لفتت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية الانتباه إلى أن ما وصفته بـ"تبادل اللكمات على الحدود السورية فجر يوم الخميس قبل الماضي، والذي وُصف من قبل سياسيين كثيرين وفي عدد من وسائل الإعلام تقريبا بأنه عيد وطني، حظي فقط باهتمام قليل في إيران".
وأوضحت الصحيفة في تقرير مراسلها للشؤون العسكرية "عاموس هرئيل" أنهم "في إسرائيل يعتقدون أنه توجد للنظام الإيراني مصلحة في الحفاظ على المواجهة بصورة متواضعة وتقليل خسائرها التي لم يتم الإعلان عن الرقم النهائي لها"، ساخرة مما يتردد في إيران ممثلا في أن "إسرائيل تكبدت قتلى وتخفي هذا الأمر عن الجمهور"، مضيفة أن "معرفة قليلة بالمجتمع الإسرائيلي تكفي لاعتباره ادعاءً غير مقبول".
وقالت الصحيفة إنه "بعد الأحداث (هجمات فجر الخميس) ثار سؤال يقول: لماذا استخدم الجنرال
قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قوته بصورة لامبالية جدا، بحيث أن معظم القذائف التي أطلقت سقطت في الأراضي السورية، والأربع الباقية تم اعتراضها من قبل القبة الحديدية؟".
للإجابة عن هذا السؤال، نقلت الصحيفة عن الاستخبارات العسكرية اعتقادها بـ"أن سليماني كان واقعا تحت ضغط لتنفيذ هجوم مستعجل، بعد إصابة مخازن سلاح وخلايا إطلاق في الهجمات الاسرائيلية خلال الأيام التي سبقت الإطلاق"، مشيرة إلى أنه كُشف للمرة الأولى عن أن إيران أرادت أن تنشر في سوريا "نظام صواريخ مضادة للطائرات من إنتاجها (مداها حوالي 110 كم)، بهدف إصابة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أثناء هجماتها في سوريا".
وأضافت "هآرتس" أن "جهاز الاستخبارات يقول إن الجولة الحالية للقتال في سوريا قد انتهت"، وأن "إيران ستجد صعوبة في مواصلة المواجهة المباشرة، قبل نشر الأنظمة المضادة للطائرات بعيدة المدى"، في حين أن "معظم العمليات مكشوفة للاستخبارات الإسرائيلية".
وأشارت أيضا إلى أن "حزب الله، حتى بعد نجاحه في الانتخابات اللبنانية، ليس متحمسا لتقديم مقاتليه كمتطوعين للقتال، لكن سليماني يوصف كخصم عنيد، يقوم بتقييم ما حدث والاستعداد وفحص أساليب عمل جديدة، وهو في كل الحالات لا يتوقع أن يتنازل عن خطة التمركز في سوريا فقط لأنه تلقى بعض اللكمات".