ملك المغرب يدعو قادة أفريقيا لحماية القارة من تغييرات المناخ

حذر العاهل المغربي الملك محمد السادس، من الانعكاسات المترتبة عن التغيرات المناخية، ونقص الأغذية وتراجع احتياطيات المياه، داعيا إلى تعبئة جماعية لدول أفريقيا للتصدي "للآثار المدمرة" لتغير المناخ على كوكب الأرض، والعمل من أجل رفع التحديات التي تواجهها القارة السمراء.

وقال الملك في خطاب ألقاه أمام قمة قادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، المنعقدة ببرازفيل، إن آثار تغيير المناخ "تدفع أفواجا كبيرة من السكان إلى الهجرة، وتساهم في إضعاف الدول، وتفشي الهشاشة فيها".

وتابع الملك: "فهل يعقل أن 320 مليون إفريقية وإفريقي لا يحصلون على الماء الصالح للشرب، بينما يفوق مخزون المياه الجوفية لقارتهم 5000 مليار متر مكعب؟".

وأضاف أن "هذه المفارقة الصادمة ستستمر في التفاقم، ما لم نعجل باحتواء تداعياتها خلال السنوات المقبلة، لتفادي ما قد يفضي إليه التغير المناخي، من تدهور في الأراضي، وندرة في الموارد المائية، لاسيما في ظل تراكم الطمي والتلوث، الذي يهدد المسالك المائية الصالحة للملاحة، البالغة مساحتها 25000 كيلومتر مربع".

وأفاد: "هذا ما يدعونا إلى التعبئة الجماعية، التي يعد التئامنا في إطار هذه القمة خير دليل على وعينا بأهميتها وقدرتنا على تحقيقها".

اقرأ أيضا: ملك المغرب يطلق جائزة دولية حول المناخ بقيمة مليون دولار

 
وسجل أن "الحاجة ملحة إلى المحافظة على البيئة، بوصفها أساسا لانبثاق قارتنا كقوة جماعية صاعدة، والذي سيشكل بدوره قاعدة متينة لصرح النمو الاقتصادي الشامل".

ودعا إلى "العمل سويا على مراعاة ارتفاع حرارة الأرض، وما يتصل به من مخاطر في مختلف سياساتنا، وعلى تحويل اقتصادياتنا، بما يجعلها تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة".

"مسؤوليتنا الجماعية تقتضي منا اليوم، أن نتجند جميعا من أجل حماية التنوع البيولوجي في إفريقيا، فاستنزاف هذا الموروث المشترك، يتسبب في عواقب وخيمة على السكان في حياتهم اليومية، بقدر ما يقوض أيضا فرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجماعات، التي تعتمد على هذا الرصيد في عيشها" ذهب الملك.

وأكد أن "حضورنا هنا اليوم، ليجسد حرصنا على وضع هذه القضايا في صدارة اهتماماتنا، وإيلائها الأولوية القصوى في جهودنا، ويؤكد عزمنا الراسخ على تفعيل مبادرات ملموسة، كفيلة بصون حقوق الأجيال القادمة".

وشدد على "القطع مع كل التصورات، التي تتوجس من المخاطر المرتبطة بالتحديات الإيكولوجية، وذلك باعتماد منظور يركز على استثمار الفرص التي تنطوي عليها. تلكم هي روح التزامنا المشترك اليوم: التزام عنوانه المسؤولية المشتركة والتضامن الإفريقي".

ووقع الملك رفقة رؤساء دول وحكومات أفريقيا البروتوكول المؤسس للجنة المناخ لحوض الكونغو، وذلك في ختام أشغال القمة الأولى لقادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو.

اقرأ أيضا: ملك المغرب: التقصير في مواجهة تغير المناخ يهدد استقرار العالم

 
وتعد هذه القمة الأولى للجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، حيث قادة الدول ورؤساء الحكومات، المجتمعون اليوم الأحد ببرازافيل، مناسبة لتأكيد على إرادتهم الاستمرار في جعل التصدي للتداعيات المدمرة للتغيرات المناخية والنهوض بالتنمية الشاملة والمستدامة، أولى الأوليات بالنسبة لمنطقة لجنة المناخ لحوض الكونغو.

وكان المغرب قد احتضنت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 القمة العالمية المناخ لامعروفة اختصارا بـ "كوب22"  بمدينة مراكش (جنوب)، بحضور عشرات رؤساء دول العالم.