هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية مقال رأي للكاتب الإسباني رامون لوبو، تحدث فيه عن الواقع الإسرائيلي الذي لا زال يعاني حالة الانقسام حتى بعد مرور 70 سنة من إعلان قيام دولة إسرائيل.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته
"عربي21"، إن "حالة الانقسام التي شهدها المجتمع اليهودي بعد قيام
دولة إسرائيل ليست حكرا على تل أبيب، بل شملت أيضا الفلسطينيين الذين غرقوا في
حالة مأساوية وغير عادلة جراء اللامبالاة الدولية"، لافتا إلى "وصف
المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي قيام دولة إسرائيل بالتطهير العرقي".
وأورد الكاتب أن "بابي كان من أوائل المؤرخين
الذين تجرأوا على نعت الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بهذا الوصف".
وفي الحديث عن النكبة وما وقع في فلسطين سنة 1948،
الذي انتهى بطرد الملايين من الفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم، أشار المؤرخ
الإسرائيلي سنة 2005 إلى أنه "في حال لم تتمكن إسرائيل من توقيع اتفاق سلام
مع جيرانها، فسينتهي الأمر بها مثل الصليبيين"، مضيفا أن "الإسرائيليين
سيطردون من فلسطين بعد 50 أو 100 أو 200 سنة، فنحن الإسرائيليين بمثابة الجسم
الدخيل الذي حشر في المنطقة".
اقرأ أيضا: 43 شهيدا ومئات الجرحى برصاص قوات الاحتلال في غزة (مباشر)
وبين الكاتب أن "إسرائيل خاضت ست حروب في غضون
70 سنة، وفي الوقت الراهن، تدق طبول الحرب السابعة دون معرفة أي مسرح سترسل إليه
إسرائيل صواريخها، ويبدو أن مسرح الحرب الإسرائيلية المقبلة سيكون إما في لبنان أو
سوريا أو إيران، وفي خضم هذه التوترات، ينهك إسرائيل حالة الانقسام التي تعاني
منها منذ سنة 1948".
وأوضح الكاتب أنه "لم يتبق الكثير من حلم بن
غيرون الصهيوني، إلا أن المجتمع الإسرائيلي ما زالت تلاحقه مخاوف الماضي وتخنقه
مخاوف المستقبل، وقد استقر هذا الوضع في إسرائيل في ظل تقدم اليمين والأحزاب
الدينية المتطرفة".
وأشار الكاتب إلى أن ولادة إسرائيل كانت نتيجة لمحرقة
"الهولوكوست" التي راح ضحيتها ستة ملايين يهودي على الأراضي الأوروبية،
مشيرا إلى أن الحلفاء كانوا على علم بهذه الإبادة الجماعية، حتى أنه كانت هناك
مخططات لتفجير معسكر أوشفيتز.
واستدرك قائلا: "لكن أدى الشعور بالذنب إلى دعم
الحصانة الإسرائيلية داخل أراضيها وخارجها؛ خاصة وأن الاتهام بمعاداة السامية أمر
يشل أوروبا، وعلى هذا النحو، أصبح الفلسطينيون ضحايا لضحايا آخرين".
وأوضح الكاتب أنه "خلال سبعة عقود، احتلت
إسرائيل جزءا كبيرا من الأراضي الممنوحة للفلسطينيين وفق تقسيم الأمم المتحدة سنة
1947، لكن الحكومات العربية تتحمل مسؤولية كبرى في رسم الخريطة الحالية"،
مبينا أنه "بعد أن بدأوا حربا خلال سنة 1948، تمكن الصهاينة من احتلال إسرائيل
التوراتية، وفي الوقت ذاته جعل هذا الوضع الفلسطينيين عنصرا أساسيا في رقعة
الشطرنج الإقليمية، خاصة إذا ما تعلق الأمر بتأجيج التوتر في الشارع العربي".
اقرأ أيضا: مواجهات عنيفة مع الاحتلال بالضفة رفضا لنقل السفارة (شاهد)
وأورد الكاتب أنه "في ظل معايشة الفلسطينيين
للنكبة، التي لا زالت متواصلة إلى حد الآن، وتجريدهم من بيوتهم وماضيهم، ساهمت
الحروب التي عاشتها إسرائيل في تعزيز وحدة هذه الدولة، كما أن حاجة إسرائيل إلى
كسب القضية جعلها تظهر الجانب العنيف في عدوها، وهو ما ألحق الضرر بالفلسطينيين
بمرور الوقت".
وأضاف الكاتب أن "قدوم نتنياهو إلى السلطة زاد
من تعقيد وضع الفلسطينيين، ويمكن اعتبار نتنياهو صهيونيا إصلاحيا مثل والده، الذي
كان يطمح إلى إرساء (إسرائيل الكبرى)"، مؤكدا أنه "في الواقع، يكتسب هذا
الحلم بعدا خطيرا، خاصة وأن البحث عن التمركز في موضع القوة أمر يحتاج إلى البحث
عن عدو؛ وكانت إيران اختيارا مثاليا".
وقال الكاتب إن "المجتمع الإسرائيلي متأثر
بذكرى المحرقة، ويخشى من تكرر هذا السيناريو، ولكن، لا يمكن إنكار أن إسرائيل هي التي
تغذي هذه المخاوف في مجتمعها، وفي جميع الأحوال، من شأن أي اتفاق مع الفلسطينيين
أن يحول دون انتصارهم الكامل".
وفي الختام، أشار الكاتب إلى اقتراح الأديب إدوارد
سعيد، الذي شدد على ضرورة أن يعمل الفلسطينيون على المطالبة بالجنسية الفلسطينية،
واحتلال المناطق التي افتكت منهم في السابق، وفي هذه الحالة، ستختار إسرائيل بين
دولة ديمقراطية كاملة أو نظام عنصري ثيوقراطي، ويبدو أن هذا القرار قد دخل حيز
التنفيذ.