تترقب الشركات الخليجية المدرجة في أسواق المال، تعافياً ملحوظاً في أرباحها الفصلية بالتزامن مع استمرار صعود أسعار
النفط، بعد تراجعات حادة على مدار ثلاثة سنوات أثرت بشكل كبير على الأوضاع المالية لها.
وقال محللون وخبراء إن الشركات المقيدة في البورصات الخليجية، نجحت في تحقيق أداء مالي جيد في العام الماضي.
ومن المتوقع أن تستمر على نفس المنوال في الربع الأول من العام الجاري، مستفيدة من تحسن الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن تعافي النفط.
ومن المتوقع أن تحقق المصارف وشركات النفط والتأمين، أداء يفوق التوقعات، بينما توقعوا أن تعاني شركات العقار والمقاولات والخدمات المالية، تباطؤاً في أدائها على ضوء انخفاض الطلب.
ويقدر بنك الاستثمار البحريني "سيكو" أن تنمو أرباح 76 شركة خليجية مدرجة في أسواق المال بنحو 3 بالمائة على أساس سنوي، وبنسبة 17 بالمائة على أساس ربعي، بينما ستنمو الإيرادات على أساس سنوي بنحو 8 بالمائة وذلك عن الربع الأول من 2018.
تفاؤل حذر
مدير إدارة البحوث الفنية لدى "أرباح" السعودية لإدارة الأصول، محمد الجندي، قال، إن هناك حالة من التفاؤل ممزوجة بالحذر بشأن أرباح الشركات الخليجية في الربع الأول من العام الجاري.
ومن المقرر بدء الإعلان عنها في غضون الأيام القليلة الماضية.
وسيبدأ ماراثون النتائج الفصلية مع بنك قطر الوطني، أكبر مصرف في الدوحة، إذ سيفصح عن البيانات المالية للربع الأول في 10 نيسان / أبريل الجاري، على أن تفصح "الإجارة القابضة" القطرية في 12 من الشهر ذاته.
وأرجع "الجندي" حالة التفاؤل، إلى الاستقرار الذي تشهده أسعار النفط حاليا وصعوده من مستوياته المتدنية، التي وصل إليها في مطلع الربع الأول من 2017 عند حدود 30 دولاراً للبرميل.
وتحوم أسعار النفط حاليا بين مستويات 65 إلى 70 دولاراً للبرميل، مستفيدة من خطوات تقودها منظمة "أوبك" لإعادة التوازن للأسواق، بعدما تراجعت بنحو حاد على مدار الثلاث سنوات الماضية.
وتابع: لكن الآن مع صعود النفط وبقائه أعلى حاجز 60 دولاراً، نعتقد أن ذلك إيجابي جداً للاقتصادات الخليجية، خصوصا مع استمرار اتفاق خفض الاتفاق النفطي حتى نهاية العام الحالي.
ومطلع 2017، شرع الأعضاء في "أوبك"، ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، في خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا؛ فيما ينتهي الاتفاق في كانون أول / ديسمبر 2018.
قوة ومتانة
مدير إدارة الأصول لدى "الفجر" للاستشارات المالية، ومقرها مصر، مروان الشرشابي، قال إن الشركات الخليجية المدرجة، عانت في السنوات الثلاث الماضية مع هبوط النفط.
وأوضح أن القطاع المصرفي سيكون كعادته "الحصان الرابح"، في ظل قوة ومتانة البنوك الخليجية وتمتعها بسيولة كبيرة وفوائض جيدة.
لكنه حذر في الوقت ذاته من التحديات التي يفرضها الرفع المستمر في الفائدة الأمريكية.
وحققت البنوك الخليجية نمواً في الأرباح بنسبة 6 بالمائة في العام الماضي، نتيجة لانخفاض مخصصات خسائر القروض ونجاح سياسات خفض التكاليف، وفق دراسة حديثة لمجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب.
وتابع الشرشابي: أيضا نتوقع تحسن مرتقب في نتائج شركات الأغذية والمشروبات والتأمين، بينما ستظل شركات العقار تعاني بعض الضغوط.
طفرة بالأرباح
محلل أسواق المال العربية، عبدالله مقداد، قال إن تعافي النفط واستقراره سينطبع بلا شك على أرباح الشركات الخليجية، وبالتالي من المتوقع أن نشهد طفرة كبيرة في الأرباح والإيرادات خلال الأرباع القادمة.
وأوضح أن شركات النفط والغاز من المتوقع أن تحقق نتائج قياسية مستفيدة بشكل رئيس من الصعود القوي للخام في الآونة الأخيرة، إضافة إلى عودتها للتوسع في المشاريع محليا وإقليميا وعالمياً.
وتذهب توقعات شركات بحوث إقليمية، إلى تراجع أرباح شركات العقار الخليجية في فترة الربع الأول من العام الجاري، على الرغم من الاستحقاقات الإيجابية القادمة في الدول الخليجية، التي يأتي في مقدمتها معرض إكسبو 2020 في دبي، ومونديال قطر 2022، إضافة الى رؤية السعودية 2030.