هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق يهودي بارز إنه لا يرى سببا وجيها لدخول إسرائيل في حروب جديدة مع حركة حماس، مطالبا بأن يتم التوصل إلى تفاهمات إسرائيلية معها.
وقال شاؤول مشعال في حوار مطول مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل في نهاية المطاف ستجد طريقا للحوار مع الحركة، حتى لو من خلال حزب البيت اليهودي الذي يرى في إسرائيل أرضا مقدسة، كما أن حماس ترى في فلسطين أرضا مقدسة أيضا، مما قد يمهد الطريق لأن يحترم كل طرف قدسية هذه الأرض للطرف الآخر، صحيح أننا لن نعثر على حل نهائي لهذا الصراع، لأن ذلك منوط بوصول المسيح، لكن يمكن على الأقل التوصل إلى تفاهمات مشتركة ثنائية".
تفاهمات مشتركة
وأوضح مشعال، رئيس دائرة الشرق الأوسط بمعهد هرتسيليا متعدد المجالات، أن "أي تفاهمات مستقبلية مع حماس لن تعتمد بالضرورة على حسابات عسكرية، أو للتنازل عن أمن إسرائيل، وإنما تستند على إحداث تغيير في المفاهيم لدى الجانبين، كي يصلا لمرحلة يكونا فيها مقتنعين بالتوصل إلى حل، ولو كان مؤقتا".
وتطرق مشعال (73 عاما)، وهو يهودي من أصول عراقية، ويعمل أستاذا للعلوم السياسية بالجامعات الإسرائيلية، إلى سيناريو الهدنة أو وقف إطلاق النار مع حماس لفترة طويلة القائم على إجراء حوار معها، قائلا: "إن وضع الطرفين، حماس وإسرائيل، لا يساعد في استمرار المواجهات العسكرية بين حين وآخر، حتى إن القرآن ذكر أنه لو كان المسلم في وضع صعب مرشح للهزيمة، فبإمكانه القبول بصيغة للتفاهمات مع العدو، لذلك أرى أن حزب البيت اليهودي اليميني وحماس، مرشحان للتوصل لهذه التفاهمات، وربما يكون هذا الحل دائما".
وأشار مشعال، الذي خدم بسلاح المظليين، وشارك بحرب الأيام الستة 1967، أن "شعار حماس هو المسجد الأقصى وخارطة فلسطين من البحر إلى النهر، بالضبط كما هو شعار حزب البيت اليهودي، وهكذا فإن أرض إسرائيل الخاصة بنا، هي أرض فلسطين الخاصة بهم، ولذلك يمكن الوصول لتفاهمات مع حماس".
مشعال، يعتبر أكثر المتخصصين اليهود بشئون حماس، ومؤلف كتاب "زمن حماس"، المترجم للعربية، وألفه بناء على مقابلات مع العديد من قادة حماس، وقال إن "الشيخ أحمد ياسين سبق له أن أعلن أنه مستعد لعقد هدنة مع إسرائيل لمدة 20-30 عاما، هذا النموذج الذي نسعى إليه، مع ياسين كان يمكن التفاهم، وهو القائد الأكثر نضجا من بين قادة حماس، فقد علم حدود قوته العسكرية، والتنازلات المتوقعة له، التي لا تلزمه بالتنازل عن مبادئه العامة".
الأرض المقدسة
وأضاف أن "ياسين علم أن الدول العربية لن تأتي لنصرته، ومساعدته، وبالتالي فإن القضية الفلسطينية هي الأضعف من بين قضايا المنطقة، ولذلك أعتقد أنه يمكن كسر هذا الحاجز، الذي لا يلزم اليهود بالتنازل عن إسرائيل كأرض مقدسة لهم، كما أن المسلمين لا يتنازلون عن فلسطين كأرض مقدسة، وفي نظر الإسلام، نعم، يمكن التوصل إلى اتفاق لا يتم فيه وصف من يتوصل إليه في الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، بأنه خائن".
وأشار إلى أن "إسرائيل يمكن لها أن تنسحب من أجزاء معينة من الضفة الغربية، وأن تحتفظ ببعض المناطق، لكن ليس بكونها قوة احتلال، لأن الدول العربية لا يمكن لها أن تساعد في إيجاد أي حل للقضية الفلسطينية تتنازل فيه على الأقل عن شعاراتها المعلنة".
وأكد مشعال أن "حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 زادت مستوى الاحتكاك بين إسرائيل وحماس، لكننا لن نبقى في هذه العجلة السحرية من الحروب التي لا نهاية لها". وأضاف: "اليوم أرى حماس أكثر جاهزية للتوصل إلى حل من خلال التفاهمات والحوار، لاسيما من خلال قيادتها الجديدة التي قضت نصف عمرها في السجون الإسرائيلية، وتعرف أن لقوتها حدودا، وهي الأكثر استعداد لتقييم أي حوار مع إسرائيل، ويمكن تبادل الرسائل معها".
وختم بالقول: "ليس هناك داع لخوض المزيد من الحروب مع حماس، آن أوان وقف ضرب الحافلات الإسرائيلية، وقتل المتظاهرين الفلسطينيين، انظر ماذا يحصل، تم تكليف الجيش بمواجهة المظاهرات غير المسلحة قبالة حدود غزة، رغم أنها ليست مهمة عسكرية".