فصائل : خطاب عباس "فئوي" ومخرجات "الوطني" لا تلزمنا

شددت فصائل فلسطينية، على رفضها أي قرارات أو نتائج تصدر عن جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، واصفة اياها بـ "غير الشرعية"، كما عبرت عن استنكارها للخطاب بما وصفته بـ"الفئوي" الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ولليوم الثالث تتواصل أعمال الدورة ال 23 للمجلس الوطني، بعيدا عن التوافق الفلسطيني، وفي ظل رفض كبرى الفصائل للجلسة ومقاطعة نحو 140 عضوا في المجلس لتلك الجلسة التي تعقد في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، والتي افتتحت مساء الاثنين الماضي بخطاب مطول لرئيس السلطة.

حركة حماس

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أن جلسة المجلس الوطني "باطلة وغير شرعية، لأنها لم تحظى بتوافق وطني فلسطيني وهي بعيدة عن الإجماع الوطني، وتشكل انقلابا على اتفاقات القاهرة ومخرجات اجتماع بيروت 2017"، موضحا أنها "ترسخ الانقسام الفلسطيني".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن خطاب عباس أمام جلسة الوطني "فارغ المضمون ولا يحمل أي جديد، ولا يتناغم مع حجم التضحيات التي يقدمها شعبنا الفلسطيني، ولا حجم المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية".

ولفت القانوع، أن الحديث عن أن "الباب مفتوح لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأن المصالحة ماضية؛ غير دقيقة وغير صحيح".

وشدد المتحدث باسم "حماس"، على أن "عقد الجلسة بهذه الطريقة والكيفية وخطاب عباس، أقفل كل الأبواب أمام أي شراكة مع حركة فتح".

اقرأ أيضا: رفض فلسطيني لعقد المجلس الوطني برام الله ودعوات لتأجيله

وحول طبيعة تعامل "حماس" مع مخرجات المجلس الوطني، قال: "حماس لم تعترف بعقد الوطني، وعليه فهي لن تعترف ولن تلتزم بمخرجات المجلس الوطني، على اعتبار أن ما جرى هو انقلاب على الاتفاقيات الموقعة".

وأضاف: "كان الأجدر؛ عقد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، تفعيل المجلس التشريعي، والالتزام بمخرجات بيروت؛ حول عقد مجلس وطني موحد خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة".

حركة الجهاد الإسلامي

من جانبها؛ أكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، على لسان القيادي داود شهاب، أن خطاب عباس أمام المجلس الوطني، "فئوي حتى النخاع ، ولغته انقسامية لا تكترث بعذابات الناس، ومعبأة بالتهكم وعدم المبالاة بما سببه الانقسام من أوجاع".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "سياسات السلطة لا زال تراوح مكانها، ولعل سؤالا مشروعا في ذهن كل فلسطيني؛ عن هذا الإصرار على تغذية الانقسام في لغة الخطاب للداخل الفلسطيني، فيما تختلف اللغة عند الحديث عن العلاقة مع المجتمع الصهيوني عموما واليساري خصوصا، والعلاقة كذلك مع الأمريكان الذين شملهم وصف "الحبايب" في الخطاب".

ورأى شهاب، أنه "من حق المواطن أن يسأل عن غياب ذكر الشهداء في الخطاب، حتى الشهيد ياسر عرفات قائد حركة فتح لم يذكر وفارسها الشهيد أبو جهاد غاب ذكره، رغم أن المؤتمر انعقد في ظل ذكرى استشهاده"، مستنكرا "عدم ذكر الشهيد العالم الفلسطيني الذي رفع اسم فلسطين فادي البطش".

ولفت إلى أن "الخطاب متناقض؛ سمعنا عن اعتماد استراتيجية "المقاومة السلمية"، وهي التي تمنع وتلاحق في الضفة الغربية، ويقمع من يحاول أو يفكر فعل أي نشاط أو احتجاج سلمي"، مؤكدا وجود "حصار إلكتروني على شباب الضفة ونشطائها".

وفي شأن متصل، أكد القيادي في حركة الجهاد، أن حركته "لن تعترف بمخرجات اجتماع المجلس الوطني، التي من شأنها تكريس واقع التفرد"، مضيفا: "هذا اجتماع غير شرعي وما سيصدر عنه غير ملزم لنا، ولن نقع في فخ التضليل الذي يمارسونه".

