أعلن الاتحاد الأوروبي، السبت، عن فرض
رسوم جمركية إضافية على عشرات المنتجات الأمريكية،
مثل الويسكي والجينز والدراجات النارية، في رد على
الحرب التجارية التي شنها
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كثير من شركائه التجاريين، ومن ضمنهم
أوروبا.
وهذه الرسوم الجديدة التي
دخلت رسميا حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس بتوقيت بروكسل، هي رد الأوروبيين على فرض
ترامب رسوما جمركية تبلغ نسبتها 25 في المئة على الصلب، و10 في المئة على
الألمنيوم، على وارداتها من معظم دول العالم، بما في ذلك على حلفائها.
وقالت المفوضة الأوروبية
للتجارة، سيسيليا مالمستروم، إن القرار الأحادي وغير المبرر للولايات المتحدة بفرض
رسوم جمركية لا يترك لنا أي خيار آخر.
وأضافت: "لا يمكن
انتهاك قواعد التجارة العالمية من دون رد فعل من جانبنا"، موضحة أنه إذا ألغت
الولايات المتحدة رسومها الجمركية، فسيتم أيضا إلغاء الإجراءات الأوروبية.
وردا على الرسوم
الأوروبية، هدد الرئيس الأمريكي في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي
"تويتر"، بأنه إذا لم يتم إلغاء الرسوم الأوروبية الجديدة، فإن الولايات
المتحدة ستفرض تعريفة نسبتها 20 في المئة على السيارات الأوروبية.
وقبل الاتحاد الأوروبي،
فرضت المكسيك التي شملتها الإجراءات الأمريكية أيضا رسوما، ردا على واشنطن، بينما
تنوي كندا أن تحذو حذوها في بداية تموز / يوليو.
وأعلنت بكين في نيسان/
أبريل عن فرض تعريفات جمركية على 128 مُنتجا أمريكيا من النبيذ حتى البرتقال، من
أجل تعويض الخسائر التي سببتها الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب
والألمنيوم.
وقبل أيام أعلن الرئيس
الأمريكي عن قراره بفرض تعريفة جمركية على بضائع صينية بقيمة 50 مليار دولار،
وستبدأ في تحصيل هذه الضرائب من 6 تموز / يوليو، وردت الصين على هذا الإجراء
بالإعلان عن فرض رسوم جمركية فورية على كمية من واردات الصين من الولايات المتحدة.
وأكد رئيس المفوضية
الأوروبية جان كلود يونكر، أن الأوروبيين يريدون أن يكون ردهم واضحا ومكافئا في
مواجهة القرار الأميركي الذي يتحدى كل منطق.
وتطبق الرسوم التي يفرضها
الاتحاد الأوروبي على لائحة طويلة من السلع المنتجة في الولايات المتحدة، مثل مواد
زراعية، تتعلق بالأرز والذرة والتبغ وحاصلات أخرى، ومنتجات من الحديد الصلب
وآليات، مثل الدراجات النارية، والسفن، والنسيج.
وقال نائب رئيس المفوضية
الأوروبية، يركي كاتاينن: "إذا اخترنا منتجات مثل الدراجات النارية هارلي
ديفيدسون، وزبدة الكاكاو، والويسكي، فلوجود بدائل لها في السوق الأوروبية". وأضاف: "لا نريد أن نفعل شيئا يمكن أن يضر بالمستهلكين". وتابع كاتاينن بأن هذه المنتجات
سيكون لها سياسيا أيضا بعد رمزي كبير.
وحظيت أوروبا بإعفاء مؤقت
من رسوم ترامب على الصلب والألمنيوم التي تم إعلانها في آذار / مارس، لكن المفاوضات
لمد هذا الإعفاء باءت بالفشل، ودخلت الرسوم حيز التنفيذ في الأول من حزيران /
يونيو.
وفي هذا الإطار، تقدم
الأوروبيون بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية. وهم ينوون أيضا فرض إجراءات توصف
بالإنقاذية لحماية سوقهم للصلب والألمنيوم، التي لن تجد منفذا لها بعد الآن إلى
الولايات المتحدة.
وتعادل إجراءات الرد التي
طبقت اعتبارا من يوم الجمعة على المنتجات الأمريكية، في قيمتها، الأضرار التي نجمت
عن القرار الأمريكي حول الصادرات الأوروبية من الصلب والألمنيوم إلى الولايات
المتحدة، أي ما مجموعه 6.4 مليارات يورو في 2017.
وأعلنت الحكومة
الألمانية، أنها لا تزال تعول على التوصل لحلول للنزاع التجاري مع الولايات
المتحدة، وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الاتحادية أمس بالعاصمة الألمانية
برلين: إننا نأمل أن يؤدي هذا الرد الواضح من الاتحاد الأوروبي إلى أن يفرض التعقل
والموضوعية إرادتهما سريعا على كل الجوانب، وأن يمكن البحث سويا عن حلول في إطار
مباحثات.