هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت اتهامات المتحدث باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمجلس "شورى درنة" بتلقي تمويل من تركيا وقطر وجماعة الإخوان، تساؤلات حول دقتها وأهدافها، وتأثيرها في المعارك.
إذ سبق أن اتهم أحمد المسماري، كلا من هذه الجهات بتمويل مجلس "شورى مجاهدي درنة"، زاعما أن جماعة الإخوان هي الجناح السياسي لكل من "القاعدة" وتنظيم الدولة في ليبيا.
تهديدات
وقال المسماري، إن "مقاتلي شورى درنة المتواجدين الآن داخل المدينة لا يتعدون الـ1000 عنصر، وإن عدد قتلاهم تجاوز الـ100 شخص، متهما المدينة بأنها أصبحت سلة تجمع فيها كل مجرمي العالم المطلوبين جنائيا في بلدانهم، فهناك عناصر من تونس واليمن والسودان وغيرها"، بحسب كلامه.
وهدد المتحدث باسم حفتر المناوئين له من مقاتلي "شورى درنة"، بأن "ما أعدته قواتهم لهذه المعركة يكفي لمحاربتهم داخل وخارج المدينة".
اقرأ أيضا: هل يؤدي حل "شورى درنة" لفك حصار حفتر للمدينة؟
وكان ما يعرف بمجلس "شورى درنة" قد أعلن حل نفسه رسميا، وانخراطه في قوة أكبر تسمى "قوات حماية درنة"، مؤكدا أن "المعارك الآن بين أهالي المدينة وشبابها وبين قوات حفتر، وليست كما يروج الأخير على أنها حرب على الإرهاب".
ولم تصدر أي ردود فعل رسمية من الدول أو الإخوان على الاتهامات هذه حتى الآن.
ويثير الأمر تساؤلات أبرزها عن أهداف حفتر وراء "أخونة" مجلس "شورى درنة" المنحل.
"شماعة الإخوان"
من جهته، قال مدير مكتب الإعلام في وزارة الإعلام بحكومة الوفاق الوطني، إن "مجلس شورى مجاهدي درنة أصبح من الماضي، بعد أن حل نفسه. وعلى أرض الواقع تفكك المجلس فعليا، وتكونت قوة أخرى لحماية المدينة هي جزء منه".
وأضاف: "أما اتهامات حفتر فهي مجرد شماعة ولن تفيد"، وفق رأيه.
وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "أنا لا أستطيع نفي أو تأكيد وجود دعم لأطراف داخل ليبيا من أطراف دولية، لكن ما يخص الإخوان، فهم طرف سياسي فاعل في المشهد الليبي، أما كونهم ذراعا للقاعدة وداعش، فنجدهم دائما يجرمون داعش ويتهمونها بالإرهاب والتطرف، وأنهم خطر على الدولة المدنية".
وأشار الناشط الحقوقي الليبي، أحمد سعد التواتي، إلى أن هناك علاقة تبعية بين "جيش حفتر ومصر"، وفق قوله، إذ صنفت الأخيرة جماعة الإخوان "إرهابية"، بالتالي حفتر لن يسمح لهم بالوجود على الخارطة السياسية الليبية.
"جهل" وتصعيد
لكن مدير مركز "بيان" للدراسات والباحث الليبي، نزار كريكش، قال من جانبه؛ إن منبع اتهامات الناطق باسم جيش حفتر هو "الجهل"، موضحا أن "المسماري لا يملك من الثقافة الخوض في فهم الحركات الإسلامية، ولا أدري أي تمويل يتحدث عنه في مدينة ليس فيها طماطم ولا غاز ولا وقود".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كنا ننتظر من المسماري أن يدعو للسلام والثقة بين العائلات الواحدة، لكن التفوه بالهراء يمزق المجتمع ليس إلا".
وطالب جيش حفتر بأن ينظر إلى التقارير الدولية عن الإرهاب، ويسمع تقارير مجلس الأمن الذي صنف ما يحدث في درنة على أنه نزاع مسلح، وفق قوله.
وقال الباحث من درنة: "لا أظن أن أحدا في هذا العالم ينتظر المسماري ليرسم على الخارطة أماكن القاعدة، ونحن بحاجة إلى عقلاء يرسمون المشهد الانتقالي نحو السلام، وليس لمسعري حرب".