هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده كل من مارغريت
كوكر وإريك شميدت، يعلقان فيه على الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن، بينما وجد
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو وزير الدفاع والمسؤول عن حرب اليمن،
الوقت للسفر وحضور مباريات كأس العالم في موسكو.
ويشير
التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى
أن المقاتلين الذين تدعمهم السعودية والإمارات العربية المتحدة قد اندفعوا نحو
ميناء الحديدة يوم الخميس في اليوم الثاني للمعركة، التي يقول المحللون إنها قد
تكون الأكثر دموية في الحرب اليمنية.
ويقول
الكاتبان إنه في الوقت الذي قصفوا فيه محيط ميناء الحديدة، فإن الأمير ابن سلمان
كان يحضر افتتاحية كأس العالم في موسكو، حيث لعبت السعودية المباراة الأولى ضد
الدولة المضيفة، روسيا، وشجع الأمير من مقصورة باذخة مع الرئيس فلاديمير بوتين،
مشيرين إلى لقطة اهتمت بها عدسات التلفزة، حيث التفت ابن سلمان بعد الهدف الروسي
الثالث لبوتين، وقد لوح يده في الهواء علامة على اليأس، فيما نظر إليه بوتين نظرة
عطف.
وتفيد
الصحيفة بأن "نتيجة المباراة في ستاد موسكو كانت هزيمة ساحقة للسعودية (5-0)،
أما في ساحة المعركة على أطراف الحديدة فإن النتيجة لم تكن حاسمة، ولم تعرف بعد
طبيعة التقدم الذي حققته القوات المدعومة من التحالف، ولا حجم الخسائر التي تكبدها
الطرفان، فيما رفضت الولايات المتحدة طلبا من الحكومة الإماراتية هذا الأسبوع
لتقديم معلومات أمنية وعمليات استطلاع جوي وماسحات الغام بحرية؛ بسبب المعارضة
المتزايدة داخل الكونغرس للحملة، بحسب ما قال مسؤولون إماراتيون يوم الخميس".
ويجد التقرير أنه "لهذا فإن الإماراتيين بحثوا عن دعم من
الفرنسيين، الذين وافقوا على توفير ماسحات الألغام، التي كان الحوثيون يزرعونها في
ميناء الحديدة، ورفض المتحدث باسم البنتاغون في واشنطن أدريان جي رانكين، التعليق
على الطلب الإماراتي للمساعدة في حملة السيطرة على ميناء الحديدة، حيث قال إن
المحادثات بين البلدين سرية".
ويلفت
الكاتبان إلى أن السلطات الفرنسية لم تؤكد إن كانت قد وافقت على ملء الفراغ،
مشيرين إلى أنه من غير المعلوم المدة التي تحتاجها ماسحات الألغام لتصل إلى
الحديدة، وتقوم بتنظيف الطريق أمام السفن الإماراتية لتقوم بالدور الخاص بها في
العملية المتعددة الجوانب.
وتنقل
الصحيفة عن مسؤول إماراتي طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن أربعة جنود إماراتيين
قتلوا في الساعات الأولى للعملية، وذلك عندما أصاب صاروخ مضاد للقوارب البحرية
قاربهم، أطلق من على بعد20 ميلا عن الميناء.
ويورد
التقرير نقلا عن مسؤولين إماراتيين، قولهم إن الهدف الرئيسي من العملية هو الضغط
على الحوثيين، ودفعهم للاستسلام، وحرمانهم من الميناء الذي يوفر لهم عوائد شهرية
تقدر بما بين 30- 40 مليون دولار، وأضافوا أن الهدف هو دفعهم للقبول بحل سياسي.
ويبين
الكاتبان أن القتال في اليوم الأول تركز على المطار، قبل التحرك نحو المنشآت
الأخرى، ومحاولة السيطرة على الميناء، الذي تصل إليه نسبة 80% من المساعدات التي
يعتمد عليها السكان، لافتين إلى أن القوات اليمنية التي دربتها ومولتها الإمارات
اشتبكت مع القوات الموالية للحوثيين، وقالت منظمات الإغاثة إنه لا توجد تقارير عن
وصول المعارك إلى قلب المدينة.