اقرأ أيضا: هنية: سنعيد النظر بمنظمة التحرير ونطالب بانتخابات فورية

وقال: "لن نقر شرعية لهيئات خرجت عن اجتماع ينقلب على كل الاتفاقات والتوافقات السابقة التي لم تحترمها قيادة السلطة والمنظمة، ولا نقبل بنقاش وضع هيئة تقبل استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال وتتنازل له عن 78بالمئة من فلسطين".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

وفي تعليقها على ما جاء في خطاب عباس، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر، أن "غزة هي جزء أساس ورئيس في النضال الفلسطيني، وهي ليست حمولة زائدة وهي من قدم خيرة أبنائها، لذا يجب أن توضع في حدقات العيون وأن يقدم لها كل أشكال الدعم والإسناد، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ولكن أن يأتي الرئيس ليجدد هذه الإجراءات (العقابية) وأنها ستبقى مستمرة، ويطلق مصطلحات فوق الأرض وتحت الأرض، وأن السلطة تصرف على غزة نصف الميزانية؛ وغزة تحاصر وتجوع؛ فكل هذا الكلام مرفوض"، مضيفا: "لقد خذلنا جميعا في خطابه".

وأوضح مزهر، أن المطلوب من القيادية الفلسطينية أن "تتحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بحاجة إلى "قيادة شجاعة وجريئة تستطيع أن تواجه هذه الصعاب، وأن تمضي بشعبنا نحو تحقيق حلمه بالعودة والدولة، وتقرير مصيره، وأن تصل به إلى بر الأمان، لا أن تفرض عليه المزيد من الإجراءات العقابية".

وأكد أن المجلس المنعقد حاليا، "لا يمثل الكل الفلسطيني، وعليه فلن نتعرف بمخرجات هذا المجلس، ولن نكون ملزمين بكل المخرجات التي ستخرج عن جلسة الوطني المنعقدة في رام الله".

اقرأ أيضا: "فلسطينيي أوروبا" ينتقد اجتماع "الوطني الفلسطيني"

وكشف عضو اللجنة المركزية، أن "بعض أعضاء القيادة الفلسطينية، المشاركة في جلسة الوطني، وعدت بالضغط على الرئيس للوصول للحد الأدنى وهو رفع الإجراءات العقابية عن شعبنا في غزة، ولكن حتى اللحظة لا يوجد بصيص أمل في رفع الإجراءات العقابية"، معربا عن أمله أن يكون "كل من شارك في الجلسة، ألا يكون ذاهب للتسحيج والتصفيق للقيادية الفلسطينية".

حركة الاحرار

بدورها، أوضحت حركة الأحرار الفلسطينية، على لسان المتحدث باسمها، ياسر خلف، أن "عباس لم يأتي بجديد في خطابه أمام المجلس الانفصالي، فهو أعاد أسطوانته المشروخة وتهديداته وخطابه الممجوج العدائي لشعبنا في غزة"، وفق قوله.

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن رئيس السلطة "يصر على التفرد بالقرار والشأن الفلسطيني، ضاربا بعرض الحائط الاجماع الوطني الرافض لعقد هذه الجلسة"، لافتا أن "عباس ماض في سياسة خنق غزة، وفرض إجراءات انتقامية عليها لكسر عوامل الصمود لدى شعبنا ودفع غزة والضفة نحو الانفصال".

وفي ذات الوقت "عاطر عباس بأروع الكلمات الاحتلال الذي يعيش تحت بساطيره (اعترف عباس بذلك سابقا)"، وفق خلف الذي أعتبر أن "عباس بعدائه لغزة أصبح عدو لكل فئات شعبنا الفلسطيني، وما استمعنا له؛ هو مسرحيه هزلية تؤكد مدى دكتاتوريته وإصراره على تجويع غزة وأهلها وتأليب العالم عليها".

اقرأ أيضا: هكذا علقت "الشعبية" على حضور ملوح جلسة للوطني برام الله

ورأى القيادي، أن "ما بني على باطل فهو باطل، وعليه فلن نعترف بمخرجات هذا المجلس الباطل وغير الشرعي حيث يسعى عباس من خلال تلك الجلسة المرفوضة إلى فرض رؤيته وتهيئة الأجواء لتمرير صفقة القرن"، معتبرا أن "الرد الأبلغ على هذه الجلسة يتمثل بدعم واستمرار مسيرات العودة وتطوير وسائلها وأدواتها كي تحقق أهدافها".

ويذكر أن الفصائل سابقة الذكر، والتي تحدثت لـ"عربي21"، أعلنت مسبقا رفضها المشاركة في جلسة المجلس الوطني المنعقدة في الضفة تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي.