مسيرة قاذفة لقنابل الغاز السام المسيل للدموع تم تطويرها حديثا لتفريق المتظاهرين، في حين تستعد مصلحة سجون الاحتلال لسيناريو اعتقال أعداد من الفلسطينيين ممن سيحاولن اجتياز الحدود، وفق ما أوردته القناة الإسرائيلية الثانية.
سواتر وأسلاك
وفي رسالة مسجلة له كما يزعم بالقرب من حدود غزة بثها على "تويتر"، أوضح المتحدث بلسان جيش الاحتلال أفيحاي أدرعي، أن "الجيش قام بالاستعدادات اللازمة، ونصب الوسائل المطلوبة ونشر القوات لمنع اجتياز الحدود"، مضيفا: "لن نسمج بخرق السيادة الإسرائيلية، وسيتم تفعيل القوة إذا لزم الأمر"، وذلك في إشارة صريحة لعزم الاحتلال قمع المسيرة السلمية.
وعبر المتابعة الميدانية لـ"عربي21" لما يجري على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، قامت قوات الاحتلال بعمل سواتر ترابية ووضع المزيد من الأسلاك الشائكة في بعض المناطق لمنع اجتياز الحدود من قبل الفلسطينيين العازمين على العودة لديارهم المحتلة.
اقرأ أيضا : صحيفة إسرائيلية: تحركات عربية لمنع التصعيد في مسيرة العودة
وأوضح الناشط الفلسطيني المهتم بقضية اللاجئين، كمال موسى، أن "الشعب الفلسطيني بكل فئاته وشرائحه من الشباب والشيوخ والأطفال والرجال والنساء، يتجهزون للمشاركة في مسيرة العودة".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، أن "شعبنا الذي هجر من أرضه بفعل الإرهاب الصهيوني وبتسليح أمريكي بريطاني تحت غطاء دولي، يحلم بالعودة لأرضه، وهو يعمل ليل نهار ولم ولن يستكين لكل عوامل القهر والاحباط التي وصل إليها العالم العربي وقياداته المتسابقة للتحالف ونيل الرضى الأمريكي والصهيوني للحفاظ على كراسيها".
وأكد موسى، أن "مسيرة العودة؛ هي نضال سلمي لا نستخدم فيها سلاحا إلا سلاح الحق الفلسطيني بالعودة وسلاح الكلمة والإعلام التي نصرخ بها في وجه العالم الظالم والقيادات الهزيلة المترامية على اعتاب الذل الأمريكي الصهيوني؛ بأن لنا أرضا وبيتا وحقا لا بد أن نسترده طال الزمان أم قصر".
نوع جديد
ونوه الناشط الفلسطيني، أن "الحقوق الفلسطينية ثابته بالتاريخ والواقع والقوانين الدولية"، موضحا أن "الشعب سيتحرك بشكل سلمي، ليؤكد للجميع أن قضيتنا إذا لم تحل وتعاد الحقوق لأصحابها فإن أحدا لن يهنأ بالسلام والصفقات والمؤامرات التي يخططون لها ليل نهار سرا وعلانية".
وقال: "كل أموالهم ومخططاتهم لتصفية القضية، لن تكون بديلا عن أرضنا وبيوتنا وحقولنا وموطننا".
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "هذا النوع الجديد من النضال، هو تأكيد على حق العودة الذي هو جوهر القضية الفلسطينية".
ورأى في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الفاعلية الشعبية السلمية، تضع الاحتلال في موقع صعب أمام العالم، وتعكس صورته الحقيقية السلبية"، لافتا إلى إمكانية أن تتحول هذه المسيرة لمواجهة شديدة مع قوات الاحتلال في العديد من مناطق التماس".
اقرا أيضا : مطالبات بضمان سلامة المشاركين بمسيرات العودة الفلسطينية
ورجح البسوس، قيام قوات الاحتلال بـ"استفزاز الفلسطينيين المشاركين في المسيرة والغاضبين من سياسيات الاحتلال، تمهيدا لقمعهم بشدة"، موضحا أن الاحتلال "يستعد لمواجهة المسيرة سياسيا وعسكريا وأمنيا كما أنه لن يتهاون في التعامل معها بشتى الطرق، وجيش الاحتلال لن يسمح بأي تهديد أمني رغم أن المسيرة سلمية".
وحول سبل نجاح مسيرة العودة في تحقيق أهدافها، قدر أن هناك "احتمالات اجتياز ضعيفة في ظل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة، وعدم وجود دعم عربي إضافة لعدم مساندة المسيرة في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية"، معتبرا أن "نجاح الأمر سيكون في توصيل رسالة لإسرائيل مفادها، أن حق العودة قائم".