قال كاتبان ألمانيان في صحيفة
دير شبيغل إن على برلين ودول
الاتحاد الأوروبي التحرك من أجل "إحلال
السلام" في الأراضي السورية بعد فشل كل الجهود الدبلوماسية وإيجاد نموذج مشابه لمفاوضات واتفاق
أوسلو بين السلطة وإسرائيل.
وقال الكاتبان، في مقال نشرته
الصحيفة وترجمته
"
عربي21"، إن الوضع في
سوريا كارثي، حيث يرزح الشعب السوري تحت وطأة
التجويع والقصف باستعمال البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية. وبين الفينة
والأخرى، تنشر صورا توثق وقائع وحشية الحرب التي تدمي القلب. وما زاد الأمر مأساوية
هو عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب، التي بلغت عامها السابع.
وأكد أن كل محاولات الوساطة الدولية، على غرار
محادثات جنيف وأستانة، باءت بالفشل. وفي ظل الوضع الراهن، أصبح من الضروري البحث
في أسباب هذا الفشل الذريع واستخلاص الدروس منه. ويجب على ألمانيا وبقية الدول
الأوروبية تكثيف الجهود من أجل إحلال السلم في العالم للحيلولة دون اندلاع حروب
أخرى على شاكلة الحرب السورية.
وأشار الكاتبان إلى أنه بعد أن تم تدمير حلب
والغوطة الشرقية، أصبحت مدينة إدلب ملاذا آمنا للعديد من السوريين، بات من الواجب الحرص
على أن لا يتكرر سيناريو مجزرتي حلب والغوطة الشرقية مرة أخرى. ومن بين الخطوات،
التي يمكن اتخاذها لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، إرسال مراقبين أمميين إلى
الأراضي السورية بمبادرة من كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة
الألمانية أنجيلا ميركل.
وأوضح الكاتبان أن السنوات السبع الماضية كشفت
عن عجز منظمة الأمم المتحدة عن اتخاذ موقف حاسم بشأن الحرب السورية، نتيجة تضارب
آراء مختلف الدول حيال هذا الملف. وفي حال توحدت مواقف مختلف الدول المنضوية تحت
منظمة الأمم المتحدة، فيمكن حينها أن يطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة تهدف إلى تحسين
أوضاع الشعب السوري والوقوف في وجه كل من النظام السوري وروسيا.
وشددا على ضرورة أن يطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة
دبلوماسية شبيهة باتفاقية أوسلو، التي أبرمت بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين،
وذلك عبر دعوة مختلف أطراف الحرب السورية إلى الدخول في محادثات سرية.
وأورد الكاتبان أنه يجب على كل طرف متورط في
الحرب السورية إيفاد ممثل للدخول في حوار جديّ بعيدا عن التغطية الإعلامية، نظرا
لأن الاهتمام الإعلامي بمحادثات جنيف وأستانة ساهم في تصعيد الصراع السوري بدلا من
احتوائه. فعلى سبيل المثال، كانت المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بناءة
لأن الطرفين لم يكونا مطالبين بنشر تطورات المحادثات بشكل فوري.
وذكرا أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يستعد
لفرض جملة من العقوبات ضد الضباط السامين وحلفاء نظام الأسد بالتوازي مع عملية
السلام، شريطة أن تصبح هذه العقوبات سارية المفعول بصفة فورية، في حال رفض نظام
الأسد التعاون.