قال عمير ربابورت الخبير العسكري
الإسرائيلي
إن سباق التسلح المحموم في المنطقة يطرح تساؤلات بشأن التفوق النوعي لإسرائيلي
والمخاطر التي يشكلها على تل أبيب في ظل المليارات التي تنفق على قوائم طلبات
عسكرية وأسلحة لا تنتهي.
وأضاف ربابورت في
تقرير بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "
عربي21" أن "تطورات الأسابيع
الأخيرة وأهمها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع
إيران، والهجمات
الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا، تكشف عن صورة المشهد العام الذي تعيشه
المنطقة من خلال سباق دولها المحموم نحو اقتناء المزيد من الأسلحة بصورة لم تشهدها
من قبل".
ونقل الخبير ملخصا
لدراسة أعدها ثلاثة من كبار باحثي معهد السياسات والإستراتيجية في مركز هرتسيليا
متعدد المجالات وهم شاؤول شاي، عودي بروش، يائير فرويموبيتش، وهم من ضباط
الاستخبارات الإسرائيلية السابقين، ألقت نظرة فاحصة على سباق التسلح في المنطقة.
روسيا وإيران
وقالت الدراسة إن
"روسيا تبدي رغبة بالسيطرة على سوق السلاح الإيراني، فقررت بيع طهران منظومة
الصواريخ المتطورة من طراز إس300، وهي صفقة كانت مجمدة خلال فترة العقوبات الدولية
على إيران، وهناك في قائمة الانتظار صفقة لبيع طائرات من طراز سوخوي 35، متطورة
جدا، ومنظومات دفاعية جوية وبحرية وبرية، بما في ذلك صواريخ باليستية".
وأضافت الدراسة أنه
"من المتوقع أن يتم توريد كل هذه الأسلحة والمعدات حتى العام 2023، مع العلم
أن إيران لديها القدرات والإمكانيات لتصنيع صواريخ قادرة على وصول الفضاء، وقد
وصلت قيمة الصفقات بين طهران وموسكو إلى عشرة مليارات دولار".
تنتقل الدراسة العسكرية
بالحديث عما وصفتها إحدى الدول التي شكلت مفاجأة في سباق التسلح في المنطقة وهي
مصر، قائلة إن "لديها مصالح عديدة مع إسرائيل، وعلاقات أمنية دافئة معها،
ورغم التقارير التي تتحدث عن أزماتها الاقتصادية، فإن نظام عبد الفتاح السيسي ينفق
المليارات لتقوية دولته عسكريا، بعد تلقيها عدة بطاقات صفراء بسبب تراجع سجلها في
انتهاكات حقوق الإنسان".
مصر والسعودية وقطر
وأوضحت أن "مصر
حفظت هذا الدرس الأمريكي، وتوجهت لإنتاج أسلحة بصناعة ذاتية، وباتت اليوم تحوز على
180 طائرة إف16 أمريكية متطورة، و50 طائرة
ميغ 29 روسية ستصل عام 2020، و24 طائرة قتالية من طراز رفال فرنسية، و46 طائرات
حربية من طراز كاموب روسية".
وأشارت إلى أن
"مصر حرصت على التزود بطائرات أمريكية بدون طيار، وأخرى صينية، وأنفقت المزيد
من الأموال لتطوير سلاح المشاة، ومنظومات الدفاع ضد الطائرات، خاصة في المجال
البحري، خاصة حاملتي طائرات وفرقاطات فرنسية، وأربع غواصات ألمانية، مما يطرح
السؤال: هل هذه الأسلحة المصرية موجهة فقط للعدو الإيراني، أم أن زيادة نفوذ الجيش
المصري بسيناء مع ارتفاع معدلات اقتنائه الأسلحة قد يضع سيناريو حرب مستقبلية مع
إسرائيل".
وتفرد الدراسة حيزا
واسعا للسعودية التي قالت إنها "تبقى الدولة التي تنفق أكثر نسبة من الأموال
على تزودها بالأسلحة والمعدات القتالية، كونها تقود تحالفا من عشر دول لمقاتلة
الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران، وقد وصلت ميزانية
السعودية العسكرية لهذا
العام 56 مليار دولار، مع أن موازنة إسرائيل العسكرية بذات المبلغ وتعتبر
الميزانية العسكرية السعودية الرابعة في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا
والصين، وهي ثاني أكبر دولة بالعالم استيرادا للسلاح بعد الهند".
