كشفت
مصادر محلية عن تشكيل
روسيا لمليشيات من أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري،
موضحة أن روسيا أوكلت مهمة الإشراف عليها للعميد سهيل الحسن المعروف
بـ"النمر".
وذكر
موقع "جرف نيوز" أن روسيا افتتحت معسكرا تدريبيا خاصا للمليشيا الجديدة
المسماة بـ"قوات المهام الصعبة"، لافتا إلى أن المتخرجين من التدريب
سيفرزون إلى مواقع خاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
ورجح
الموقع نقلا عن مصدر خاص أن يصل تعداد هذه
المليشيات إلى 10 آلاف عنصر، مؤكدا أن
عدد المنتسبين بلغ للآن نحو 1500 عنصر.
من
جهته، لم يؤكد المسؤول الإعلامي في "الفرقة الساحلية الأولى" رستم أبو الوليد،
صحة هذه الأنباء، مشيرا في حديث لـ"
عربي21" إلى دعم روسيا لمليشيات
"صقور الصحراء" المتواجدة في الساحل السوري.
لكنه
في الوقت ذاته، لم يستبعد أن تسعى روسيا لتوسيع سيطرتها في الساحل السوري،
بالاعتماد على القيادي العسكري البارز في صفوف النظام سهيل الحسن.
بدوره،
اعتبر الإعلامي أمين بنّا، أن "الخطوة الروسية الأخيرة تهدف إلى الحد من
النفوذ الإيراني في الساحل السوري".
وأشار
في حديث لـ"
عربي21" إلى تغلغل إيران في الوسط العلوي وتحول كثير من
العلويين إلى المذهب الشيعي، استغلالا من طهران لضعف مشايخ العلويين أو غيابهم إن
جاز التعبير، على حد قوله.
وأضاف
بنّا، أن روسيا تنظر بقلق إلى تعاظم الدور الإيراني في
سوريا عموما وفي الساحل على
وجه التحديد، معتبرا "أن الهدوء الذي يشهده الساحل السوري أعطى إيران
الأريحية للتمدد وخلق الحاضنة الشعبية".
وتابع،
أن "كل المؤشرات تؤكد بأن هناك صداما إيرانيا- روسيا في سوريا، بسبب
تداخل مناطق نفوذهما، بعكس الولايات المتحدة التي تتفرد بإدارة مناطق
نفوذها".
وبالعودة
إلى المليشيات الجديدة، رأى بنا أن "روسيا تستعد لبقاء طويل الأمد في سوريا،
وهذا الأمر لن يتحقق لها إلا في حال ضمنت البيئة المحلية".
وأشار
إلى أن "روسيا تعطي أولوية للساحل بسبب وجود قواعدها العسكرية هناك"،
ورجح أن تكون مهمة هذه المليشيات تأمين الحماية للمواقع العسكرية الروسية.
ويحظى
العميد سهيل الحسن بتقدير خاص من روسيا، حيث كان الضابط الوحيد الذي ظهر إلى جانب
رئيس النظام السوري بشار الأسد، أثناء الزيارة الخاطفة التي أجراها الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري، أواخر العام الماضي.