هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث كاتب بريطاني الأحد، عن الكيفية التي تتعامل بها دول العالم مع قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطرق تفكيره المتقلبة والمتناقضة تماما.
وقال الكاتب ويل هوتون في مقال نشرته صحيفة غارديان
البريطانية وترجمته "عربي21"، إن "الولايات المتحدة لا تزال القوة
الاقتصادية والعسكرية والمالية الغالبة"، مؤكدا أنها "حافظت على مدار
سبعين عاما على نظام عالمي رغم سلبياته، لكنه يعتمد على أنماط سلوك دولية يمكن
التنبؤ بها، إلى جانب الانفتاح في التجارة والسلام".
وأضاف هوتون أن "هذا النظام فجأة تحول إلى فوضى
جديدة بفعل ممارسات ترامب"، لافتا إلى ما أسماه محاولات خروج روسيا والصين عن
النظام العالمي الذي فرضته الولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية.
وأكد الكاتب أن موسكو وبكين تعتقدان أن لديهما
المزيد من الفرص بفعل "غباء ترامب" المذهل في زعزعة استقرار النظام الذي
تستفيد منه الولايات المتحدة كثيرا، معتبرا أن "ترامب يضاعف الطموحات الروسية
والصينية لتوسيع نفوذهما في العالم".
اقرأ أيضا: هذه أسباب المناورة الأمريكية في قمة ترامب وكيم.. ما مصيرها؟
وتساءل الكاتب قائلا: "هل احتل الأحمق الأكبر
البيت الأبيض؟"، مشيرا إلى أن "خطابات ترامب الطويلة المتقلبة في
مسيرته، تعتمد على استخدام الناس كثيرا والغوص في التحول غريب الأطوار المرتبط
بجنون العظمة".
وشدد هوتون على أن "التقلبات والانعطافات في
السياسة الخارجية الأمريكية، تمثلت بشكل واضح في هروب الإدارة الأمريكية من
التزامها الدولي مع إيران، وكذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومطالبة
الفلسطينيين بالقبول بالشرق الأوسط الجديد".
وأشار إلى أنه "حتى على مستوى القمة المرتقبة
بين ترامب وكيم، فإن كوريا الشمالية عليها التنحي صراحة لإرادة واشنطن، حتى يتم
عقد القمة"، معتبرا أن "السياسة الخارجية الأمريكية أصبحت سلسلة من ألعاب
الربح الصفري، بمعنى أن الولايات المتحدة عليها الفوز بكل ما تريد".
تقويض النظام العالمي
ورأى الكاتب أنه "من المضحك أن تتصرف القوة
العظمى بمثل هذا التصرف"، موضحا أن "ترامب يتخلى عن أي محاولة لاستدامة
الشؤون العالمية بشكل منظم، مع الحفاظ على الدور الرئيسي للولايات المتحدة في
تحالفاتها المختلفة".
وأكد أن "النظام العالمي القائم على الدولار
والانفتاح الاقتصادي، لا يقتصر على نمو التجارة العالمية والازدهار منذ الحرب
العالمية الثانية، بل أيضا على النموذج الاقتصادي الأمريكي الخاص"، مضيفا أن
"ذلك هو السبب في أن الشركات متعددة الجنسيات هي صاحبة التكنولوجيا الفائقة
وليس الصين".
وتوقع أن "يفقد ترامب فوائد المكسب النظامي
بتقويضه النظام العالمي، مقابل تحقيق مكاسب ضئيلة، إلى جانب قطعه شبكة التحالف
بالكامل، وإضفاء الشرعية على روسيا والصين"، لافتا إلى أن "روسيا
والأوربيين يعملون في تناغم للحفاظ على الاتفاق النووي الدولي مع إيران".
اقرأ أيضا: اجتماع في فيينا لإنقاذ اتفاق النووي الإيراني مع غياب أمريكا
وبين هوتون أنه "عندما يصبح النظام الدولي قمرة
قيادة للتنافس الاقتصادي والتجاري والقومي، فإن النزاع المسلح يصبح أكثر
احتمالا"، مؤكدا أن "أفضل رد على سياسة ترامب غير المنتظمة والمتقلبة،
هو الوقوف أمامه، مثلما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية
أنغيلا ميركل".
وتابع قائلا: "الرئيسان الفرنسي والألماني
يحاولان الحفاظ على ما تبقى من النظام الدولي، حتى يتم في نهاية المطاف عزل ترامب
أو الخروج من منصبه"، مشيرا إلى أن "ماكرون وميركل يمتلكان قوة الاتحاد
الأوروبي وراءهما، وهما أقوى حراس العالم"، بحسب رأيه.
واعتبر الكاتب أن "بريطانيا مناضل ضعيف، ولا
تستطيع الحشد ضد سياسية ترامب المتقلبة؛ أكثر من التذمر".