وأوضحت أن "قائمة
الأسلحة التي تسعى السعودية لاقتنائها تبدأ ولا تنتهي، وتمتد وارداتها العسكرية من
الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا، وتبقى الصفقة الأخطر التي تكلف 350 مليار
دولار والمسماة صفقة ترامب خلال العقد القادم".
وعلى صعيد قطر، فهي
بوصف الدراسة تشكل مفاجأة فعلية في سباق التسلح، كونها جارة إيران، ودولة الإمارات
التي توجد في المرتبة الثالثة عالميا في استيراد الأسلحة خلال العامين الأخيرين،
ولديها سلاح متقدم من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وجنوب أفريقيا
وفنلندا، كما تطور أسلحة محلية.
تفوق إسرائيل النوعي
وقالت الدراسة عن سباق
قطر في التسلح إنها "فتحت محفظتها المالية عقب أزمتها الأخيرة مع مصر وجيرانها
الخليجيين العام الماضي، وبات لديها شركاء في توريد الأسلحة على رأسهم فرنسا التي
باعت قطر مؤخرا 12 طائرة من طراز رافال، وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وتركيا
والصين، وحتى باكستان، مع أن القطريين ليس لديهم القدرات لتشغيل كل هذه الأسلحة،
لكنهم يواصلون الشراء، بجانب شراء الأقمار الصناعية التي تنخفض أسعارها مع مرور
والوقت، وتجعل كل الشرق الأوسط منطقة مكشوفة، بما فيها إسرائيل".
ويصل الكاتب في حديثه
إلى أن إسرائيل التي تحاول الظهور بجانب الدول العربية في سباق التسلح الإقليمي
الحاصل، قائلا "إنها كسرت رقما قياسيا العام الماضي 2017، وباعت أسلحة بقيمة
تسعة مليارات دولار، وصحيح أن إسرائيل ليس لديها الإمكانيات للدخول في هذه
المنافسات الحاصلة للتسلح مثل دول الخليج، لكن هذا السباق قد يترك آثاره السلبية على
وضعها الاستراتيجي في المنطقة".
وتساءل الكاتب: "هل
يضر سباق التسلح الحاصل في المنطقة بالتفوق النوعي الذي تنعم به إسرائيل لمدة عقود
طويلة، رغم امتلاكها لطائرات متقدمة ومنظومات خاصة".
وأجاب حاييم تومار
الضابط الكبير السابق في الموساد المسئول عن تطوير علاقات إسرائيل مع دول المنطقة قائلا:
"ربما زيادة حجم التسلح الإقليمي بكميات كبيرة من المعدات المتطورة يضر بتفوق
إسرائيل النوعي، رغم أن معظم الأسلحة التي يتم شراؤها اليوم تذهب لدول صديقة
لإسرائيل، لكن لا يمكن تجاهل سيناريو صعب قد تتحول هذه الدول لتصبح معادية لنا،
ويتم توجيه هذا السلاح ضدنا".
ويستدرك قائلا:
"أعرف أن إيران كانت صديقة لنا، واشترت أسلحتها من إسرائيل والولايات
المتحدة، وفجأة تحولت دولة معادية مع سقوط نظام الشاه، لكني أرى أن حيازة هذه
الأسلحة من قبل دول كبرى كالسعودية تشكل فرصة أكثر من تهديد على إسرائيل، ولست أرى
ذلك السيناريو الذي يتم بموجبه توجيه هذه الأسلحة ضدنا في المستقبل، وعلى مدار
السنوات القادمة".
وختم بالقول إن
"دولا كالسعودية والإمارات ترى نفسها ضعيفة أكثر بكثير من إسرائيل، وتريان في
التهديد الإيراني أخطر بكثير من إسرائيل، وربما يمكن التوصل معهما لتفاهمات كي
يصبح لهما دور في تفجير المشروع النووي الإيراني في حالة نشوب حرب، حينها سيكون
الوضع ممتازا بالنسبة لإسرائيل".