أطلق
المجلس الرئاسي للحكومة عملية عسكرية تحت مسمى "
عاصفة الوطن"؛ بهدف ملاحقة
"فلول" وبقايا مقاتلي "
داعش" المتواجدين غربي
ليبيا، بعد تكرار
قيام التنظيم بعمليات "إرهابية" هناك.
وطرحت
عدة تساؤلات وتكهنات حول أهدافها ووجهتها هذه المرة، وطبيعة القوات المشاركة فيها.
حشد
وأوضح
المتحدث باسم "الرئاسي" الليبي، محمد السلاك، أن "قوة مكافحة الإرهاب
التابعة لرئيس المجلس، بوصفه القائد الأعلى للجيش، ستبدأ في تمشيط المناطق الممتدة من
بوابة الستين شرق مصراتة، مرورا بمدن "بني وليد، ترهونة، مسلاته، الخمس"؛ لاستهداف بقايا "داعش".
من
جهتها، طالبت قوة مكافحة الإرهاب كافة جهات الدولة بالتعاون معها؛ لملاحقة والتعامل
مع كل الأهداف المحتملة في هذه المناطق"، وفق بيان لها الاثنين.
أين
"البنيان المرصوص"؟
ورأى
ناشطون ومتابعون للوضع أن "العملية قد يكون هدفها الأكبر هو إثبات قوة حكومة
الوفاق وسيطرتها على المجموعات المسلحة في الغرب الليبي، في حين رأى البعض أنها محاولة
جادة لاستهداف التنظيم الإرهابي بعد تنفيذه لعمليات في غرب البلاد".
لكن
عدم الحديث عن دور لقوات "البنيان المرصوص" في هذه العملية أثار بعض التساؤلات،
خاصة أن هذه القوات قامت بطرد التنظيم من مدينة سرت من قبل خلال شهور قليلة جدا، وسط
إشادة محلية ودولية بدورها، فلماذا أهملتها حكومة الوفاق هذه المرة؟ وهل للعملية العسكرية
الجديدة علاقة بعملية "
حفتر" التي أطلقها من قبل تحت مسمى "عاصفة الصحراء"؟
مواجهة
عاصفة "حفتر"
من
جانبه، رأى المحلل السياسي من الغرب الليبي، أحمد الروياتي، أن "هناك بعدا استراتيجيا
سياسيا وراء إطلاق هذه العملية الآن، يتمثل في محاولة تأكيد سلطات حكومة الوفاق على
وجود قوات لها توازي القوات العسكرية الخارجة عن سيطرتها، خاصة قوات "الكرامة"
بقيادة حفتر".
وأشار
في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أنه "بعد إطلاق "حفتر" لعملية
"عاصفة الصحراء" ذات أبعاد توسعية في الجنوب الليبي، فبالتأكيد حسب لها
"الرئاسي" حساباته، ومنها إطلاق هذه العملية في المنطقة الوسطى؛ لضبط أي تمدد
لقوات "الكرامة" في هذه المناطق"، وفق قوله.
وتابع:
"العملية ستكون بمثابة قطع الطريق على "حفتر" من ناحية، وعلى "الدواعش"
من ناحية أخرى؛ لمنعهم من التمدد في الغرب الليبي"، مؤكدا أن "القوة التي
ستقوم بالعملية هي قوة مستقلة تتبع رئاسة الأركان، وفيها عناصر من "البنيان المرصوص"،
كما قال.
تنسيق
غير مباشر
لكن
الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، رأى من جانبه أن "العملية تأتي في إطار
تنسيق غير مباشر بين "الرئاسي" وبين "الجيش"، عقب تفاهمات توحيد
المؤسسة العسكرية التي تمت في العاصمة المصرية القاهرة"، وفق تقديراته.
وأضاف
جبريل في تعليقه لـ"
عربي21" أن "العملية أيا كانت الجهة التي أعلنت
عنها من حيث الشرعية القانونية والسياسية، إلا أن المنُفّذ هو جزء من سلاح الجو الليبي، وهو كيان عسكري رسمي لا يمكن إنكاره، وعموما
هي عملية لملاحقة بقايا "داعش" في الأراضي الليبية.
"رفع
الحرج"
وقال
عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، محمد دومة، إن "الأمر يدخل ضمن محاولات بائسة
من قبل "
السراج"؛ لإظهار نفسه كرجل قوي يمكن المراهنة عليه في المرحلة المقبلة".
واستدرك:
"لكن تسريب اتصالات تثبت تورط أشخاص متنفذين في طرابلس بدعم "الإرهاب" أحرج حكومة الوفاق، ووضعها في قفص الاتهام، وربما العملية لرفع الحرج عنها"،
حسب تصريحه لـ"
عربي21".
تهرب
أم تنسيق
الصحفي
من طرابلس، محمد علي، أكد أن "عاصفة الوطن" مهمة جدا، رغم أنها جاءت متأخرة، إلا أنها ستؤثر فعليا في التضييق على فلول "داعش" التي تستفيد من المناطق
المستهدفة للتحرك، وتحديد نطاق المهمة يرتبط بمعلومات تشير إلى تحركات هناك".
وأشار، في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أنه "كان يفترض أن تشمل العملية مناطق أوسع،
وعدم توسعة نشاطها في محاربة "الإرهاب" في مناطق نفوذ "حفتر" هو
أمر يعكس احتمالين؛ إما محاولة تهرب "السراج" من المواجهة، أو التنسيق للتصدي
لنمو الإرهاب المستفيد من الانقسام القائم".
اقرأ أيضا: الوفاق الليبية تطلق عملية "عاصفة الوطن" لمكافحة الإرهاب