هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا إنترسبت" شريط فيديو أعده جيرمي سكاهيل، يؤكد فيه أن إيران هي المقصودة في تحركات فريق الرئيس دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية عام 2016، وأن التدخل الروسي هو مجرد عرض جانبي.
ويقول سكاهيل، بحسب ما ترجمته "عربي21"، إن هناك حالة قوية عن تآمر فريق ترامب مع إسرائيل والسعودية والإمارات العربية المتحدة؛ من أجل الدفع بأجندة إيران، وجعل الأجندة السعودية الإسرائيلية الإماراتية أجندة ترامب.
ويضيف الكاتب أن ترامب لم يتبن فقط الفساد القانوني والرسمي، بل الفردي أيضا، ويتساءل عما إذا كان ترامب قد تآمر مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا للتأثير على نتائج انتخابات عام 2016، ويجيب قائلا إن "هناك إمكانية لهذا، وهل سنرى أدلة قوية على هذا التواطؤ؟ إن هناك إمكانية لأن ينشر المحقق الخاص في التدخل الروسي روبرت مولر تقريرا مدمرا للرئيس، لكنه لأسباب عدة قرر عدم الضغط وتوجيه اتهامات للرئيس، أو بسبب تأثيره على وزارة العدل لم يتمكن من ملاحقته قضائيا فسنرى ما سيتمخض عنه التحقيق".
ويجد سكاهيل أنه "من الخطأ تركيز الانتباه كله على روسيا؛ لأننا نعلم أن فريق ترامب تآمر مع إسرائيل، ونعلم أن فريق ترامب تآمر مع السعودية، وكذلك تآمر مع الإمارات العربية المتحدة، وهناك الكثير من الحديث عن اللقاءات السرية التي عقدت في برج ترامب خلال الحملة الرئاسية عام 2016، وشارك فيها عدد من عناصر النخبة المقربة من ترامب وأفراد عائلته، وعلمنا قبل فترة عن لقاء آخر، وهذا رتبته مؤسسة شركة التعهدات الأمنية في 3 آب/ أغسطس 2016 ومؤسسها إريك برينس، شقيق وزيرة التعليم بيتسي ديفوس، وعمل مستشار ظل ليس للحملة الانتخابية ولكن للإدارة، وهو الرجل نفسه الذي تقدم بفكرة خصخصة الحرب في أفغانستان، وكان مسؤولا عن طرح فكرة قوة أمنية خاصة تتحايل على الدولة العميقة".
ويشير الكاتب إلى أن "برينس ووالدته إلسا كانا من الممولين الكبار لحملة ترامب الانتخابية، وطرح اللقاء، الذي كشفت تفاصيله لأول مرة صحيفة (نيويورك تايمز)، عددا من الأسئلة من الإعلام وأعضاء الكونغرس، بشأن ما إذا كان برينس قد كذب أمام اللجنة الأمنية في مجلس النواب الأمريكي، عندما أنكر أن يكون قد أدى دورا في حملة ترامب الانتخابية، وقلل من أهمية لقائه مع رجل الأعمال الروسي في جزر سيشل في كانون الثاني/ يناير 2017".
ويلفت سكاهيل إلى أنه "كان في اللقاء جورج نادر، المواطن الأمريكي المعروف بأدواره السرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولمدة طويلة تعود لإدارتي بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، وعمل لصالح شركة (بلاكووتر) و(برينس)، ونادر هو شخص أدين في دولة التشيك بجرائم الجنس ضد الأطفال (بيدوفايل)، وواجه التهم ذاتها في الولايات المتحدة، ويعمل نادر مستشارا للعائلة الحاكمة في الإمارات، وهو على علاقة قوية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحسب التقارير فإنه كانت لنادر علاقة سرية مع روسيا".
وينوه الكاتب إلى أن "هناك لقاء آخر مع رجل الأعمال الإسرائيلي جويل زامل، وكان موجودا لطرح فكرة بملايين الدولارات؛ للتلاعب في وسائل التواصل الاجتماعي لصالح حملة ترامب، وتقدم مجموعة زامل (بيساي) خبراتها في الحملات السيكولوجية من خلال الحديث عن تعيينها المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، ونفى محامي زامل أن يكون قد قدم دعما لحملة ترامب، إلا أن تقرير (نيويورك تايمز) كشف عن تلقيه مليوني دولار".
ويذكر سكاهيل أن المجموعة التقت في برج ترامب مع دونالد ترامب جي آر، وكان اللقاء، بحسب "نيويورك تايمز"، "مركزا بشكل أساسي على تقديم الدعم لفريق ترامب، وتقوية الصلات بين فريق الشركة والمؤثرين لدى ترامب، التي تطورت خلال الأشهر القادمة، بعد الانتخابات وخلال العام الأول من حكم ترامب في البيت الأبيض".
ويفيد الكاتب بأن "نادر كان، بحسب ما قيل، يقدم خدماته نيابة عن الحكام السعوديين والإماراتيين والإسرائيليين، ويقوم بحملة تضليل ودعاية ضمن هذه الجهود، ويعتقد أن المحقق الخاص مولر قابل برينس فيما يتعاون نادر مع المحققين، وقابله فريق مولر أكثر من مرة، وظهر أمام هيئة محلفين، وهناك صلة عامة في الأجندات للذين شاركوا في لقاء برج ترامب، وهي فكرة لم تحظ بالتحليل الجيد، أي كراهية المشاركين لإيران، ورغبتهم في تغيير النظام في طهران".
