هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال رئيس المجلس الأعلى للإعلام، مكرم محمد أحمد، إن لجنة الدراما
بالمجلس أعدت معايير مهنية للمسلسلات، بينها فرض المجلس غرامة 250 ألف جنيه على كل
لفظ فاحش، بجانب انتهاء المسلسلات قبل 15 رمضان، لتتمكن الرقابة من المراجعة، مؤكدا
عدم تدخله بالمحتوى الدرامي، ولا الأحداث، ولا حرية المبدع.
وحول
ضوابط الإعلانات، أضاف مكرم، خلال مشاركته باجتماع لجنة الثقافة والإعلام الذي
يناقش معايير الدراما، الاثنين، أنها يجب أن تكون "قبل وبعد المسلسل، وللقناة
حق القطع خلال العرض 3 مرات فقط".
ودعا
مجلس النواب لإقرار تلك الضوابط، مطالبا بخضوع المسلسلات للرقابة على المصنفات مثل
أفلام السينما، قائلا: "مفروض يكون هناك تشريع للرقابة على المصنفات يدخل
معها دراما التليفزيون مثل الأفلام".
من
جانبه، قال رئيس جهاز الرقابة على المصنفات، خالد عبد الجليل، خلال الاجتماع إن
الرقابة على المسلسلات بدت شكلية؛ لأن القطاع الخاص متحكم بتلك الصناعة، موضحا أن
المسلسلات تصل الرقابة منقوصة، ومعظمها يكون قيد التصوير برمضان، وتصل بعد أن يتم
التعاقد عليها من قبل الفنانين ووكالات الإعلانات.
وخلال
السنوات الماضية، انتشرت الألفاظ الخارجة والكلمات المسفة بالحوار، بجانب المواقف
المسيئة، والإيحاءات الجنسية، ومشاهد العري والاغتصاب، والحفلات الراقصة، والرعب، وصور
المشروبات الكحولية، عبر المسلسلات دون تدخل رقابي بمنعها ووسط صمت أجهزة الدولة
والرقابة على المصنفات، التي حررت العام الماضي، محاضر ضد مسلسلات بينها
"الحرباية" لهيفاء وهبي و"خلصانة بشياكة" لأحمد مكي.
رقابة
داخلية
وفي
تعليقه على فرض المجلس الأعلى للإعلام غرامة على كل لفظ خادش بمسلسلات رمضان،
وتوقعاته لالتزام شركات الإنتاج بالضوابط، أوضح الفنان شريف محسن، أن الحل في
دراما خالية من الألفاظ والإيحاءات المسيئة أن تكون هناك رقابة داخلية تنبع من
داخل كل فنان، ويؤمن بها القائمون على الأعمال الدرامية، وليست فرضا من جهات عليا.
وتوقع
محسن، بحديثه لـ"عربي21"، عدم التزام
شركات الإنتاج وكبار الفنانين بضوابط المجلس، وقال إن الأمر غالبا لا يعدو تصريحا
إعلاميا فقط لن يدخل حيز التنفيذ.
القوانين
تضبط البوصلة
من
جانبها، ترى الإعلامية سهير أومري، أن "القرار صائب"، مشيرة إلى
"مقال كتبته في معرض ردها على أحد المخرجين السوريين، الذين تبنوا سياسة
اللاضوابط في الإعلام بدعوى ملامسة الواقع والتقرب من نبض الشارع".
الإعلامية السورية، أوضحت لـ"عربي21"، أنها
قالت بمقالها "إن نقل الواقع ونقده وتسليط الضوء عليه بكل ما فيه من سوء أو
فحش أو غلط أمر في غاية الأهمية، ولكن علينا فعل ذلك على نحو لا نسوِّق أو نروِّج
له أيضا، ولا نجعل الناس تألفه وتعتاده برؤيته وسماعه وتداوله، بلا شك هي معادلة
ليست سهلة، ولكنها ليست صعبة أيضا".
وأكدت أنه "على الإعلام ألا يكون شريكا في ترسيخ الجانب الأسود
في مجتمعاتنا، بل نقده وتحليله، وعلاجه باحترافية تترفع عن تعزيزه"، مشيرة
إلى أن " خلاصة القول القرار صائب برأيي، فالقوانين وحدها التي تضع الحدود
وتضبط البوصلة".
تأخر كثيرا
وتعتقد الفنانة ميرال كمال، أن هذا ليس قيدا على الإبداع، كما أنه ليس
هو الحل، موضحة أن المجلس الأعلى للإعلام يحاول القيام بأمرين؛ الأول: تقنين ما
يحدث من إسفاف بالدراما، مؤكدة أن هذا الأمر صعب جدا، والثاني هو جمع الأموال عبر
الغرامة المفروضة.
ميرال، توقعت بحديثها لـ"عربي21"، عدم
نجاح القرار، موضحة "أنه جاء متأخرا وبعد انتهاء تصوير معظم الأعمال الدرامية،
ولا أعتقد أن يتم تفعيل تلك الضوابط بشكل كبير؛ لأن من يتم تطبيق الأمر عليه ليس
تلفزيون الدولة أو اتخاذ الإذاعة والتلفزيون، بل قنوات خاصة".
وأكدت أنه لوقف هذا الإسفاف والعودة للدراما التي تجمع الأسرة أمام
الشاشة بلا خجل، يجب أن يبدأ الأمر من البداية في كتابة النصوص، مع أهمية أن تحرص
الفضائيات على هذا الأمر، مضيفة: "أما بالنسبة للإعلانات فهي موضوع آخر، ولن يستطيع
أحد أن يحكمها الآن".
وأشارت الفنانة المصرية إلى دور النجوم الكبار في وقف هذا الإسفاف، نافية أن يكونوا تحت إجبار المنتجين، قائلة: "على العكس يمكن أن يكون دورهم فعال
لأنهم يتحكمون بكل شيء ويعرفون كل كبيرة وصغيرة".
سقطة مكرم
وسخر الفنان، صبري فواز، من حديث مكرم محمد أحمد، مذكرا إياه بسقطة سابقة
عندما وصف دعاة المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين بلفظ مسيء.
فوازن قال عبر صفحته بـ"فيسبوك": "يا ترى أبلة اللجنة
تسمح لنا نقول على الشخصيات الشريرة اللي في الأفلام و المسلسلات (شوية ... )؛ اقتداء
بالأستاذ/ مكرم محمد أحمد".
ووجه الممثل، محمد كمال، عدة تساؤلات لرئيس الهيئة عبر "فيسبوك"، بينهما: من يدفع الغرامة؛ القناة أم المنتج أم الممثل؟ وما هو معيار خدش الحياء عند اللجنة؟ وما عقوبة من يمتنع عن دفع الغرامة؟