خبراء إسرائيليون: اغتيال البطش كشف عن صراع الأدمغة

واصلت الصحافة الإسرائيلية انشغالها باغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، وتأثيره على مستقبل المواجهة مع حماس خارج الأراضي الفلسطينية، وسط استعراض أمني لكيفية تنفيذ عمليات الاغتيال في مثل هذه الظروف.

الخبير العسكري الإسرائيلي بموقع "ويللا" أمير أورن قال إن "اغتيال البطش المنسوب لجهاز الموساد، يشير إلى أن العلماء والمهندسين الناشطين في التنظيمات الفلسطينية باتوا يتصدرون الأهداف المرشحة للاغتيال، حيث تشكل تصفيتهم خسارة لهذه التنظيمات بما لا يقل عن خسارة قائد سياسي، كما تجلى في اغتيال عدد من علماء حماس الذين يبتكرون المزيد من الوسائل القتالية للحركة، لاسيما الطائرات المسيرة من غير طيار".

واستعرض الكاتب في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، سلسلة طويلة من الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل خلال العقود الماضية، سواء من القادة السياسيين الفلسطينيين أو الخبراء العسكريين الميدانيين، ما يؤكد أن إسرائيل تخوض مع أعدائها ما وصفه بـ"صراع الأدمغة وحرب العقول".

وفي ظل سيطرة سلاح الجو الإسرائيلي على الأجواء، فقد دفع ذلك المنظمات الفلسطينية للذهاب لتطوير منظوماتها من الطائرات المسيرة، والقذائف الصاروخية، والصواريخ أرض-أرض، من خلال هؤلاء العلماء الذين يستهدفهم الموساد بعمليات الاغتيال.

اقرأ أيضا: اغتيال البطش امتداد لقائمة طالها الموساد بالعالم (إنفوغراف)

الخبير الأمني الإسرائيلي بصحيفة معاريف يوسي ميلمان قال إن "عملية اغتيال البطش المنسوبة لجهاز الموساد تمت بحرفية عالية، ودون ترك أي آثار أو بصمات قد تدل عليه، ما يعني أننا في ظل المعطيات الميدانية لعملية الاغتيال أمام منفذين محترفين، قتلوه بأعصاب باردة، وغادروا المكان".

وأشار ميلمان بمقاله التحليلي الذي ترجمته "عربي21" إلى أن، اغتيالات سابقة نفذها الموساد عبر وحدة "كيدون" التي يستخدم عناصرها الدراجات النارية في تنفيذ تصفياتهم الجسدية، كما حصل سابقا مع زعيم الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي بمالطا عام 1995، والعلماء النوويين الإيرانيين داخل طهران ذاتها خلال العقد الأخير.

واستكمل قائلا: "هذا يعني أن جهاز الموساد الذي يترأسه اليوم يوسي كوهين أصبح اليوم أكثر حرفية، ويتمتع بجرأة في الإمساك بزمام المبادرة، ويعمل خارج حدود إسرائيل، سواء في الدول القريبة أو البعيدة، دون أن يترك المنفذون خلفهم ما قد يشير لإسرائيل".

المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون زعم أن "اغتيال البطش يكشف النقاب عما اعتبره محور ماليزيا-تركيا-حماس، حيث يتم تجنيد الأكاديميين الفلسطينيين بصفوف الحركة، ووجه الاغتيال ضربة لجهود هذه الدولة الآسيوية في دعم حماس".

واستعرض "لوائح اتهام سابقة قدمت لطلاب جامعيين فلسطينيين درسوا هناك، وتلقوا تدريبات، ثم انتقلوا إلى تركيا، ومنها للضفة الغربية كي يشكلوا بنية تحتية عسكرية وخلايا نائمة للحركة، تستدعيها عند الحاجة".

اقرأ أيضا: تعرف على نشاط "الموساد" ضد "حماس" في الخارج

وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21": "بعد أن تحولت تركيا معقلا لقيادة حماس المركزية خلال السنوات الأخيرة، فقد عرفت ماليزيا على أنها المكان الذي يتلقى فيه الحمساويون تدريباتهم العسكرية"، ناقلا عن أوساط في جهاز الأمن العام الشاباك أن أفراد حماس يتلقون هناك التدريبات العسكرية الدورية.

وفي السنوات الأخيرة اعتقل الشاباك عددا من الطلاب الفلسطينيين الذين درسوا بماليزيا، وزعم أنهم حصلوا على تدريبات لتشغيل طائرات من دون طيار بغرض المس بإسرائيل، حيث تمت التدريبات بسرية تامة.

ولفت إلى أن "الحكومة الماليزية دأبت على نفي هذه الاتهامات الإسرائيلية لها، وأكدت أن مساعداتها لحماس تقتصر على الجانب السياسي والإنساني، رغم وجود لجان للزكاة والتبرعات المالية التي تقدم أموالا للفلسطينيين في الجامعة الإسلامية العالمية بالعاصمة كوالالمبور".

وزعم الشاباك أنه "بهذه الطريقة تم تجنيد عشرات الطلاب الجامعيين الفلسطينيين هناك تحت غطاء من السرية التامة، لا سيما أولئك الذين يدرسون تخصصات الكيمياء والهندسة، ما يساعد الحركة في إنتاج وسائل قتالية دقيقة وفتاكة، مثل العبوات الناسفة والقذائف الصاروخية".