هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "آي نيوز" تقريرا، تقول فيه إن دراسة حديثة كشفت عن أنه بإمكان آلاف المصابات بسرطان الثدي تجنب العلاج الكيماوي، دون التقليل من فرص الشفاء من المرض.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التجربة أجريت على 10 آلاف امرأة مصابة في المراحل الأولى من أكثر سرطانات الثدي شيوعا، ووجدت أن العلاج الكيماوي ليس ضروريا للكثيرات بعد العملية الجراحية.
وتكشف الصحيفة عن أن هذه النتائج ستقود إلى "تغير جذري" في الطريقة التي يتم فيها علاج هذا المرض، بحسب ما قاله طبيب أورام رائد، حيث ستتجنب ما يقدر بـ 3000 إلى 5000 مصابة في المملكة المتحدة كل عام العلاج الكيماوي.
ويفيد التقرير بأن المؤسسة الخيرية "بريست كانسر" المتخصصة برعاية مرضى سرطان الثدي، قالت إن هذا الكشف العلمي المهم سيغير حياة الكثير من المصابات بهذا المرض.
وتورد الصحيفة نقلا عن أطباء متخصصين بالسرطان، قولهم إن هذا الكشف سيغير الطريقة التي يتم فيها التعامل مع هذا المرض في الممكلة المتحدة من اليوم، ما يعني أن النساء من هذه الفئة يمكن علاجهن بشكل آمن، عن طرق العملية الجراحية والهرمونات فقط.
ويلفت التقرير إلى أنه عادة ما يستخدم العلاج الكيماوي بعد العملية الجراحية لتقليل فرص انتشار السرطان أو عودته، مشيرا إلى قول الخبراء بأن هذا العلاج ينقذ أرواحا، لكن آثاره الجانبية تشمل القيء والتعب، بالإضافة إلى العقم وألم الأعصاب الدائم.
وتذكر الصحيفة أن الباحثين في نيويورك قاموا بتحليل السرطانات، من خلال استخدام فحص جيني شائع الاستخدام في الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، لافتة إلى أنه يتم إخبار النساء اللواتي يحصلن على قراءة متدنية في الفحص بأنهن لسن بحاجة للعلاج الكيماوي، أما من يحصلن على قراءة عالية فيشار عليهن بأنهن بحاجة للعلاج الكيماوي.
ويستدرك التقرير بأن نتائج معظم النساء هي بين القراءتين، وليس من الواضح كيف يجب علاجهن، مشيرا إلى أن نتائج الدراسة، التي قدمت لأكبر مؤتمر لأطباء السرطان في والباحثين فيه في شيكاغو، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أظهرت بأن هؤلاء النساء حققن معدلات النجاة ذاتها، بغض النظر إن كن خضعن للعلاج الكيماوي أم لم يخضعن.
وتبين الصحيفة أن الدراسة حول سرطانات الثدي كانت في مراحلها الأولى فقط، وبالذات تلك التي يمكن معالجتها بالهرمونات، التي لم تنتشر للعقد الليمفاوية، ولا تحتوي على HER2 mutation (طفرة مستقبل عامل نمو البشرة رقم 2)، الذي يجعل الورم ينمو بسرعة أكبر.
وبحسب التقرير، فإن نتائج التجربة أظهرت أن 30% من النساء المصابات بهذا النوع من سرطان الثدي في مراحله الأولى استفدن من العلاج.
وتنقل الصحيفة عن المستشار المتخصص في علاج الأورام في مستشفى رويال مارزدين في لندن الدكتور أليستير رينغ، قوله: "أعتقد أن هذا تغير أساسي في طريق علاج النساء اللواتي يعانين من مرض سرطان الثدي في مراحله الأولى، وسيقود إلى عدم حاجة عدد لا بأس به من النساء إلى الخضوع للعلاج الكيماوي".
وينوه التقرير إلى أن الدراسة وجدت أن نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة 9 سنوات وصلت إلى 93.9% بين النساء اللواتي لم يخضعن للعلاج الكيماوي، و93.8% لمن خضعن للعلاج الكيماوي.
وتورد الصحيفة نقلا عن الدكتور رينغ، قوله بأن نتائج تلك التجارب ستؤثر على أساليب العلاج في المملكة المتحدة مباشرة، وأنها تمثل تحولا كبيرا في معالجة سرطان الثدي في مراحله الأولى، ويضيف: "إن تلك خطوة مهمة لأنها تعني تجنب علاج، حيث يخشى معظم من يشخصون بالمرض أن يوصف لهم".
ويقول الدكتور رينغ: "كوني متخصصا في علاج الأورام، فإن استخدامي للعلاج الكيماوي سيكون أقل للمرضى الذين لن يستفيدوا منه، فمن المطمئن أن أعلم أن ما أقدمه لمرضاي من علاج كيماوي من المتوقع أن يستفيدوا منه".
وتختم "آي نيوز" تقريرها بالإشارة إلى قول مديرة جمعية "بريست كانسر ناو" البارونة مورغان، إن "الدراسة التاريخية" جلبت "أخبارا رائعة"، وتضيف: "هذه خطوة مهمة نحو علاج شخصي لمرضى سرطان الثدي، ونأمل أن تساعد هذه النتائج إلى صقل استخدامنا للعلاج الكيماوي في الخدمات الصحية الوطنية".