هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21"، الاثنين، عن مباحثات تركية روسية تجرى بهدف تسليم فصائل المعارضة السورية مناطق بريف حلب الشمالي تخضع لسيطرة وحدات الحماية الكردية، في حين تنسحب المعارضة من مناطق بريفي حماة وإدلب لصالح نظام الأسد.
وبحسب المصدر، فإن المباحثات التركية الروسية تتركز حول تسليم تل رفعت والمناطق المحيطة بريف حلب الشمالي إلى فصائل المعارضة، مقابل انسحاب مقاتلي المعارضة من غرب جسر الشغور- سهل الغاب، مؤكدا أن المفاوضات ما زالت جارية في هذا الخصوص.
وتعليقا على المباحثات التركية الروسية، يرى الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي في حديثه لـ"عربي21" أن الأمر لا يمكن تسميته تبادل أراض بقدر ما يُمكن وصفه بالاتفاق النهائي على حدود ومناطق خفض التصعيد في الشمال السوري.
اقرأ أيضا: مباحثات أمريكية- تركية في واشنطن لتحديد مصير منبج
وأشار عاصي إلى عدم انتشار نقاط مراقبة في منطقة خفض التصعيد الرابعة في ريف حماة الشمالي لحماية اللطامنة وكفر زيتا من أيّ عمليات عسكرية محتملة، بالإضافة إلى عدم وجود نقطة مراقبة في منطقة الزيارة بسهل الغاب لحماية ما بقي من قرى ومساحات في هذه المنطقة على الرغم من قيام وفد استطلاع تركي سابقاً بالقدوم إلى هذه المنطقة.
وأكد أن روسيا تسعى لإقناع تركيا بعدم نشر نقاط مراقبة إضافية والاكتفاء بالعدد الحالي وبالتالي ترك المناطق في سهل الغاب وريف حماة الشمالي لمصيرها في حال حصلت عمليات عسكرية. بالمقابل تقوم روسيا بسحب الشرطة العسكرية الروسية من تل رفعت ومنغ ودير جمال والضغط على القوات الشعبية التابعة للنظام المتواجدة في تلك القرى للخروج منها.
وتابع، بأن هذا يعني ترك هذه المناطق لمصيرها أمام أي هجوم تركي وتصبح على إثره وحدات الحماية الكردية المنتشرة أمام خيار المقاومة ضد العملية العسكرية أو الانسحاب نحو منبج عبر مناطق النظام.
ولفت عاصي إلى وجود مخاوف شديدة لدى أبناء ريف حماة الشمالي الذين تظاهروا لأكثر من ثلاث مرات أمام نقطة المراقبة التركية في مورك لإنشاء واحدة أخرى في اللطامنة تحمي هذه القرية وكفر زيتا أيضاً، حيث يبدو أن الأهالي فقدوا ثقتهم كلياً بقدرة الفصائل العسكرية على حماية قراهم من هجمات محتملة من قبل النظام وميلهم لتطبيق مباحثات أستانا بضمانة تركية.
بدوره، قال عضو مجموعة العمل من أجل سوريا الناشط السياسي درويش خليفة لـ"عربي21"، إن "الأتراك يخوضون مفاوضات مع الأمريكان على منبج ومع الروس على تل رفعت في آن واحد".
وأوضح خليفة، أن "تركيا بحال اتفقت مع الأمريكيين على مصير منبج ودخولها للمدينة، فسيكون من الضروري إتباعها بالسيطرة الكاملة على الريف الشمالي الشرقي لحلب، والذي يضمن عودة نسبة كبيرة من اللاجئين القابعين في المخيمات التركية".
وأضاف، أن "تركيا تدرك أن تل رفعت لها خصوصية عند الجيش الحر الذي ساند الجيش التركي برياً في معركة غصن الزيتون، وبالتالي فإن فشل المفاوضات على مصير تل رفعت سيشهد فتح معركة تحرير للبلدة من ثوارها المتعطشين للعودة وأهاليهم إلى منازلهم وإعادتها لحضن الثورة، والجميع بغنى عن معركة جديدة تخالف مخرجات أستانا في تخفيف التصعيد".
ورأى خليفة أن "إيران ستكون عائقا أمام التوافق على مصير تل رفعت، وبالتالي ستقدم على حل تفاوضي في تسليم مناطق غرب جسر الشغور- سهل الغاب- ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، لإبعاد الثوار عن مناطق تواجد الطائفة العلوية، مقابل عدم عرقلتها لأي اتفاق جديد".