هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهم نائب رئيس الدعوة السلفية، الشيخ ياسر برهامي، جماعة الإخوان المسلمين، في مقال له بموقع "الفتح" التابع لحزب النور السلفي، بأنهم أحلو الزنا (الحرية الجنسية) واللواط (المثلية الجنسية) وأنهم يطالبون بمساوة الذكر والأنثى والميراث، ويقرون زواج المسلمة من الكافر.
برهامي، المثير للجدل بفتاويه وتأييده النظام العسكري الحاكم، دافع في مقاله الذي جاء تحت عنوان "آنَ أوَانُ اليَقَظَة!" عن تأييد السلفيين بمصر لانتخاب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، متهما جماعة الإخوان باتهامات يخرجهم بعضها عن الإسلام.
وجاء في نص المقال: "إنهم -في سبيل إرضاء الغرب- يقبلون القضايا المُخَالِفَة لأصل الإيمان، مثل: استباحة المحرمات: كحرية المعاشرة الجنسية، وكذلك حرية الشذوذ والمِثْلِيَّة! وأنه ينبغي أن توجد التشريعات التي تحمي حقوقهم، وكذلك مساواة الذكر والأنثى في الميراث، وكذلك زواج المسلمة مِن الكافر، وكذلك القول بمساواة المِلَل، وأنه لا خلاف في الأصول بينها؛ كل ذلك إرضاء للغرب".
متاجرة بالدين أم تعليمات
وفي تحليله لمقال برهامي، أكد الباحث السياسي عبدالله النجار، أن ما يفعله برهامي حاليا هو "متاجرة بالدين واستخدام لسلاح التكفير، وإن لم يصرح به لمواجهة خصومه"، مشيرا إلى احتمال أنه يقوم بذلك بناء على "تعليمات يتلقاها".
النجار، أضاف لـ"عربي21" أن "برهامي أخرج الإخوان من الإسلام باتهامهم بأنهم استحلوا ما حرم الله؛ فقد ادعى أنهم أباحوا الزنا واللواط، وأنهم يطالبون بمساوة الذكر والأنثى بالميراث".
وقال إن "زعم برهامي بحق الإخوان لا يعني سوى أحد أمرين: إما أن الإخوان فعلوا ذلك وبذلك يكونون كفارا خرجوا من الإسلام، وإما أن يكون برهامي كاذبا قاذفا لدودا بخصومته، ودفعته كراهيته للافتراء عليهم"، مؤكدا: "ولما كان الثابت قطعا أن الإخوان لم يحلوا الزنا واللواط، ولم يطالبوا بمساواة الذكر بالأنثى، فلن يبقى إلا أن برهامي كاذب كذاب".
وأشار النجار إلى أن برهامي "لم يكتف باتهامه للإخوان، ولكنه اتهم جميع السلفيين الذين يخالفونه بأنهم مبتدعة"، موضحا: "وإن كانت هذه الاتهامات ليست جديدة من مثل هذه الاتجاهات التي تدعي احتكارها وحدها الفهم الصحيح للإسلام"، متعجبا من توسع برهامي في ذلك باتهامه لغيره من السلفيين الذين لم يسايروه.
ابن سلمان ورؤية المداخلة
وقال الباحث الإسلامي محمد مسلم: "مذهول أنا من حجم التدني والتعري والسقوط والصفاقة والرقاعة والوضاعة التي وصل إليها هؤلاء"، موضحا أن "مقال برهامي احتمل جملة أكاذيب أراد أن يخدع بها جمهوره ويبرر سقطاته".
وأكد مسلم، لـ"عربي21"، أن "هذا المقال يدشن مرحلة تبني رؤية المداخلة والابتعاد عن عقيدة السلف وتبني عقيدة المرجئة"، مؤكدا أن "كتابات برهامي القديمة عن الحاكمية تتفق مع سيد قطب، ومحمد بن عبد الوهاب، وابن باز، وغيرهم من علماء السعودية"، مضيفا: "وفي ظني أن هذا أحد تجليات تغييرات ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في فرض رؤية التيار المدخلي على المجتمعات والمؤسسة الدينية".
وعلق على قول برهامي (أنهم -في سبيل إرضاء الغرب- يقبلون القضايا المُخَالِفَة لأصل الإيمان، مثل: استباحة المحرمات)، قائلا: "من أي ماخور أتى هذا الكلام. لقد تفوق برهامي على أحمد موسى ومن يحطب في حبله بقصف وقذف المؤمنين والمؤمنات بفرية جهاد النكاح، وهو لا يدري في أي واد سحيق هلك".
وانتقد مسلم منطق برهامي في تبرير معارضته لحكم الإخوان بما أسماه (الخط الذي يجمع بيْن الليبرالية المزعومة والإسلامية في منهج الإخوان)"، مؤكدا أنه "تناقض مفضوح يرد عليه بجملة قالها بمقاله (أنه لمّا كان في منهج الإخوان بعض ليبرالية، فتحالفنا مع الليبرالية الكاملة، فأسقطناهم)"، واصفا ذلك بـ"المنطق العجيب".
كما استغرب من رمي برهامي "الفصائل الإسلامية -وفي القلب منها الإخوان- بأنهم مبتدعة في الدين ومن الخوارج؛ توطئة لاستحلال الدماء والأعراض"، مستغربا تطاوله على شهيد الإسلام (سيد قطب)، موضحا أنه بذلك "يغرد مع سرب المداخلة الجامية والسلفية المخابراتيه التي بررت للسيسي، وخليفة حفتر، وبشار الأسد، كل جرائمهم".
وأشار مسلم إلى استدلال برهامي بمقاله "بسمع الأئمة الأعلام وطاعتهم لأئمة الجور، ليبرر طاعته للسيسي"، موجها تساؤله لبرهامي: "ولماذا لم تعتبر أنت محمد مرسي على الأقل إماما جائرا وتسمع له وتطيع، أو على الأقل تلتزم الصمت والحياد فتسلم".
وتابع قائلا: "وماذا تسمي التحالف مع الكنيسة والعلمانيين والملاحدة لإسقاط أول تجربة إسلامية وتنصيب نظام مدعوم من الكفر العالمي الصليبي واليهودي والشيوعي والشيعي؟"، مضيفا: "أليس هذا نقضا لعقيدة الولاء والبراء".
رد تليمة
وفي رده، اتهم الشيخ عصام تليمة برهامي بأنه من يخالف تعاليم الإسلام بفتاواه، مذكرا إياه بفتوى إباحة ترك الرجل زوجته ليزني بها من يخاف بطشهم، مضيفا أن برهامي يحاول تعويض النزيف الذي أصاب حزبه، ويحاول استعادة شعبيته بالشارع على حساب الإخوان.