نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا في عددها الجديد، عن الوجود الفلسطيني في
مخيم اليرموك، مشيرة إلى أن
سوريا تقوم بمحو الوجود الفلسطيني.
وتقول المجلة: "عندما تتوقف القنابل في النهاية فلن يبقى سوى القليل من عاصمة الفلسطينيين في المنفى، مخيم اليرموك، في جنوب العاصمة السورية دمشق".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مخيم اليرموك كان أكبر المخيمات الصالحة للحياة، واستقبل العراقيين والسوريين، مستدركا بأن أسبوعين من القصف المتواصل، الذي قام به الطيران التابع لنظام بشار الأسد وداعميه الروس، حوّل المخيم إلى أنقاض، ولم يبق إلا المئات من سكانه، الذين كان عددهم 350 ألف نسمة.
وتقول المجلة إن سوريا عاملت الفلسطينيين بشكل جيد، ومنحتهم العناية الصحية والتعليم وامتلاك البيوت، وعمل الكثير منهم في مؤسسات الدولة، لافتة إلى أن الأسد منح قوات الأمن الفلسطينية التدريب والسلاح لحماية المخيم.
وتفيد المجلة بأنه في عام 2015 سيطرت جماعات جهادية تابعة لتنظيم الدولة على معظم المخيم، فيما سيطرت جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، على بقية اليرموك، مشيرة إلى أنه عندما لم يكونا في حرب مع النظام فإنهما كانا يقاتلان بعضهما.
ويستدرك التقرير بأن المعركة الأخيرة كانت على قاعدة أوسع، وتم تدمير معظم المخيم خلال الأسبوعين الماضيين أكثر مما حل به خلال السنوات الماضية، لافتا إلى أن مقاتلي جبهة النصرة استسلموا للحكومة في 30 نيسان/ أبريل، وتم نقلهم بالحافلات إلى الشمال بعد نفاد ترسانتهم العسكرية، فيما يحاول مقاتلو تنظيم الدولة التفاوض بالطريقة ذاتها، لكنه لا يريد الذهاب إلى إدلب.
وبحسب المجلة، فإن الكثير من الفلسطينيين يعتقدون أن النظام يريد إعادة بناء المخيم لاستخدام السوريين، منوهة إلى أن الحكومة كشفت في آذار/ مارس، عن المرحلة الثانية لإعادة بناء جنوب دمشق، وتشمل المناطق التي تمر على حواف المخيم، حيث يرى رجال الأعمال فيها فرصة للاستثمار، ويقترح بعضهم نقل الفلسطينيين إلى أحراش بعيدة.
وينوه التقرير إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ظل محايدا طوال الأزمة، فيما قاتل بعض الفلسطينيين إلى جانب قوات النظام في الخطوط الأمامية، مستدركا بأنه لا يوجد أمل لعودة الأمور لما كانت عليه.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى قول لاجئ فلسطيني من مخيم اليرموك، يعيش الآن في لندن: "نواجه جميعا مناخا لا يمكننا مواصلة العيش فيه".