خلُصت دراسة جديدة إلى أن جميع
السعرات الحرارية لا تكون متساوية في كل شيء، حيث هناك الكثير من الطعام الصحي الذي يجب أن نحرص على تناوله أكثر من حرصنا وتركيزنا على السعرات الحرارية.
والنظام الغذائي المتوازن ليس مجرد لعبة أرقام، حيث أن الأبحاث الجديدة تظهر أن كمية السعرات الحرارية التي نستهلكها لا تقل أهمية عن مصدر تلك السعرات الحرارية.
وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية وترجمته "
عربي21"، فقد كشفت الدراسة، التي نشرت في "تقييمات السمنة"، أن السعرات الحرارية الموجودة في المشروبات المحلاة، مثل المشروبات الغازية، يمكن أن تكون ضارة بشكل كبير على صحتنا، أكثر من الموجودة في البطاطا.
وسرد الخبر مثالا على ذلك، فقد كشف فريق من 22 باحثًا، اجتمعوا من جامعات أمريكية مختلفة، أنه على الرغم من احتواء علبة مياه غازية 340مل، وحبة بطاطا من الحجم المتوسط، على نفس القدر من السعرات الحرارية، إلا أن علبة واحدة من المشروب أقل
صحة بكثير من حبة البطاطا التي تعتبر عالية في النشا.
ففي حين أن الأولى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ونوع 2 من مرض السكري، بينما البطاطا تعتبر غنية بالألياف والبوتاسيوم، وبالتالي تقدم ثروة من الفوائد الغذائية.
وقال معدو الدراسة: "إن السعرات الحرارية من أي طعام لها القدرة على زيادة خطر الإصابة بالبدانة وأمراض القلب، لأن جميع السعرات الحرارية يمكن أن تسهم بشكل مباشر في توازن الطاقة الإيجابي وكسب الدهون".
واستدركوا بالقول: "ومع ذلك، قد تعزز المكونات أو الأنماط الغذائية المختلفة على السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق آليات إضافية لا تتوسطها فقط نسبة السعرات الحرارية".
وأوضحت الدراسة أنه في حين استهلاك كمية معينة من السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها من المشروبات المحلاة بالفركتوز وشراب الذرة عالي الفركتوز قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة، فإن استهلاك نفس القدر من السعرات الحرارية من مصادر مثل الزبادي والجبن يمكن أن يكون له تأثير معاكس ويقلل من المخاطر الصحية.
وسلط البحث الضوء أيضاً على الاختلافات بين الأطعمة التي تحتوي على كميات متساوية من الدهون.
فمثلا تناول الأطعمة الغنية بالدهون المتعددة غير المشبعة، مثل بذور الشيا والمكسرات، قد يقلل من خطر الإصابة بالأمراض، في حين أن تناول نفس الكمية من الدهون المشبعة، مثل تلك الموجودة في اللحوم الحمراء، يمكن أن يزيد من المخاطر الصحية.
وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة "كيمبر ستانهوب" وهي باحثة في مجال البيولوجيا الغذائية في جامعة كاليفورنيا: "أننا نأمل أن يسلط البحث الضوء على التناقضات في المشورة الغذائية".
وأشارت إلى أن "هذه المراجعة الأكاديمية الشاملة للجسم الحالي لبحوث التغذية، هي مساهمة قيّمة قد تحسن تصميم الأبحاث المستقبلية وتركز الانتباه على مجالات البحوث التي قد يكون لها الأثر الأكبر في إبطاء أوبئة البدانة وأمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني داء السكري".
ووافقت أخصائية التغذية آيات شطارة الدراسة، وقالت: "مهم جدا أن نراقب عدد السعرات الحرارية في غذائنا".
واستدركت بالقول في حديث لـ "
عربي21": "لكن ليس كل مادة غذائية عالية السعرات الحرارية ضارة، لذا يجب أن يوازن الشخص في غذائه، فليس بالضرورة دائما اختيار ما هو قليل السعرات الحرارية، فبعض هذه المواد نعم بها سعرات حرارية عالية ولكن فيها فائدة غذائية تفيد الجسم وتمده بالعناصر المفيدة له".