هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب الإسرائيلي بموقع "محادثة محلية" يوني ماندل الاثنين، إن الجيش الإسرائيلي الذي قتل 16 متظاهرا فلسطينيا على حدود غزة أراد تحميل المسؤولية للفصائل الفلسطينية، وقد انخرط في ذلك الحكومة والإعلام الإسرائيليين، لإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن ما يحصل في غزة ليس مظاهرات سلمية.
وأضاف في مقال تحليلي مطول ترجمته
"عربي21" أن ما تقدم جزء من حرب نفسية يستخدمها الجيش تحضيرا للتعامل مع
مسيرات العودة الفلسطينية، ويستهدف منها جمهورين بالأساس؛ الأول الفلسطينيون في
قطاع غزة، والثاني الرأي العام الإسرائيلي.
وتابع قائلا: "عمدت إسرائيل في مخاطبة
الجمهورين إلى استخدام مفردات من اللغة العربية، من قبيل أن ما يحصل ليس مسيرات
احتجاج أو مظاهرات سلمية وإنما استفزاز، وأن ما ينظمه الفلسطينيون ليس مسيرات عودة
وإنما فوضى، وهي مقدمة للحيلولة دون ترسيخ المطالب الفلسطينية لدى المستمعين
الإسرائيليين، ومن أهمها؛ حق العودة، ووقف الحصار على غزة، وإنهاء الاحتلال".
وأشار ماندل، وهو باحث في شؤون الشرق الأوسط وخبير
في استخدام إسرائيل للغة العربية عبر شبكات التواصل، إلى أنه استكمالا لهذه الحرب
النفسية التي يشرف عليها جهاز الأمن العام الشاباك، فقد بث عدة أفلام قصيرة طالب
فيها الفلسطينيين بالتظاهر ضد قيادتهم في غزة، بدل الخروج للحدود، لأنها المسؤولة
عما آلت إليه أوضاعهم الصعبة، ويتم بث هذه الرسائل على وقع موسيقى درامية، كي تصل
بسرعة لآذان المتلقين الفلسطينيين.
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: مسيرة العودة أعادت غزة للاهتمام الدولي
وأوضح أن هذا الجهد السيكولوجي ضد الفلسطينيين انخرط
فيه وزير الحرب نفسه أفيغدور ليبرمان من خلال بث بعض هذه الرسائل على حسابه في
تويتر، وقد اكتمل هذا الجهد الاستخباري النفسي الإسرائيلي الموجه ضد الفلسطينيين
باللغة العربية بمقال مطول للكاتب اليميني بن درور في صحيفة يديعوت أحرونوت
حين عنون مقاله بعبارة "حماس هي المذنبة، وليست إسرائيل".
ماندل، الذي يعمل في الجامعة العبرية ومعهد فان-لير
لدراسة العلاقات اليهودية العربية، لفت إلى أن استخدام اللغة العربية في بث
الرسائل الأمنية والنفسية الإسرائيلية بات ظاهرة متزايدة في الآونة الأخيرة، وهذا
ليس أمرا عبثيا أو اعتباطيا، بل إنه يأمل من ذلك أن تصل الرسائل الإسرائيلية بسرعة
للمتلقي الفلسطيني، ومفادها أن غزة ليست مشكلتنا نحن.
مع العلم أن مشاكل غزة بدأت منذ العام 1948، لأن
سبعين بالمائة من سكانها لاجئون، ثم ازدادت معاناتها بعد العام 1967، وتفاقمت
الأوضاع سوءا بعد فرض إسرائيل حصارا بحريا وجويا عليها، وأخيرا حصارا بريا بتنسيق
مع مصر، ما يعني أن كل مشاكل غزة مرتبطة أساسا بإسرائيل.
وختم بالقول: الدعاية الإعلامية الإسرائيلية القائلة
بأن ما يحصل من مسيرات العودة هو أحد أشكال الفوضى ليس سوى كذب جديد على
التاريخ، وتزويرا لأحداثه، وربما عدم وجود قدرة، أو حتى رغبة، لدى إسرائيل لرؤية
الفلسطينيين في غزة يعيشون كباقي البشر، لأن معظمهم تم طردهم من منازلهم خلال حرب
1948، وبعد انتهاء الحرب لم تسمح لهم إسرائيل بالعودة لتلك المنازل.
اقرأ أيضا: حصيلة شهداء مسيرة العودة بغزة ترتفع لـ18 واستمرار الفعاليات
الكاتب الإسرائيلي بموقع نيوز ون إيتمار ليفين، قال إن
الفلسطينيين ينظرون لمسيراتهم قرب حدود غزة على أنها أقرب ما يكون إلى لعبة win-win، فإن امتنعت إسرائيل عن المس بالمتظاهرين، وتمكنوا بذلك من الوصول
لأهدافهم النهائية، فقد حصلوا على حصانة من الاستهداف، وإن قام الجيش الإسرائيلي
باستهدافهم، فهذا يعني أنه قد يسقط الأطفال والنساء والمسنون بنيران الجنود.
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه في
الحالتين سيحصل الفلسطينيون على صور نادرة، وربما يسعى المتظاهرون مستقبلا إلى
اجتياز خط الهدنة، ويقتحموا الأراضي المحتلة، ما قد يجعل إسرائيل تفكر بالذهاب
لخيارات أكثر صعوبة تتمثل باغتيال عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، لا سيما حماس،
لمنعهم من الاستمرار في مخططاتهم.
وأوضح، ليفين وهو صحفي وخبير قانوني، أصدر عشرة كتب
حول المحرقة اليهودية، أن قتل اثنين أو ثلاثة من الزعماء الفلسطينيين بغزة أفضل من
استهداف مئات الفلسطينيين البسطاء، بجانب ضرب المواقع العسكرية المنتشرة على طول
حدود غزة، ولو اضطرت الدولة إلى استخدام القوة لمنع اجتياح حدودها، فلا مانع من ذلك.