هل يلقى صلاح نفس مصير أبو تريكة؟

سؤال تفرضه مجريات الأحداث منذ فوز اللاعب المصري بجائزة الأفضل في إنجلترا وإثر أزمته مع اتحاد الكرة المصري، وانقلاب بعض أذرع النظام عليه بعد هاشتاغ التضامن الواسع مع اللاعب (#ادعم_صلاح)؛ واتهامه من قبل تلك الأذرع بأنه من الإخوان المسلمين مثل محمد أبو تريكة، وأنه لم يشارك بالانتخابات الرئاسية للمصريين بالخارج.

وتفجرت أزمة صلاح، واتحاد كرة القدم المصري، بعدما قام الأخير بوضع صورة للاعب فوق طائرة المنتخب للإعلان عن شركة الاتصالات "we" التابعة لجهة سيادية مصرية رغم أن صلاح ملتزم بعقد مع شركة "فودافون" المنافسة، ما يعرضه لغرامات مالية كبيرة ويهدده بالحرمان من المشاركة بكأس العالم الشهر المقبل.

وجاءت الاتهامات الموجهة إلى اللاعب الدولي المحترف بين صفوف ليفربول الإنجليزي، قبل قرار الشركة المصرية للاتصالات، راعي الكرة المصرية، اليوم الثلاثاء، بإزالة صور صلاح من على طائرة المنتخب في كأس العالم روسيا 2018.

اقرأ أيضا: صلاح ينفجر على "تويتر": معاملة مهينة.. والاتحاد المصري يرد

وقالت الشركة، بحسب وسائل إعلام مصرية، إنها متنازلة بشكل رسمي عن حقوقها دون توقيع أي غرامات على اتحاد الكرة، وتم إبلاغ شركة "مصر للطيران" بهذا القرار.

اتهامات لصلاح

وعلى غرار ما طال أبو تريكة، من اتهامات، تداول مؤيدون للنظام العسكري مقطع فيديو مصورا لصلاح أثناء عام حكم الرئيس محمد مرسي، يؤكد فيه أنه من الإخوان المسلمين، وأن لحيته التزام بالسنة.

وبنفس الطريقة انتقد الكاتب الصحفي مفيد فوزي، صلاح، وزعم أن الجمهور الإنجليزي يتحمل لحيته وحجاب زوجته، فيما قلل من إنجاز اللاعب في حوار تليفزيوني مع الإعلامي حمدي رزق، قبل أن يتراجع الأول عن اتهاماته للأخير.

وقال الكاتب جمال سلطان، بمقال له في صحيفة "المصريون": "بعض الجهات حركت لجانها الإلكترونية على مواقع التواصل، فبدأت هجوما على صلاح، بأنه يقبض بالجنيه الإسترليني ويبخل على مؤسسات بلده ببضعة جنيهات، ثم تطورت الحملة لاستحضار فيديو قديم قال فيه مروجوه إنه يثبت أن صلاح إخواني، أي إنه يمكن بسهولة تصنيفه إرهابيا مثل أبو تريكة".

صلاح مختلف

وفي تعليقه على السؤال المطروح، قال الناقد الرياضي أحمد سعد، إنه "من الصعب أن يلاقي صلاح، مصير أبو تريكة، لأن الأوضاع والزمن مختلفان"، موضحا أن "أبو تريكة كان تحت سيطرة النظام وقبضته هو وأمواله وشركاته وطموحه؛ أما صلاح، فممتلكاته وطموحاته ومشروعاته المستقبلية موجودة بالخارج".

وأكد سعد لـ"عربي21"، أنه "رغم احتمالات تعرض أسرة صلاح بمصر للمضايقات والاستفزاز بجانب أن ممتلكاته بقريته قد تكون فرصة للنظام لابتزاز صلاح والضغط عليه، إلا أنه يستطيع الإفلات من قبضة النظام نظرا لوضع وشهرة اللاعب عالميا".

وأضاف أن "الأزمة، كشفت حالة الجشع التي تسيطر على المسؤولين ورغبتهم في مشاركة صلاح في رزقه"، مؤكدا أنه "أمر غير شرعي وابتزاز واضح ومحاولة مفضوحة للاستفادة من صلاح ونجوميته".

