هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "يني شفق" التركية، تقريرا نقلت من خلاله تصريحات مع العقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش السوري الحر، الذي أكد أن دور تركيا أصبح مفصليا فيما يتعلق بالقضية السورية، في حين لا يمكن التوصل لحل من دون مشاركة أنقرة.
وذكرت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الأسعد أشاد بالدور التركي في سوريا. وقد استشهد الأسعد بما قامت به أنقرة في عفرين، وما تقوم به الآن في ظل تفاقم حالة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة على لسان الأسعد أن تركيا اليوم تلعب دورا مفصليا في القضية السورية، ومن يريد الوصول للشعب السوري عليه إرضاء تركيا أولا. فقد باتت أنقرة اليوم صاحبة نفوذ قوي ليس في العراق وسوريا فحسب، بل في الشرق الأوسط ككل.
اقرأ أيضا: أمريكا تهدد بضربة أخرى إذا استخدم الأسد الكيماوي مجددا
وأضاف الأسعد أن "هناك 130 ألف مقاتل في صفوف المعارضة في سوريا، مقابل 47 ألف جندي ضمن جيش النظام. بناء على ذلك، في حال وقع تنفيذ عملية عسكرية ضد النظام تستهدف قواته الجوية وتعمل على كسر تفوقه الجوي، في ظل توفير الغطاء الجوي لقوات المعارضة، ستتمكن هذه القوات من دخول دمشق خلال 40 يوما".
وأكد العقيد رياض الأسعد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تكترث للشعب السوري، في حين أن مساعيها اليوم لدخول الساحة السورية بعد استخدام النظام للأسلحة الكيميائية، يندرج ضمن جملة من الحسابات الخاصة التي لا تتصل بمصالح الشعب السوري. ففي الواقع، في حال كانت واشنطن تهتم حقيقة بالسوريين لما اكتفت بمشاهدة المعاناة التي مروا بها على مدار السنوات السابقة.
وذكر الأسعد أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت التعاون مع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي بداية من سنة 2015، مدعية أنها تساند المعارضة وتقف في صفها. في المقابل، أدى التدخل التركي في سوريا من خلال عملية درع الفرات وغصن الزيتون إلى إفساد المخططات الأمريكية وتحطيم قدرات حزب العمال الكردستاني. في الوقت الراهن، أصبحت واشنطن تفضل التوقف عن دعم الحزب خاصة وأنه يشهد مرحلة استنزاف كبيرة.
ويعتقد الأسعد أن الغرب سيبحث عن حلفاء جدد له. في الأثناء، ترفض قوات المعارضة السورية أن تكون أداة في خضم حرب بالوكالة، نظرا لأنّ هدف الجيش السوري الحر وقوات المعارضة لا يكمن في تحقيق الأهداف الغربية، بل إعادة الطمأنينة في صفوف الشعب السوري وإنقاذه من بشاعة جرائم بشار الأسد. وقد استخلصت قوات المعارضة الدروس والعبر مما شهدته في الماضي.
وأوضح رياض الأسعد أن الصدام الأمريكي الروسي في سوريا أصبح لا مفر منه. في الأثناء، سيؤكد تعمق التوتر بين هاتين القوتين مجددا على دور تركيا الهام والمفصلي في الساحة السورية.
اقرأ أيضا: روسيا تفشل بالحصول على دعم مجلس الأمن لإدانة قصف سوريا
وانتقد الأسعد الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اختيارها منظمة انفصالية إرهابية للعمل معها في سوريا، دون أن تكترث لحياة 20 مليون سوري. في الوقت ذاته، ما فتئت تركيا تعمل على تقديم المساعدة، في حين باتت اليوم تحظى بمكانة خاصة ومميزة في قلوب المواطنين السوريين. وقد استضافت تركيا عددا كبيرا منهم، كما ساهمت في تحرير بعض المناطق في سوريا وإعادة أهلها إليها، وذلك بالتعاون مع الجيش السوري الحُر. وينتظر أن يقع تحرير الكثير من المناطق الأخرى خلال الفترة المقبلة من خلال العمليات العسكرية المشتركة بين الجيش التركي وقوات المعارضة.
ونوه الأسعد في تصريحاته إلى أن الضربة الأمريكية في سوريا ستؤدي إلى إضعاف الوجود الإيراني فيها. ويكمن الهدف الأساسي من وراء العملية العسكرية الأمريكية في ضرب الميليشيات الشيعية، فضلا عن المقرات التي تسيطر عليها هذه الميليشيات، إضافة للقواعد الجوية التابعة للنظام. وسيؤدي هذا الأمر إلى اكتساب القضية السورية بُعدا جديدا.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن عمليات إجلاء السكان من الغوطة الشرقية لا تزال مستمرة، ووصل عدد الذين تم إخلاؤهم لحوالي 58 ألف شخص، من بينهم 12 ألف طفل في عُمر المدرسة، فضلا عن 5 آلاف طفل حديث الولادة.