هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قمعها الدموي لمسيرات العودة السلمية في قطاع غزة، مستخدمة بكثافة قنابل الغاز السام "المجهول"، المسيل للدموع، إلى جانب الرصاص الحي خلال المواجهات بالقرب من الخط العازل.
ووفق مشاهدة مراسل "عربي21"، تتعمد قوات الاحتلال المتمركزة خلف السواتر الترابية شرقي الخط العازل، إلى إطلاق قنابل الغاز السام المسيل للدموع بكثافة بين جموع المواطنين خلال تجمعاتهم في مخيمات العودة الخمسة التي أقيمت في قطاع غزة.
وبحسب ما وثقته كاميرا "عربي21"، تقوم قوات الاحتلال بقذف عشرات القنابل على مسافات بعيدة من الخط العازل نحو المواطنين، مستغلة اتجاه الرياح، لإيقاع أكبر قد ممكن من الإصابات في صفوفهم وتفريقهم، وهو ما يتسبب بإصابة العشرات من المتظاهرين في وقت واحد، خاصة مع إدخال طائرات مسيرة لإطلاق الغاز بكثافة.
وحول طبيعة هذه الغازات السامة وما ينتج عنها من أعراض، أوضح المدير الطبي لمستشفى العودة التخصصي، الدكتور أحمد مهنا، أن الغاز "المجهول" الذي تطلقه قوات الاحتلال على الفلسطينيين، "يصيب الجهاز العصبي، ويؤدي لظهور جميع الأعراض التي تصيب هذا الجهاز الحساس في جسم الإنسان".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ومن تلك الأعراض؛ حركات لاإرادية، وتشنجات تصيب العضلات، إضافة إلى إفرازات في منطقة الصدر وشعور متكرر بالغثيان والاستفراغ، وحرقان شديد في العين، وحكة في أجزاء الجسم المختلة وخاصة في الأجزاء السفلية، ويصاحب ذلك صعوبة وضيق في النفس".
وأشار إلى أن الحالات التي تستنشق الغاز من مسافات قريبة وبكميات كبيرة، تحتاج لدخول المستشفى لعلاجها ومتابعتها طبيا، منوها إلى أن هناك حالات لم تختف الأعراض فيها بالمطلق (تشنجات)، وكانت تظهر على فترات متباعدة".
وحول الآثار الجانبية لهذه "الغازات السامة والمجهولة" على المدى البعيد، ذكر المدير الطبي، أن الطواقم الطبية في قطاع غزة، "ليس لديها معرفة عن طبيعة هذه الغازات التي تطلقها قوات الاحتلال على الفلسطينيين".