وتنقل
الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش السعودي العقيد تركي المالكي، قوله إن قوات التحالف
تخطط للسيطرة على الميناء والمطار والطريق المؤدية للعاصمة صنعاء، وتجنب الدخول في
حرب مدن.
ويستدرك
التقرير بأن الحرب في اليمن مستعصية، حيث قتل فيها أكثر من 10 آلاف شخص، وأدت إلى
موت عشرات الآلاف بسبب الأمراض والجوع، وقالت منظمات الإغاثة إنها تشعر بالقلق من
تكهنات السعوديين والإماراتيين بأنهم قادرون على اقتناص نصر سريع من الحوثيين، في
مدينة يعيش فيها 600 ألف شخص، فيما يعد ربع السكان عرضة لخطر الإصابة أو الموت
بسبب الهجوم، بحسب ما قالت الأمم المتحدة.
ويقول
الكاتبان إن "أي معركة قد تحدث أضرارا للميناء أو تغلقه ربما تركت آثارا
خطيرة على البلد، فهناك 8 ملايين نسمة من 28 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة، ويعد
الميناء معبرا مهما للمواد التي يحتاجها الناس في أماكن مختلفة من البلاد".
وتنوه
الصحيفة إلى أن عبد ربه منصور هادي، الذي كان يعيش في المنفى في السعودية، عاد إلى
مدينة عدن الجنوبية يوم الخميس، حيث أن هذه أول مرة يعود فيها لليمن منذ عام 2015،
مشيرة إلى أن هادي هرب من البلاد لعدم وجود منطقة طبيعية موالية، ولا مقاتلين
موالين له يقدمون له الحماية، فيما أصدرت محكمة حوثية عام 2017 حكما بالإعدام
عليه؛ وذلك بتهمة الخيانة لتحالفه مع السعوديين وغزوهم للبلاد، وقال السعوديون
إنهم بدأوا الهجوم على الحديدة هذا الأسبوع نيابة عن حكومة هادي.
ويكشف التقرير عن أن السعوديين والإماراتيين قاموا بحملة علاقات عامة
لتوضيح أهداف العملية، وشملت على لقاءات متعجلة نظمها الدبلوماسيون الإماراتيون
حول العالم، وكرروا فيها الكلام ذاته، وحملوا فيها الحوثيين مسؤولية الكارثة
الإنسانية، وأكدوا أن التحالف الذي تقوده السعودية يمكن أن يكون قادرا على إدارة
الميناء، والتأكد من تدفق البضائع بشكل جيد.
ويورد الكاتبان نقلا عن سفيرة الإمارات في الأمم المتحدة لانا نسيبة،
قولها: "نعتقد أن هذه العملية خطوة حيوية من أجل تحقيق الحل السياسي
للنزاع"، ووصفت العملية بالمدروسة، والتي تم تنفيذها بطريقة حذرة، مشيرين إلى
أن نسيبة لم تستطع التكهن بمدة العملية، لكنها عبرت عن أملها بأن تكون سريعة،
وقالت: "لكننا نواجه مجموعة صغيرة متشددة من المقاتلين الذي سلحتهم إيران".
وتختم
"نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الأمير محمد تعرض لانتقاد بسبب
قراره شن الحرب، التي قتلت آلافا من المدنيين، ودمرت البنية التحتية للبلد، وقادت إلى
أسوأ كارثة إنسانية في العالم وانتشار مرض الكوليرا ، وتحول اليمن إلى مناطق سيطرة
بين الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة ومناطقهم التقليدية، فيما تسيطر القوات
المدعومة من السعوديين والإماراتيين على الجنوب وساحل البحر الأحمر، أما مناطق
الداخل فتسيطر عليها القبائل وأتباع تنظيم القاعدة.