هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حظيت التهديدات الإسرائيلية ضد حركة حماس بحيز واضح في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لاسيما من قيادات الصف الأول السياسية والعسكرية الإسرائيلية، في ضوء استمرار التوتر الأمني مع قطاع غزة، وعدم وجود أفق قريب لإيجاد انفراجة سياسية قادمة.
حماس تتقوى
فقد نقلت صحيفة معاريف عن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، قوله إن "حماس تتقدم عسكريا أكثر من حزب الله، لاسيما في مجالات التطوير العسكري والتقنية التسلحية والوسائل القتالية، لأن الحزب يقوم بتهريب الأسلحة من سوريا وإيران، فيما تنشغل حماس أكثر بالتطوير الذاتي لوسائلها القتالية، وبالتالي فإن إعطاءنا عشر سنوات من الهدنة مع حماس يعني أن نواجهها بعد هذه المدة وقد أصبحت كقوة حزب الله، وبصورة مضاعفة، لدينا سياسة أمنية واضحة، نعرف ماذا نفعل، وبالتوقيت الصحيح".
وأضاف في تصريحات ترجمتها "عربي21" أن "كل من يؤيد إقامة هدنة مع حماس لمدة عشر سنوات يجب أن يدرك أنها عشر سنوات من التعاظم العسكري للحركة، وتهريب الأسلحة، في حين أننا ملزمون بمنعها من المس بنا".
اقرأ أيضا: الهدوء على جبهة غزة قيد الاختبار.. وليبرمان يهدد
وختم بالقول : "على الفلسطينيين أن يعلموا أن قيادة حماس الحالية تؤدي بهم إلى الضياع، ولابد من استبدال هذه القيادة، لكننا لن نقوم بذلك بدلا منهم، صحيح أننا لسنا معنيين بحرب جديدة أمام حماس، لكن الكرة ليست في ملعبنا نحن، وإنما لدى حماس، لن نمل ولن نتعب، ولدينا المزيد من القوة والحسم".
بدوره وزير الاستخبارات الاسرائيلي، قال في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" إن "أجهزة الأمن الإسرائيلية مطالبة بالتعامل مع التوتر الناشب مع غزة، لأن من يرسل الطائرات الورقية المشتعلة هي حماس، ويحب الوصول معها لحالة من الردع، هناك مستوى من التعايش مع هذه الظاهرة، قد يكلفنا دماء، ومحظور على حماس تجاوزه، ليس فقط تحت الأرض، وإنما جوا وبرا أيضاً".
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين نقل عددا من التصريحات ترجمتها "عربي21"، عبرت عن غضبها من السياسة الإسرائيلية الحالية تجاه حماس، متهمة إياها بعدم حسم المعركة أمامها.
ثمن الحسم
فقد ذكر الجنرال تسفيكا فوغل القائد السابق للمنطقة الجنوبية أن "القيادة الإسرائيلية مدعوة للاستفادة من دروس الماضي بالتوجه لمعركة حاسمة ضد حماس، والانتصار عليها، حتى لو كان عبر دفع ثمن باهظ، لأن مثل هذا الحل فقط هو الذي يجلب الهدوء للإسرائيليين، الحل مع حماس هو طلقة في الرأس".
اقرأ أيضا: تقديرات إسرائيلية: المواجهة الأشد ألما مع غزة مسألة وقت
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "إسرائيل لم تفعل شيئا حتى الآن للتعامل مع التهديدات القادمة من الجبهة الغزية، لأن المعضلة القائمة في سلوكنا تجاه حماس أننا لا نبادر ضدها، نحن فقط نقوم بالرد على مبادراتها هي، ونبذل جهودنا في توفير الحماية للإسرائيليين، وهذا أمر جيد ومهم، لكن ليس معقولا الاكتفاء في توفير رد كل مرة أمام كل تهديد، هذا يشبه قتال البعوض بدلا من تجفيف البيض".
وأوضح أن "إسرائيل مرت في مسيرة المواجهة مع حماس بتطور وسائلها القتالية بدءا بوضع العبوات الناسفة، مرورا بظاهرة الانتحاريين، ثم انتقلت الحركة للقذائف الصاروخية التي تطلبت منا ابتكار القبة الحديدية، وحين أنشأت حماس مشاريع الأنفاق ذهبنا لضخ المزيد من الباطون المسلح لإقامة العائق المادي شرق غزة، وفي نهاية المطاف وصلت حماس إلى مرحلة الكوماندوز البحري، والآن تفتقت قريحتها عن الطائرات الورقية المشتعلة".
وتساءل فوغل: "إلى أين نريد الوصول مع حماس، ونحن في كل مرة نلحق بها، مع أن حماس لا تعترف بنا، ولا تسلم بحقنا في الوجود هنا، ولذلك ستواصل بذل جهودها لقتل اليهود، ولن تيأس من الضغط عليهم لمغادرة هذه البلاد، ولذلك فإن أي مخاوف من إعادة احتلال غزة تنم عن نقص في شجاعة من يطرحها، وعدم رغبة بدفع ثمن الانتصار".
روبرت زينغر رئيس الكونغرس اليهودي العالمي قال أنه "لابد من وضع حد لحماس لمرة واحدة وإلى الأبد، وضرورة العمل ضدها في جميع دول العالم".
ونقل ذات الموقع تصريحات ترجمتها "عربي21" في مؤتمر للزعماء اليهود حول العالم في العاصمة التشيكية براغ، أنه "آن أوان لأن يدرك المجتمع الدولي المخاطر التي تمثلها حماس، لأنها تهدف لبث الخوف والذعر لدى الإسرائيليين، ولذلك على زعماء الدول الأوربية العمل ضد حماس، وإدانة أعمالها، والإعلان عنها حركة إرهابية بكل معنى الكلمة، يجب وقف حماس مرة واحدة وإلى الأبد".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: هل بدأ العد التنازلي للحرب القادمة؟
عودة الاغتيالات
يائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض، ووزير المالية السابق، قال خلال جولة له في مستوطنات غلاف غزة إن "السياسة الإسرائيلية المطلوبة اليوم يجب أن تتمثل بتوجيه ضربة قوية لحماس، ومن جهة ثانية المباشرة في إعادة إعمار غزة، لأن الأزمة الإنسانية الناشبة هناك تقوي حماس".
وأضاف في تصريحات ترجمتها "عربي21" أنه "بعد حرب غزة الأخيرة 2014 كان التوجه الإسرائيلي أن نذهب نحو عملية كبيرة إستراتيجية مع مجلس الأمن الدولي لإعادة إعمار القطاع مقابل نزع سلاح حماس، كي لا نصل للوضع الحالي الذي ننتقل فيه إلى حرب جديدة".
غلعاد أردان وزير الأمن الداخلي قال في تصريح ترجمته "عربي21" أنه "حان الوقت للعودة لسياسة الاغتيالات ضد قادة حماس، لأنهم من يرسلون مطلقي النيران ومرسلي الطائرات الورقية المشتعلة باتجاه الحقول الزراعية الإسرائيلية، وإلا فإنهم سيحاولون في كل مرة تجريب سلاح جديد ضدنا".