هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد القيادي في حركة حماس أحمد يوسف أن الوفد الأمني المصري الذي حضر في زيارة مقتضبة إلى غزة السبت؛ بحث مع حركة حماس جملة من القضايا، أبرزها سماع رد الحركة على اشتراطات الرئيس عباس لإتمام ملف المصالحة، إلى جانب بحث سبل دفع المصالحة المتعثرة، وتداعيات مسيرات العودة.
وقال يوسف في حديث لـ"عربي21" إن "وفد المخابرات المصرية كان يريد جوابا على ما وضعه رئيس السلطة الفلسطينية من اشتراطات لإتمام ملف المصالحة مع حماس، ومنحه شهرين لتمكين الحكومة في غزة".
وأشار إلى أن الوفد أكد لحركة حماس استمراره في إزالة العقبات أمام جهود المصالحة رغم كل التعقيدات الموجودة أمامها، لافتا إلى أن المصالحة لا زالت تراوح مكانها خاصة في ظل تعنت الرئيس عباس ومطالبه التعجيزية التي أرسلها مؤخرا عبر مصر، وتصريحاته المتكررة التي توتر الأجواء.
من جهة أخرى لفت يوسف إلى أن وفد المخابرات المصرية حاول الحصول من حماس على موقفها تجاه بعض القرارات التي قد تتخذها القمة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية سواء على صعيد الوضع الداخلي أو العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر معنية بسماع وجهة نظر حماس تجاه العديد من القضايا.
وأضاف: "القمة العربية ربما تضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمستقبل الوضع الداخلي الفلسطيني والعلاقة مع الرئيس أبو مازن، ومصر كانت معنية بمعرفة رد حماس على أي قرارات متوقعة للقمة ومدى قبول حماس ببعض المقترحات".
وفيما يتعلق بوجود جهد مصري لوقف مسيرات العودة قال يوسف: "لا أعتقد أن مصر طلبت وقف المسيرات، لكنه إن جاء في السياق فهو لإظهار التخوفات من حجم الخسائر التي يحاول الاحتلال إلحاقها بالمتظاهرين السلميين، وأتوقع أن يكون الوفد قد حذر من تداعي الأمور وصولا لشن عدوان إسرائيلي على غزة وذلك من باب التحذيرات فقط".
اقرأ أيضا: مسؤول أمني مصري يزور غزة السبت ويلتقي قادة حماس
من جهته علق المحلل السياسي مصطفى الصواف على الزيارة السريعة للوفد المصر قائلا: "مصر لا زال لديها أمل في إنجاز ملف المصالحة، رغم الخطابات السيئة التي بثها الرئيس عباس خلال الأيام الماضية، مقابل الإيجابية العالية التي تبديها حركة حماس".
وأشار في حديث لـ"عربي21" إلى أن مصر "لن تقبل بفشل المصالحة لأنها تعتبرها ورقة رابحة بالنسبة لها ولذلك جاء الوفد على عجل إلى قطاع غزة والتقى قيادة حماس في محاولة لإنعاش المصالحة".
واستبعد الصواف أن يكون الوفد المصري قد سلم رسالة من الرئيس عباس إلى حماس قائلا: "مصر لا تقبل أن تكون ساعي بريد لنقل الرسائل خاصة في الموضوع الفلسطيني التي تعتبر نفسها جزءا مما يجري على الساحة الفلسطينية".
يذكر أن وفدا مصريا من المخابرات العامة المصرية برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني اللواء سامح نبيل؛ زار غزة السبت والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، ومن ثم غادر بعد عدة ساعات إلى رام الله عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.
اقرأ أيضا: عباس يكشف عن التهديدات التي نقلها عبر المصريين لغزة
وتراوح المصالحة الفلسطينية مكانها، ولا يبدو أنّها قريبة من تحقيق أي إنجاز على أرض الواقع، في ظلّ تباعد الرؤى وعودة الاتهامات والتصعيد الإعلامي بين طرفيها، حركتي "حماس" و"فتح"،خاصة بعد خطاب الرئيس عباس الأخير الذي قال فيه إنه أرسل رسالة لحماس عبر الجانب المصري، وطلب منها ردا خلال 60 يوما حول تمكين حكومة الوفاق الوطني من إدارة كل المفاصل في قطاع غزة، وإلا فإنه سيلجأ لاتخاذ إجراءات لم يفصح عن طبيعتها.