هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت السلع الرئيسة تداولات متدنية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مع خسائر عديدة كان لقطاع الطاقة النصيب الأكبر منها.
وتمثل التأثير السلبي المباشر وغير المباشر بظهور الأزمات السياسية في كل من إسبانيا وإيطاليا، فضلا عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم من حلفاء الولايات المتحدة، مع الإعداد لفرض مجموعة من الرسوم الجمركية على البضائع القادمة من الصين.
وأوضح تقرير صادر عن "ساكسو بنك"، أنه كان لهذه التطورات تأثير واضح في زيادة تقلبات أسواق الأسهم، ودفع عوائد السندات الأساسية نحو الانخفاض وارتفاع أسعار الدولار.
وأثارت الأحداث مزيدا من المخاوف بشأن مسار النمو العالمي الذي يُظهر علامات تباطؤ واضحة.
ووفق صحيفة "الشرق الأوسط"، أضاف التقرير: "من جديد، هيمنت أخبار النفط الخام على معظم العناوين الرئيسة، بينما واصلت السوق تعديل توقعاتها بعد انفتاح السعودية وروسيا أمام إمكانية رفع الإنتاج".
واستقطب الاتساع الكبير في الفجوة بين أسعار برنت وخام غرب تكساس الوسيط بعض الاهتمام، وتمثلت بعض المشاكل المحلية في الولايات المتحدة دافعا رئيسا وراء الاتساع الحالي.
وبقيادة خام برنت، استرد النفط الخام بعضا من خسائره التي أعقبت إعلان روسيا والسعودية الأسبوع الماضي عن التفكير في رفع الإنتاج.
وجاء ذلك في المقام الأول ليحل محل الخسائر غير الطوعية لنحو 600 ألف برميل يوميا من فنزويلا وأنغولا، منذ طرح صفقة خفض الإنتاج الحالية في بداية عام 2016.
وبالإضافة إلى السعودية وروسيا، تمتلك الكويت والإمارات فقط القدرة على المساهمة في زيادة الإنتاج، ويحتمل أن يحدث ذلك بعض النقاشات المكثفة في الاجتماع المرتقب بتاريخ 22 حزيران/ يونيو الجاري في فيينا، وليس أقلها من البلدان العاجزة عن زيادة الإنتاج في الوقت الراهن.
وبقيت أسعار الذهب والفضة عالقة حول 1300 و16.5 دولارا للأونصة على الترتيب، وذلك على خلفية الأخبار آنفة الذكر، التي تأثر بها المعدنان بشكل محايد.
ولعب الانتعاش الطفيف في أسعار البلاتين، إلى جانب رقم قياسي للصناديق على المدى القصير، دورا في دعم محاولة ثالثة للتغلب على التوجه الهبوطي الحالي، بينما بقي النحاس عالقاً في نطاقه منذ أكثر من ستة أشهر حتى الآن.
وبقيادة الذهب، شهدت المعادن الثمينة أسبوعا مقيّد النطاق ومخيبا للآمال. وفشلت المحاولات السابقة للدعم من ارتفاع المخاطر السياسية في أوروبا، وتوترات التجارة العالمية، وضعف سوق الأسهم وانخفاض عائدات السندات، في دفع أسعار المعادن نحو الارتفاع مع استمرار علامات القوة الظاهرة على أسعار الدولار.
وأدى الإخفاق في اجتياز المتوسط الحسابي المتحرك على مدى 200 يوم على الذهب عند 1308 دولارات للأونصة إلى بعض الضعف المتجدد قبيل عطلة نهاية الأسبوع.
ووفرت السلع الخفيفة بعض الدوافع في ضوء موجة الجفاف التي ضربت تكساس، وتأثير العاصفة الأطلسية الأولى في الموسم، التي دفعت أسعار القطن إلى أعلى مستوياتها منذ أربع سنوات، قبل أن تتوّج بالمخاوف من اندلاع حرب تجارية مع الصين وتأثيراتها السلبية المحتملة على الصادرات الأمريكية.
وخارت قوى النمو المرتفع لأسعار الكاكاو الذي استمر عدة أشهر، حيث اتجهت عقود الشراء طويلة الأجل نحو الخروج بعد أن بدأت المخاوف تتقلص بشأن نقص الإمدادات من المنتجين.
وقال تقرير لبنك الكويت الوطني، إن الحرب التجارية كانت هي العنوان السائد الأسبوع الماضي مع تراجع صدارة الأزمة السياسية الإيطالية بعد تشكيل الحكومة الشعبية.
وأضاف التقرير: "لكن التأثير في سوق العملات كان هامشيا حتى الآن، ويبدو من ردة الفعل الأولية أن هناك إجماعا قويا على أنه لن تقع نتيجة ذلك حرب تجارية واسعة النطاق".
والسبب الأرجح لعدم وجود تقلب مثل ذلك في سوق الصرف الأجنبي هو أن أمريكا قد لا تستجيب لإجراءات فرضها الشركاء التجاريون الآخرون، فقد ردّت دول أخرى تضررت من الفرض الأولي لهذه الرسوم في نيسان/ أبريل، ولم تتخذ أمريكا أي إجراء، لذا يوجد بعض المنطق في هذا الافتراض حتى الآن.
ومع ذلك، فإن مخاطر الضرر الناجم عن تصاعد نزاع تجاري هي الآن أعلى من ذي قبل، ويحتمل أن يطيل ذلك من أمد الأداء الإيجابي الأخير في عملات الملاذ الآمن.
وتراجع الارتفاع الحاد الأخير في عوائد سندات الخزينة من فئتي سنتين وعشر سنوات في خمس من جلسات التداول الست الأخيرة، لينعكس بذلك مسار الارتفاع الذي كان قائما في الشهرين الأخيرين.
وارتفع الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل السندات الحكومية الأمريكية والفرنك السويسري والين الياباني.