وانتقد سعد اعتبار صلاح مصدرا لـ(الرز) "شأنه شأن دول الخليج"، مضيفا: "لم نصل بعد لفصل الختام بأزمة صلاح مع النظام الذي يرى أن صلاح ملك له وشريك في دخله".

وأشار سعد، إلى أنه "تم الضغط على صلاح من قبل للتبرع لصندوق تحيا مصر (5 ملايين جنيه) ولمستشفى سرطان الأطفال (12 مليون جنيه)، ولبعض الهيئات الأخرى، وما خفي كان أعظم"، موضحا أن "النظام يلاعبه بورقة التجنيد ولسان حاله يقول طالما تدفع فأنت في مأمن ولو توقفت عن الدفع سيتم تجنيدك"، معتبرا أن تلك الخطوة لو تمت فإنها بمثابة "إنهاء لمستقبل صلاح الكروي".

اقرأ أيضا: أديب يكشف تفاصيل جديدة عن أزمة صلاح.. والأخير يعلق (فيديو)

زوبعة ستنتهي

من جانبه يرى رئيس القسم الرياضي بصحيفة "فيتو" زغلول صيام، أن "أزمة صلاح وظهور فيديو له يدعي صلته بالإخوان لن يقوده إلى مصير مشابه لأبو تريكة، وأن الأمر زوبعة وتنتهي"، متوقعا "عدم تأثير الأزمة على محمد صلاح فنيا".

ورفض صيام، في حديثه لـ"عربي21"، اعتبار الأزمة مفتعلة من أعداء النجاح، مؤكدا أنها "خطأ غير مقصود وارد حدوثه، وأن اتحاد الكرة اعتبر الإعلان زيادة لحصيلة دخل الدولة".

وأكد أنه حتى بعد الحديث الدائر عن حجاب زوجة صلاح واسم ابنته "مكة"، ولحيته وطريقة احتفاله بإحراز الأهداف بالسجود، رغم أنها أمور شخصية ووارد الحديث فيها بالنسبة للمشاهير؛ ولكنها جميعها لن تضعه في أزمة أبو تريكة، موضحا أن "صلاح مختلف وحدد طريقه للنجومية وفهم ما تعنيه حياة الاحتراف".

وحول ما يجري من ضغط على صلاح لتقديم أموال لدعم الدولة لإظهار الولاء، قال صيام، إنه "ليس فرضا على صلاح وإنه لم يجبره أحد على ذلك"، مطالبا الإعلام واتحاد الكرة بالتعامل مع صلاح بـ"احترافيه وليس بالعاطفة".

الخطوة التالية

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى متابعون مخاوفهم من أن يصل صلاح لمصير أبو تريكة، وقال الصحفي المصري وليد عباس، إن "الخطوة التالية، باعتقادي البدء باتهام صلاح بأنه إخوان وخلايا نائمة.. إلخ"، مضيفا عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أن "المنظومة الفاسدة لا تقبل بمن يهزمها".

وكتب الأكاديمي عمر الحداد‏، تحت عنوان "محمد صلاح خائن وعميل"، مشيرا لعينة من بعض الاتهامات التي تنتظر صلاح، ومنها الانتماء لجماعة الإخوان، وعدم تبرعه لتحيا مصر أو تصريحه بتأييد الجيش في حربه ضد الإرهاب، متهكما عبر "فيسبوك"، بقوله: "قريبا سيصبح هذا الخائن العميل عبرة لكل من تسول له نفسه تأييد هذه الجماعة المجرمة".

وتوقع الإعلامي عماد البحيري، أن يلقى صلاح مصير أبو تريكة، معلنا مخاوفه من أن ينال منه العسكر بعد حملة التأييد الواسعة له عبر فيسبوك وتويتر، والتي قال إنها قد تتحول لثورة على الأرض، مشيرا  إلى أن عدم تقديم صلاح الشكر للسيسي على حل الأزمة وعدم ظهوره في انتخابات الرئاسة بالخارج، توصله لمصير أبو تريكة، مؤكدا أن العسكر لا ينسون ثأرهم وأن ما نال أبو تريكة من عقاب كان بسبب عدم مصافحته المشير حسين طنطاوي.