هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا لمراسلها في شؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه عن المعاناة المستمرة لفلسطينيي مخيم اليرموك في سوريا، ويقارنها بمعاناة فلسطينيي عزة.
ويقول سبنسر: "القنابل تتساقط، والأعيرة النارية تتطاير، والناس يجرون للحفاظ على حياتهم، بالإضافة إلى أن المستشفيات اكتظت بالجرحى والمرضى، والناس أجبروا على النوم في الشوارع".
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا ما يجري يومياً للفلسطينيين، ليس في غزة، بل في مخيم اليرموك، وهو مخيم للاجئين، الذي يقع جنوب العاصمة السورية دمشق، إلا أن العالم لم ينتبه إلى هذا الأمر".
ويصف سبنسر الحياة في مخيم اليرموك، قائلا إنه "تعرض لأنواع العنف كلها أثناء الحرب السورية، ويتعرض اليوم للقصف من النظام السوري؛ في محاولة للقضاء على مجموعة مسلحة من تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن هناك صمتا دوليا إزاء معاناة الفلسطينيين في مخيم اليرموك.
ويجد الكاتب أن "عدم الانتباه لمعاناة اللاجئين الذين يعيشون هناك منذ الخمسينيات من القرن الماضي هو دليل على مصير الفلسطيينين وقضيتهم الوطنية، ورغم أنه من الغرابة الحديث عن هذا مع تركيز عدسات الإعلام الدولية يوم الاثنين على غزة، إلا أن هذا مدعاة للغرابة".
ويقول سبنسر إن "الوفاة هي ما تتفق عليه حركة حماس وإسرائيل، فهم شهداء وضحايا للعنف الإسرائيلي كما تقول حركة حماس، وهم قتلى بسبب مشاركتهم في مواجهات، بحسب إسرائيل، رغم أنهم غير مسلحين".
ويلفت الكاتب إلى أن "الفلسطينيين الذين يموتون بسبب عدم تحديد أمراضهم، أو غياب العناية الصحية الجيدة، والظروف المناخية، والعزلة، والفقر، فتم تجاهلهم، وهم في النهاية وسيلة في يد حركة حماس وإسرائيل والعالم العربي بشكل عام، لتوجيه الاتهامات لبعضهم".
ويفيد سبنسر بأن "مخيم اليرموك يكشف عن هذه الحقيقة، وليس غزة فقط، فهناك مخيمات للفلسطينيين في سوريا والأردن ولبنان مليئة بأشخاص لا يحملون أي جنسية، وليس لديهم أي أمل، وأصواتهم لا يسمعها العالم، إلاً أن كاميرات العالم موجهة لغزة بسبب ضخامة الأحداث هناك".
ويبين الكاتب أن "لا أحد لديه خطة (ب) للخروج من المأزق، فإسرائيل لن تتخيل مستقبلا دون أن تواجه الفلسطينيين، ولا أي من تعهداتها الغامضة للعيش بكرامة في ظل دولة فلسطينية، وإن كانت في أفضل حالاتها ستكون تحت الحراب الإسرائيلية والمستوطنات، وترفض الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين، وتقول إن مصيرهم في يد الدول الجارة التي يعيشون فيها".
وينوه سبنسر إلى أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوافق على هذا الأمر، فهو نفسه من يريد بناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع المهاجرين".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "القيادة الفلسطينية لا تبدو في حال أفضل، فحركة حماس ترفض التنازل، والسلطة الوطنية تبدو عاجزة، وحتى المراقبين لا حل لهم، لكن المفيد أن يعترف كل من تلاعبوا بالسياسة في القدس بحقيقة أن من يكسرها فهو يملكها".