ويشير سكاهيل إلى السياق الذي تم فيه اللقاء والأسئلة التي يطرحها حول تآمر فريق ترامب مع قوى أجنبية، ويقدم مقتطفات من تسجيل يعود إلى عام 2010، ويقدم فيه برينس فكرة ضرب إيران بالاعتماد على المرتزقة والمتعهدين الأمنيين، لافتا في هذا السياق إلى لقاء سيشل في كانون الثاني/ يناير، الذي حضره نادر وبرينس وولي العهد في أبو ظبي محمد بن زايد وكيرل ديمتريف، مسؤول صندوق سيادي للاستثمار بقيمة 10 مليارات دولار أنشأته الحكومة الروسية لفلاديمير بوتين.
ويتحدث الكاتب عن شهادة برينس أمام لجنة الاستخبارات، حيث قال إن اللقاء مع ديمتريف كان على كأس بيرة، وناقشا كيف تعاونت أمريكا مع روسيا ستالين لهزيمة النازية، وإمكانية تكرار التجربة ذاتها ضد تنظيم الدولة.
ويقول سكاهيل عن إيران، إن نادر كان يقدم فكرة لولي العهد السعودي من خلال القيام بحملة تخريب اقتصادي وتضليل ضد إيران، وكان نادر، بحسب "نيويورك تايمز"، يقترح حربا يراها مهمة للإطاحة بالنظام في إيران، وفي الوقت ذاته، كان نادر وبرينس يقدمان خطة للسعودية تدفع بموجبها لهما ملياري دولار لبناء قوة مرتزقة تقاتل الحوثيين في اليمن.
أما عن التسجيل الذي حصل عليه سكاهيل، فقد كان خطابا ألقاه في جامعة ميتشغان عام 2010، وعبر فيه عن احتقار لميثاق جنيف، قائلا إن من يقاتلهم لا يعرفون أين تقع جنيف، ووصف برينس من يقاتلون الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وباكستان بالبرابرة الذين يزحفون من المياه العادمة.
ويستدرك الكاتب بأنه رغم صعوبة الاستماع للشريط؛ لأن من سجله كان عليه إخفاء آلة التسجيل، لكن برينس صور في الخطاب إيران بأنها في مركز الشر، وقال برينس إن الإيرانيين يريدون السلاح النووي حتى يصبح الخليج فارسيا مرة أخرى، واقترح لمواجهة الخطر الإيراني نشر قوات خاصة -وهذا كان في عام 2010- في دول المنطقة لمواجهة التأثير الإيراني، خاصة في السعودية واليمن والصومال.
وتورد المجلة نقلا عن برينس، قوله إن "إيران لديها يد شريرة في هذه الأماكن، ولن تحل المشكلة من خلال نشر القوات النظامية في هذه الدول كلها"، مشيرا إلى أن الشركات الخاصة، مثل "بلاكووتر"، يمكنها أن تساهم وإن بدرجة قليلة.
ويعلق سكاهيل قائلا إن "ليس هناك ما هو جديد أو مثير في هذا الكلام، إلا أن له صلة، ولهذا السبب جمع برينس هؤلاء اللاعبين في برج ترامب لمقابلة دونالد ترامب جونيور، فهذه أجندة الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين، وكما شاهدنا منذ وصول ترامب للمكتب البيضاوي فقد أصبحت أجندته، وكانت أول زيارة له إلى السعودية، وأعلن الخروج من الاتفاقية النووية، ونعلم أن صهره جارد كوشنر قدم معلومات لابن سلمان من التقارير السرية، في وقت بدأ فيه الأخير حملة تطهير ضد معارضيه، ونعلم أن برينس يؤدي دورا في الجيوش الخاصة في اليمن، ونعلم أن برينس له علاقة مع العملاء السريين الإسرائيليين، وعلاقة مع ولي عهد أبو ظبي، وقدم خدماته لأبو ظبي، وكان في اجتماع سيشل من أجل بناء قنوات سرية مع روسيا، وإقناعها بالحد من علاقتها مع إيران، خاصة في سوريا، بحسب ما جاء في تقرير (واشنطن بوست)، التي كشفت عن اللقاء، ويعتقد أن الأجندة الحقيقية في هذا كله هي إيران، وهذه أجندة إسرائيلية، تماما كما كان مستشار الأمن القومي مايكل فلين، على الهاتف مع السفير الروسي في واشنطن، وطلب فلين منه مساعدة روسية لإسرائيل في مجال المستوطنات، وكان فلين يطلب منه في محاولة للتدخل في سيادة الرئيس في حينه باراك أوباما".
ويعتقد الكاتب أن "التآمر الإسرائيلي السعودي الإماراتي أقوى من الموضوع الروسي، ونظرا للتركيز على التدخل الروسي فإن الأجندة الإيرانية اختفت، وتركت لتقارير متفرقة مع أنها فضيحة كبيرة، وتدين عددا كبيرا من الشخصيات المؤثرة ومراكز البحث التي مولتها إسرائيل والإمارات والسعودية، وهي فضيحة مست النخبة من الديمقراطيين والجمهوريين".
ويختم سكاهيل بالقول: "يجب في النهاية ألا ندفع التهم والشكوك كلها في صندوق (روسيا، روسيا، روسيا)، خاصة أن هناك أدلة تظهر دوافع نحو أجندة إيران ونوايا إسرائيلية، وهذه الدول وإريك برينس، الذي ربما كذب تحت القسم أمام لجنة الأمن في مجلس النواب، ولكن ليس هذا هو مدى كذبه، فلربما احتفظ بمعلومات سرية عن الدور الذي أدته هذه الدولة في سياسة الانتخابات الأمريكية".