نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها للشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، يقول فيه إن الدول الغربية تدرس طرقا لتجاوز
الفيتو الروسي في
مجلس الأمن، وعرض موضوع استخدام السلاح الكيماوي في
سوريا على مجلس الأمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الدول الغربية راغبة في إنهاء شهور من العجز في الأمم المتحدة بشأن سوريا، من خلال إحالة ملف السلاح الكيماوي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لا تملك
روسيا الفيتو.
ويفيد الكاتب بأن الفكرة تقوم على وسيلة لم تستخدم إلا نادرا، وتعود للحرب الباردة، حيث تحال المسؤولية إلى أعضاء الأمم المتحدة 193 للنظر في بعض ملامح الأزمة، مشيرا إلى أن روسيا استخدمت حتى الآن الفيتو 11 مرة لمنع أي تحرك يستهدف سوريا.
وتلفت الصحيفة إلى أن روسيا منعت في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر آلية تحمل مسؤولية استخدام السلاح الكيماوي، بعد اعتراضها بأنها متحيزة ضد النظام السوري.
وينقل التقرير عن المسؤول السابق في الأمم المتحدة ومدير منظمة "أمنستي" إيان مارتن، قوله: "يجب ألا يكون الفيتو الروسي نهاية للجهود المشتركة للأمم المتحدة؛ لأن تحمل المسؤولية في استخدام السلاح الكيماوي ونهاية فظائع النزاع السوري يقع على كاهل المجتمع الدولي كله"، وقد لقيت هذه الآلية دعم القوى الغربية.
ويبين وينتور أن "الأزمة نوفشت في اللقاء الدوري الخاص، الذي حضره سفراء دول مجلس الأمن الدولي في السويد، ويمكن أن تناقش بشكل موسع في سلسلة من اللقاءات هذا الأسبوع، وتخشى الدول الغربية من أن غياب آلية تحميل المسؤولية لن يمنح النظام السوري مدى واسعا لاستخدام السلاح الكيماوي فحسب، لكن أيضا توجيه ضربة قوية للنظام الدولي".
وتنوه الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وجهت ضربة عسكرية للنظام السوري، بتهمة استخدام السلاح الكيماوي في بلدة
دوما بداية الشهر الحالي.
وبحسب التقرير، فإن مفتشي منظمة الحد من انتشار السلاح الكيماوي زاروا دوما، مستدركا بأنه مهما كانت نتائج التحقيق فلا تملك المنظمة صلاحية تحميل المسؤولية لأي طرف.
ويذكر الكاتب أن السويد قامت منذ الهجمات بتجديد الجهود الدبلوماسية للموافقة على قرار للأمم المتحدة حول آلية التحقيق، إلا أن تلك الجهود لم تحقق ثمارا حتى الآن.
وتقول الصحيفة إن الحكومات الغربية تشعر بالقلق من أن يؤدي هذا المأزق السوري إلى إضعاف السلطة الأوسع لمجلس الأمن، وترغب في استخدام آلية وضعت أولا عام 1950 أثناء الحرب الكورية، وأطلق عليها "الوحدة من أجل السلام"، ويمكن من خلالها لتسعة أعضاء في مجلس الأمن تجاوز الفيتو الروسي، وإحالة الملف إلى الجمعية العامة، مشيرة إلى أنها تحتاج إلى موافقة ثلثي أعضاء الجمعية للموافقة على تحميل المسؤولية، حيث تم تصميم الآلية عام 1950 عندما يفشل مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته والحفاظ على السلام.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش قال نهاية الأسبوع الماضي، إن العالم دخل مرحلة خطيرة من الحرب الباردة.