هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية تقريرا، تطرقت فيه إلى علاقة المراهقين بالهواتف الذكية، التي يمكن أن تبلغ حد الإدمان في بعض الأحيان، وتكون لها آثار سلبية على سلوكياتهم وعلى مختلف جوانب حياتهم اليومية.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شدة تعلق الأطفال بهواتفهم الذكية تثير قلق الآباء الذي يخشون من إدمان أبنائهم على هذا الجهاز. وتجنبا لذلك، يحاول الآباء تقليص عدد الساعات التي يقضيها أطفالهم أمام الشاشات، رغم فشلهم أحيانا في تحقيق هذه المهمة. وفي الواقع، إن لقلق الآباء ما يبرره، خاصة أن الإدمان على استعمال الهواتف الذكية من شأنه أن يلحق ضررا بحياة أطفالهم.
وأوردت المجلة أن المراهقين يقبلون على استعمال الهواتف الذكية بكثافة كبيرة. فهم يواظبون على استخدام مختلف التطبيقات؛ من أجل البقاء على اتصال دائم مع أصدقائهم، ولكن ذلك لا يمكن أن يعد أمرا سلبيا إذا وُظف بالشكل الصحيح. فهذه الأجهزة تتيح للمراهقين إمكانية البحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت، ومشاهدة البرامج التعليمية على موقع اليوتيوب، وإنشاء صداقات جديدة عبر تطبيق فيسبوك.
ونوهت المجلة بأنه يتوجب على أولياء الأمور أن يكونوا على علم بالتطبيقات التي يستعملها أطفالهم باستمرار. ففي بعض الأحيان، يواجه الآباء معضلة التمييز بين إدمان أطفالهم على هذه الهواتف والاستخدام العادي لها. ويفسر ذلك بأن الهاتف أصبح جزءا أساسيا في جميع الأنشطة اليومية للأطفال، على غرار العمل المدرسي والترفيه.
وأشارت المجلة إلى أن استعمال المراهقين المفرط للهاتف الذكي ناتج عن خوفهم من فقدان شيء ما، أو ألّا يكونوا مواكبين لمستجدات العالم الافتراضي مثل أترابهم. وعلى العموم، لا يوجد حاليا أي اعتراف طبي رسمي بتصنيف "إدمان الهواتف الذكية" كمرض أو اضطراب. ويشير مصطلح "الإدمان" إلى حالة من الاضطراب النفسي التي تحدث تغييرا في المسار العادي لحياتنا اليومية، ويمكن لإدمان الهواتف أن يصنف مع بقية أنواع الإدمان الأخرى.
وسلطت المجلة الضوء على العلامات التي تدل بوضوح على إدمان المراهق على الهاتف الذكي. ومن بين هذه العلامات نذكر تغيير الحالة المزاجية للمراهق عندما يفقد هاتفه، حيث يصبح شديد القلق وسريع الغضب وعنيفا في بعض الأحيان. علاوة على ذلك، يتغيب مدمن الهاتف عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية؛ بسبب انشغاله الدائم بتصفح مختلف التطبيقات الذكية.
وذكرت المجلة أن إهمال النظافة الشخصية وعدم المواظبة على بعض الأنشطة اليومية الأخرى، مثل النوم، يعدّ من العلامات المهمة التي تدق جرس إنذار إصابة المراهق بالإدمان على الهاتف الذكي.
وتجدر الإشارة إلى أن لجوء المراهق إلى الكذب وكسر قواعد العائلة من أجل قضاء مزيد من الوقت مع هاتفه المحمول، من الأسباب التي تحتم على الوالدين طلب يد المساعدة من متخصص في معالجة هذا النوع من الإدمان.
وأوردت المجلة أنه يجب على الأولياء تفعيل بعض الخطوات قبل شراء هاتف لأبنائهم. في هذا الصدد، يجب تعويد الطفل على الاستخدام الجيد والمناسب للهاتف، وعدم الانغماس المفرط في العالم الافتراضي. ومن الأفضل أن يتجنب الأولياء شراء هاتف جديد للوهلة الأولى، بل يجب أن يستخدم الطفل الهواتف القديمة لوالديه في مرحلة أولى؛ كي لا ينبهر بهذه الأجهزة.
وفي الختام، أكدت المجلة أن الطفل يحتاج إلى إرشادات ونصائح الوالدين من أجل الاستخدام السليم للهاتف الذكي، ما يجنبه العديد من الأضرار النفسية والجسدية. كما يتوجب على الآباء تقديم يد المساعدة لأطفالهم، وأخذ مدى خطورة الوقوع في الإدمان على الهاتف الجوال بعين الاعتبار.