هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يفرض المشهد الانتخابي نفسه في لبنان مع تواصل عمليات الاقتراع في المحافظات كافة لانتخاب برلمان جديد مكون من 128 نائبا، وسط تباينات في حجم التنافس مع فرض الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله سيطرتهما شبه المطلقة على أغلبية دوائر الجنوب وأرجحية كفتهم في دائرة بعلبك الهرمل.
ويبدو التيار الوطني الحر الموالي لرئيس الجمهورية ميشال عون الأكثر بروزا في الساحة المسيحية وبدرجة أقل حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، وتبرز تيارات مسيحية كالمردة بزعامة سليمان فرنجية والكتائب ومستقلين كالوزير السابق ميشال المر.
أما على الصعيد السني، فتبدو البوصلة تتجه الى انتصار عريض لتيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري مع احتمالية حدوث خروقات مؤثرة في دائرة بيروت الثانية ودوائر الشمال التي تشمل أقضية طرابلس والضنية وعكار.
وعلى الصعيد الدرزي، يبدو التنافس ساخنا بين الحزب الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط وزعيم تيار التوحيد وئام وهاب ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان.
نسب الاقتراع
وتتفاوت نسب الاقتراع في المناطق حيث يبدو الإقبال واسعا في دائرة كسروان وسط "حماوة" الصراع المسيحي، وتشير الأرقام الواردة من بعض "الماكينات" الانتخابية إلى تجاوز نسبة المقترعين 30 بالمئة، بينما لم تتجاوز النسبة في بيروت 15 بالمئة حتى عصر هذا اليوم (الأحد).
وأفادت مصادر من وزارة الداخلية لـ "عربي21" أن "النسب قد تتغير في بيروت لكون أعداد كبيرة من الناخبين عالقين في زحمة السير وأيضا بفعل اكتظاظ مراكز الاقتراع"ـ حيث انتظر رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري والسابق تمام سلام قرابة الساعة في مركز الاقتراع في عائشة بكار قبل أن يحصلا على دورهما للاقتراع.
شجارات واستفزازات
وسجلت العديد من الشجارات في بعض مراكز الاقتراع في بيروت وصيدا وزحلة والبقاع والشمال، لكن الأجهزة الأمنية أشارت إلى أن الخروقات محدودة ولا تؤثر على سير العملية الانتخابية.
وتحدث الناشط بسام حوري في بيروت لـ"عربي21" عن "محاولات استفزاز متواصلة من قبل متنافسين على اللوائح في دائرة بيروت الثانية من خلال بعض المواكب السيارة التي ترفع شعارات صدامية"، محذرا من "مرحلة ما بعد إقفال صناديق الاقتراع خصوصا إذا كانت النتائج متداخلة".
وأدلى رئيس الجمهورية ميشال عون بصوته في منطقة حارة حريك التابعة لدائرة بعبدا، ومن ثم توجه إلى وزارة الداخلية حيث ثمن "دور وزارتي الداخلية والخارجية والتعاون بينهما في عملية إنجاح الاقتراع للبنانيين في الخارج"، واعتبر أن "الانتخاب وسيلة للتعبير من قبل اللبنانيين عن حقهم في اختيار من يمثلهم للسنوات الأربع المقبلة على الصعيد الوطني والسياسي".
من جهته، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جولة على مركز انتخابي في الطريق الجديدة عقب إشكال حصل بين مناصرية ومتنافسين آخرين "الجيش والقوى الأمنية إلى التعامل مع كل محاولات خرق الأجواء الانتخابية"، مشيرا إلى أن "نسبة الاقتراع مقبولة في بيروت".
وأفادت المرشحة عن المقعد السني في بيروت الثانية حنان الشعار بأنها "تحترم فترة الصمت الانتخابي ولن تخوض في تفاصيل هذا اليوم رغم الخروقات المسجلة من العديد من المرشحين ومن بينهم مرشحون يتولون مناصب حالية في السلطة".
وشددت الشعار في تصريحات لـ"عربي21" على أهمية أن "يكون اليوم الانتخابي وطنيا بامتياز، كي يعبر اللبنانيون فيه عن تطلعاتهم دون أي تأثيرات أو ضغوطات، خصوصا أن البرلمان الجديد سيواجه تحديات كبيرة في ظل الأزمات المعيشية والسياسية".
إجراءات أمنية
وتفرض القوى الأمنية المختلفة إجراءات مشددة أمنيا للعملية الانتخابية حيث يعمل قرابة الـ40 ألف عسكري في المناطق كافة على متابعة ومراقبة وحماية اليوم الانتخابي الطويل الذي يختتم قرابة الساعة السابعة مساء.
ونفذ الجيش اللبناني انتشارا في مختلف المناطق ضمن خطة أمنية متكاملة لحماية العملية الانتخابية عبر إجراءات أمنية في الشوارع والساحات الرئيسية مسيرا دوريات فضلا عن النقاط الثابتة.
وطالب وزير الداخلية نهاد المشنوق المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار بالقيام بتفقد مراكز الاقتراع والإشراف على وجود عناصر من الدفاع المدني في كل مركز، لمساعدة المسنّين وذوي الاحتياجات الخاصة خلال عملية الاقتراع، داعيا إلى "تجهيز المراكز في الانتخابات المقبلة لتكون قادرة على إنصاف جميع المواطنين".