هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، يكشف فيه عن الدور الذي قام به وزير الدفاع المصري الجديد في الانقلاب على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي.
ويكشف الموقع عن أن وزير الدفاع المصري الجديد هو من خان الرئيس السابق، وقام شخصيا باعتقال محمد مرسي، وذلك أثناء الانقلاب الذي قام به وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الجنرال أحمد زكي (62 عاما)، وهو قائد سابق لسلاح المظليين، عينه السيسي الأسبوع الماضي وزيرا للدفاع في عملية تعديل وزاري، التي عين فيها 11 وزيرا جديدا، لافتا إلى أن زكي حل محل صدقي صبحي، الذي عين في المنصب عام 2014، وكان قائدا للجيش المصري سابقا.
ويورد الموقع نقلا عن محللين ومسؤولين سابقين، قولهم إن التعيينات الجديدة تشير إلى أن السيسي، الذي أعيد انتخابه في آذار/ مارس الماضي في انتخابات لم ينافسه فيها أحد، يتحرك لتقوية سلطته من خلال مكافأة من دعموه حتى هذا الوقت.
وينقل التقرير عن مسؤول سابق عمل في القصر الجمهوري عندما كان مرسي رئيسا، قوله للموقع إن الجنرال خان الرئيس السابق بعد تعيينه قائدا للحرس الجمهوري، وكانت مهمته هي حماية الرئيس.
وقال المسؤول السابق للموقع: "إنها مكافأة لزكي للدور المهم الذي أداه في الانقلاب"، وأضاف المسؤول أن زكي "هو الشخص الذي قام بالانقلاب.. وقام باعتقال الرئيس وفريقه، وتم احتجازهم في مكان عسكري مجهول لعدة أشهر، فيما يعد اختفاء قسريا بحسب (هيومان رايتس ووتش)"، في إشارة إلى المنظمة الحقوقية، ومقرها نيويورك، التي انتقدت عمليات القمع التي قامت بها الحكومة ضد الإخوان المسلمين.
ويلفت التقرير إلى أن مرسي فاز في الانتخابات عام 2012، بعد الثورة المصرية عام 2011، ودعمته حركة الإخوان المسلمين المحظورة الآن، فيما تم احتجازه في قاعدة أبو قير البحرية، من تموز/ يوليو إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وحكم عليه بالسجن لمدد مختلفة في سجن طرة، مشيرا إلى قول أنصار مرسي إن المحاكمات والاتهامات التي وجهت له مدفوعة سياسيا، وقامت على شهود وأدلة لا يوثق بها.
ويفيد الموقع بأن المسؤول وصف زكي بالصديق المقرب من السيسي، وبأنهما متعاصران في الجيش المصري، وتخرجا من الكلية الحربية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي بسنة تفصلهما.
وبحسب التقرير، فإن زكي عمل قبل عام 2011 قائدا لوحدات المظليين في الجيش، ورفعه السيسي في كانون الثاني/ يناير لرتبة فريق، وحصل على عدة ميداليات لخدماته، وآخرها تلك التي منحت له في حزيران/ يونيو 2013؛ للدور الذي أداه في الإطاحة بمرسي.
وينقل الموقع عن محللين، قولهم إن تعيين زكي يشير إلى محاولات السيسي تمتين سيطرته على الحكم، والتخلص من المنافسين المحتملين له في داخل الحلقة المقربة منه.
ويورد التقرير نقلا عن المحللة السياسية في شؤون الشرق الأوسط والأستاذة المشاركة في جامعة لونغ أيلاند داليا فهمي، قولها: "لو لم يكن السيسي قلقا بشأن الولاء والثقة لما قام بتغيرات في المناصب المهمة، مثل الدفاع ووزارة الداخلية"، وأضافت أن السيسي احتفظ بالمقربين منه لإرسال رسالة للجيش أنه في كرسي التحكم، "وهذا هو جزء من باثولوجيا (علم الأمراض) القادة المستبدين".
وينقل الموقع عن أستاذ الدراسات الأمنية والاستراتيجية في معهد الدوحة للدراسات العليا عمر عاشور، قوله إن عملية التعديل الوزراي "تعكس عملية تدعيم سلطة السيسي، وإضعاف الأجنحة الأخرى من النظام"، وأضاف: "ستعود مصر للشكل القديم الذي كان فيه الضباط العسكريون في مؤسسة الرئاسة أقوى من أي ضابط عسكري يقود الجيش".
وينوه التقرير إلى أن تعيين وزير للدفاع من الحرس الجمهوري لا الجيش هو تقليد غير معروف في مصر، مشيرا إلى أن استبعاد صبحي يتناسب مع سياسة السيسي، التي تقوم على استبعاد الجنرالات الأقوياء من الهيكل العسكري، بحسب ما قال مدير وحدة الشؤون العسكرية في المعهد المصري للدراسات محمود جمال، الذي أضاف أن صبحي هو الضابط العسكري رقم 33 من الذين عزلهم السيسي منذ تموز/ يوليو 2013، أما زكي فهو"مقرب من السيسي".
ويقول الموقع إن تعيين مرسي لزكي قائدا للحرس الجمهوري كان بناء على توصية من السيسي، حيث قال جمال: "خطط السيسي لعزل صبحي منذ التغييرات الكبرى في قادة الجيش في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وكان ترفيع زكي في كانون الثاني/ يناير، في العام ذاته تحضيرا على ما يبدو لهذا".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن عزل صبحي كان في تشرين الأول/ أكتوبر مع قائد القوات المسلحة الجنرال محمود حجازي، الذي نظر إليه في وقتها على أنه مذبحة للقادة العسكريين، بحسب جمال.