هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صدرت العديد من ردود الفعل عن كبار الجنرالات الإسرائيليين على خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول المشروع النووي الإيراني، بين مؤيد لما ورد فيه، ومحذر من الانزلاق لحرب مع إيران، ومعبر عن عدم موافقته على هذه الحرب الدعائية التي يشنها نتنياهو على طهران.
فقد ذكر تال ليف-رام الخبير العسكري في مقاله بصحيفة معاريف أن نتيجة خطاب نتنياهو أن إسرائيل ستواصل مهاجمة أهداف وقواعد إيرانية في سوريا، ولو كان الثمن الدخول بمواجهة عسكرية مباشرة معها، رغم أن الأخيرة تفضل الحفاظ على التعتيم الإعلامي، وعدم الحديث عن حقيقة الأهداف التي ضربتها إسرائيل، ومع ذلك فإن فرضية أن ترد إيران على ذلك بإطلاق النار من داخل أراضيها باتجاه إسرائيل تبدو سيناريو أقل احتمالا من أن يقع.
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو جاء بعد ساعات من مهاجمة مستودعات أسلحة إيرانية بسوريا، ما يعني أن الإيرانيين يعتقدون أن إسرائيل تمتلك حرية الحركة لمهاجمة أهدافهم، دون أن يوفر لهم الروس مظلة لحمايتهم، طالما أن مصالحهم محافظ عليها، ورغم حصول بعض التوتر المؤقت بين موسكو وتل أبيب، لكن الأخيرة لم يصلها أي رسالة من موسكو مفادها عدم تنفيذ هجمات داخل سوريا.
وأوضح أن الحديث الذي أدلى به نتنياهو يشير إلى أن إسرائيل تأخذ بجدية فرضية أن ترد إيران على هجماتها الأخيرة ضد قواعدها في سوريا، وربما جاء الهجوم أول أمس لإحباط مثل هذا الرد الإيراني المتوقع ضد إسرائيل.
اقرأ أيضا : "يديعوت" تتحدث عن عملية للموساد جلبت وثائق "نووي إيران"
وختم بالقول إن هناك تقديرا سائدا لدى المؤسسة العسكرية والأمنية في تل أبيب مفادها المضي قدما مع إيران حتى النهاية، هدفها المركزي إنهاء وجودها في سوريا، والإيرانيون يعلمون جيدا أن توازن القوى بينهم وبين الإسرائيليين على أرض سوريا لا يقارن، فالتفوق العسكري الإسرائيلي ظاهر للعيان، بحرا وبرا وجوا.
الجنرال عميرام ليفين القائد السابق للمنطقة الشمالية قال إن خطاب نتنياهو يعني بالضرورة أن إسرائيل بدأت تبني جبهة قتالية أمام أعدائها بدلا من العمل الدبلوماسي الهادئ، وهو ما يؤكد تقديراتي منذ أشهر أننا نستدرج لحرب، صحيح أن وضعنا الاستراتيجي قوي، لكن السؤال يتعلق بالمستقبل: كيف سيكون؟
وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21": صحيح أن التواجد الإيراني في سوريا سيئ لنا، وهناك نقاشات متزايدة في إسرائيل بين استمرارها بطرد أي تواجد إيراني داخل سوريا، أم الاكتفاء بالمحافظة على خطوطها الحمراء في جارتها الشمالية، وعدم اختراقها.
وختم بالقول: يبدو أن إسرائيل تفضل حتى الآن استخدام القوة العسكرية والخطابات الحادة، في إشارة للمؤتمر الصحفي لنتنياهو، بدلا من العمل وفق خطة استراتيجية يصاحبها عمل دبلوماسي هادئ.
عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" قال إن خطاب نتنياهو ضد إيران يؤكد فرضية أن الأخيرة لديها حساب مفتوح مع إسرائيل، وقبل أن تفكر بالرد علينا، فستأتيها هجمة أخرى جديدة.
وأضاف في تعقيب نشرته معاريف، وترجمته "عربي21" أن خطاب نتنياهو يأتي للرد على قرار استراتيجي إيراني بإقامة قواعد ونفوذ حقيقي طويل المدى في سوريا، وفي المقابل هناك ذات القرار والخطة الإسرائيلية بمنع ذلك.
وختم بالقول: لم يعد سرا أن للإيرانيين حسابا مفتوحا مع إسرائيل، هم يعتقدون أننا مسؤولون عن ضرب كل قواعدهم في سوريا في الآونة الأخيرة، لكنهم قبل أن يفكروا بالرد، سيأتيهم هجوم آخر لإحباط هذا الرد.
اقرأ أيضا : اتهامات لروحاني برفض توجيه ضربات عسكرية لإسرائيل
الجنرال غيورا آيلاند الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي قال إنه رغم خطاب نتنياهو ضد إيران، والتطورات الأخيرة داخل سوريا، فإنني أعتقد أننا ما زلنا بعيدين عن دخول الحرب.
ورجح في حوار صحفي نشرته معاريف، وترجمته "عربي21" أن التهديد الأكبر أمام إسرائيل هو حزب الله، وفي أي مواجهة قادمة سيكون هناك دمار كبير في لبنان، والجمهور اللبناني لن يغفر للحزب، وإيران من ذاتها لن تذهب لمهاجمة إسرائيل بصورة مباشرة، لأن الولايات المتحدة سوف تتدخل في هذه الحالة.
وأضاف: خطاب نتنياهو أتى ليؤكد ما يشاع بشأن نقاشات مستفيضة تعيشها الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني. ففي حين أن إسرائيل، وفق خطاب نتنياهو، مع الرئيس دونالد ترامب وطاقمه الجديد مثل مايك بومبيو وزير الخارجية وجون بولتون مستشار الأمن القومي يعتقدون أنه ليس هناك مجال للحديث في استمرار العمل بالاتفاق النووي، لكن هناك تطورات دراماتيكية قد تحصل..
"كما أن أوروبا تضغط بقوة باتجاه عدم إحداث تغييرات على الاتفاق، وربما وجه نتنياهو خطابه باتجاه أوروبا، لكني أعتقد على كل الأحوال أنه لن تقع حرب" بحسب آيلاند.
وختم بالقول: قدرات الإيرانيين في الرد علينا منخفضة جدا، فالسوريون والروس غير معنيين بهذه الحرب، ولذلك لن ينجح الإيرانيون بسحب حلفائهم لهذه الحرب، صحيح أن لديهم صواريخ تطال كل نقطة في إسرائيل، لكن أعدادها قليلة، ومنظومة حيتس الدفاعية قادرة على إسقاطها، إيران ضعيفة اليوم، وتعلم أن لديها خطرا يتمثل أنه في حالة مهاجمتها لإسرائيل فإن الولايات المتحدة ستتدخل.