هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علقت صحيفة إسرائيلية، على تصريحات ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان بشأن "أحقية اليهود في فلسطين"، وربطتها بشكل مثير بوعد بلفور، لكنها لم تخف المخاوف الإسرائيلية من مستقبل "الأمير الصغير".
مطبخ ترامب
وربطت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير أعده محللها للشؤون العربية، تسفي برئيل، بين تصريحات ولي العهد السعودي، وبين آرثر جيمس بلفور رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذي منح اليهود وطنا قوميا لهم في فلسطين المحتلة.
وأعربت الصحيفة عن تفهمها "للانفعال الشديد" في "إسرائيل" من تصريحات ولي العهد السعودي، وقالت: "أخيرا وبعد مئة عام على تصريح بلفور، جاء ملك سعودي وصاغ حق اليهود في دولة تقريبا بنفس اللغة".
ونوهت "هآرتس"، إلى أن أقواله، كما جاءت باللغة الإنجليزية، "ما زالت لا تتضمن الاعتراف بدولة موجودة منذ سبعين سنة، بل بحق الإسرائيليين في أن تكون لهم دولة مثلما هو حق الفلسطينيين، وللدقة فالأمير لم يستخدم ولو مرة واحدة مفهوم "دولة"، بل كلمة "بلاد"، "أمة"".
وأضافت: "من يتأثر من أن ولي العهد هو الزعيم العربي الأول الذي يعترف بحق إسرائيل بدولة قومية، نحيله هنا للمبادرة السعودية التي تحولت للمبادرة العربية عام 2002، والتي ورد فيها ضمن أمور أخرى أنه مقابل الانسحاب الشامل من كل الأراضي (بما في ذلك هضبة الجولان) تتعهد الدول العربية بالتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها".
اقرأ أيضا: BBC: علاقة السعودية مع إسرائيل خرجت للعلن.. ماذا بعد؟
ولفتت الصحيفة، إلى أن "اتفاق السلام يعقد مع دولة معترف بها، أي أن الدول العربية اعترفت منذ ذلك الحين بوجود إسرائيل، وليس فقط حقها في الوجود".
تعاون أمني
وتساءلت الصحيفة: "هل الزعيم السعودي ما زال يصر على الانسحاب الشامل لإسرائيل من كل المناطق مثلما تطالب المبادرة العربية؟ هل السعودية ستوافق على إدخال تعديلات على المبادرة؟ هل ستكون مستعدة للاعتراف بغربي القدس كعاصمة لإسرائيل؟ وهل للزعيم رأي حول حدود 1967؟".
ورأت أن "طبيعة التعاون بين تل أبيب والرياض تستحق الفحص على خلفية العداء المشترك لطهران، في الوقت الذي يتم فيه نشر تقارير عن التعاون الأمني بين الجانبين بشكل علني"، معتبرة أنه "عندما تلتقي شخصيات إسرائيلية رفيعة مع ممثلين سعوديين، وعندما تكون هناك مصالح مشتركة (كما اعترف ولي العهد)، يتضح أنه ليس للسعودية أي مشكلة في التعاون مع إسرائيل حتى بدون وجود اتفاق سلام معها".
وأشارت إلى أن "إسرائيل راضية بالطبع من مقارنة المرشد الأعلى الإيراني بهتلر مثلما فعل ابن سلمان، وكما يبدو أنها ستغفر لولي العهد نسيان ذكر الكارثة في صيغة المقارنة"، متسائلة: "هل أهمية المصالح السعودية الإسرائيلية، ستجعل تل أبيب توافق على أن تقوم السعودية بتطوير برنامج نووي خاص بها؟ أو ستستمر في العمل على إحباط صفقة المفاعلات التي تتم بلورتها بين واشنطن والرياض؟".
وأما فيما يخص "الجزء المقلق" في مقابلة ابن سلمان وفق "هآرتس"، فهو "يتعلق تحديدا بالطريقة التي يشكل بها صورة الواقع في السعودية، وهو الشخص الذي سيكون الملك الأصغر في الشرق الأوسط؛ حيث يعتبر هاويا للفن ويتحدث الإنجليزية ويدرك ما يجري في العالم".
حرب فاشلة
ومجددا تساءلت: "ألا توجد وهابية في السعودية؟ هل الأقلية الشيعية تعيش بهدوء في المملكة التي تقمعهم؟ ألا توجد ذريعة لمطالبة السعودية بالتمسك بالقيم الغربية حيث أن كاليفورنيا وتكساس غير متشابهتين بقيمهما؟ أليس الحكم المطلق في نهاية المطاف هو أمر جيد، حيث أن الحكم المطلق الفرنسي هو الذي ساعد على تأسيس الولايات المتحدة؟"، وفق الصحيفة الإسرائيلية التي تعكس قلق وعدم ثقة الاحتلال بقدرة ابن سلمان على قيادة السعودية.
وتابعت: "يبدو أنه إذا كنت ملكا أو ابن ملك، فأنت لست بحاجة للتعليم الأساسي، فيكفي التوقيع على اتفاق شراء بمبلغ 35 مليار دولار مع الولايات المتحدة والسماح للنساء بسياقة السيارات، كي تعتبر ليبراليا"، مؤكدة أن "قدرة السياسة واستراتيجية التطوير الاقتصادي لبلاده هي التي ستحدد مستقبل المملكة".
اقرأ أيضا: هكذا قرأت "التايمز" تصريحات ابن سلمان عن "حق" إسرائيل
وأكدت "هآرتس"، أنه "حتى الآن من الصعب أن يسجل لصالحه إنجاز سياسي حقيقي، لا في الحرب الفاشلة في اليمن، ولا في محاولته إنشاء نظام جديد في لبنان، في حين انسحب من سوريا، وأوضح أن بشار الأسد سيواصل دوره كرئيس وذلك خلافا لموقف المملكة التقليدي"، زاعما أن "النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بريء من أي تدخل سعودي في الوقت الحالي".
وتعبيرا عن رغبة "إسرائيل" في نجاح الأمير الصغير، قالت: "يجب علينا أن نتمنى له النجاح لأنه ما زال للسعودية دور كبير في تشكيل السياسات الموالية للغرب في الشرق الأوسط، وعند الحاجة، يمكنها لي أذرع عربية وغربية كثيرة"، مشيرة إلى أن "من يعتبر أقوال ابن سلمان إشارة بأن علم إسرائيل سيرفرف قريبا في الرياض، يجب عليه أن يفحص هل يوجد للسعودية شريك في إسرائيل؟".