هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سجلت قائمة "سائرون" التي يدعمها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أعلى نسبة في محاولات الاغتيال التي تعرض لها مرشحو الانتخابات العراقية، منذ انطلاق الحملات الدعائية في 14 نيسان/ أبريل المنصرم.
وتعرض أربعة مرشحين في بغداد وبابل والبصرة عن قائمة "سائرون" حتى الآن إلى محاولات اغتيال فاشلة، كان آخرها المرشح حسين الزرفي عن محافظة بابل، ما أدى لإصابته وزوجته وابنته بجروح.
ومع كثرة تلك المحاولات، تدور تساؤلات حول الجهات التي تستهدف التيار الصدري وقائمته الانتخابية، والأهداف التي تسعى لها من تلك الهجمات، وهل لإيران التي ابتعد عنها الصدر مؤخرا علاقة بذلك.
اقرأ أيضا: ما حظوظ الصدر وقوى شيعية رافضة لهيمنة إيران بالانتخابات؟
النائب عن التيار الصدري، جمعة ديوان قال في حديث لـ"عربي21" إن "من يستهدف قائمة "سائرون" هم الفاسدون الذين عشعشوا في الدولة العراقية ونخروا أجهزتها ومؤسساتها، هم لا يطيقون الإصلاح وثورة الصدر ضد الفساد".
وأضاف أن "هؤلاء أخذوا يستهدفون المرشحين عن محافظة بغداد وغيرها من المحافظات للتصفية الجسدية، وهؤلاء يقفون وراء الإرهاب والوجه الثاني لتنظيم الدولة، ومن يقتل ويشهر بالمرشحين فإنه يسعى للوقوف بوجه التغيير".
وأوضح ديوان أن "الهدف من الاستهداف هو التصفية الجسدية وإثارة الرعب والخوف لدى مرشحي "سائرون"، لأن القائمة لست فقط فيها صدريون، وإنما هناك المدني والشيوعي كذلك، لكي ينسحبوا منها".
هل لإيران علاقة؟
وعن علاقة الاستهداف بخروج الصدر عن العباءة الإيرانية، قال ديوان: "ليس بهذا المنحى بالضبط، لأن التيار الصدري منذ تأسيسه وتشكيل مرجعيته هو عراقي، وهذا أثار غضب وحفيظة الآخرين".
وأكد أن "التيار الصدري عراقي وعربي، لم ينضو تحت أي عباءة شرقية أو غربية، ولم ولن نكون تبعا لأي جهة، وإن التيار منذ تأسيسه وجوهه عراقية، وليس لديه أي ممثلية سياسية خارج العراق عكس كل الأحزاب العراقية".
وأشار ديوان إلى أن "التيار الصدري لا يتلقى أي تمويل أو دعم خارجي، وإنما يدعم نفسه من أعضائه ومرشحيه، على العكس من بعض الأحزاب التي تدعمها جهات خارجية".
اقرأ أيضا: 7 آلاف مرشح يطلقون حملاتهم الدعائية للانتخابات العراقية
وأردف النائب عن التيار الصدري: "لكننا لا نتهم أي جهة أو دولة، ونقول إن الاستهداف جنائي وإرهابي، وأبلغنا القضاء العراقي لاتخاذ مجراه ومعرفة الجاني لإنزال القصاص بحقه".
وفي وقت سابق، حذر تحالف "سائرون" من حملة منظمة لاستهداف مرشحيه مع قرب موعد الانتخابات، مؤكدا أن "استهداف مرشحيه في بغداد والبصرة يعد تصعيدا خطيرا لا يمكن السكوت عليه".
وطالب الناطق الرسمي باسم التحالف قحطان الجبوري في بيان وصلت "عربي21" نسخة منه الجهات الحكومية المسؤولة بأن لا تكتفي بالتنديد بل اتخاذ الإجراءات العاجلة من خلال فتح تحقيق سريع في مثل هذه الحوادث ومعرفة الجهات التي تقف خلفها وتقديمهم إلى العدالة".
وأضاف الجبوري أن "تحالف (سائرون) يتعرض إلى حملة استهداف أخرى تتمثل بتمزيق صور مرشحيه الأمر الذي يؤشر لدينا إلى مخاوف من جهات معينة اكتشفت أنها لم تعد قادرة على المنافسة الشريفة فبدأت باللجوء إلى مثل هذه الأساليب".
وأشار إلى أن هذه الأساليب "تعكس فشلها وهزيمتها وتبين للناس مدى القوة والفاعلية لتحالف (سائرون) من حيث التفاف الجماهير حوله وسعيه للتغيير والإصلاح الحقيقي".
اقرأ أيضا: اغتيالات وفضائح جنسية تسبق انتخابات عراقية ساخنة
وفضل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة تجمعه بأحزاب وحركات مدنية ليبرالية وشيوعية، بعيدا عن الأحزاب ذات التوجه الديني القريبة من إيران.
وتخوض القوى الشيعية الانتخابات بقوائم: "الفتح بزعامة هادي العامري، والحكمة لعمار الحكيم، ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، والنصر برئاسة حيدر العبادي، و"سائرون" بدعم من الصدر، وجميعها عدا الأخيرتين مقربة من إيران".
لكن الفرق بينهما هو أن العبادي لم يبد أي مواقف صريحة تضر بالعلاقة مع طهران، على عكس الصدر، فإنه أعلن رفض التبعية لإيران، كما أنه سبق أن رفض استقبال مبعوث علي خامنئي، لأنه "يحمل مشروعا طائفيا يستهدف العراق".
وبحسب مراقبين، فإن الصدر كان مقصودا بتصريحات سابقة لمساعد خامنئي، علي أكبر ولايتي، حين قال إن بلاده "لن تسمح لليبراليين والشيوعيين بالحكم في العراق"، لأن تحالف "سائرون" يجمع هذه القوى مع تيار الصدر.
وما يعزز تلك التفسيرات، رد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي والمرشح عن تحالف "سائرون" رائد فهمي، على تصريحات علي أكبر ولايتي التي اعتبرها "تدخلا بالشأن العراقي ومناقضة للدستور العراقي".