خبراء إسرائيليون: سياستنا تجاه حماس بغزة عقيمة وفاشلة

شن كتاب إسرائيليون هجوما قاسيا على حكومتهم؛ بسبب ما يعتبرونه تقصيرا منها في توفير الأمن لمستوطني غلاف غزة، مع استمرار المسيرات الفلسطينية، وإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة.

أوري هايتنر، الكاتب بصحيفة إسرائيل اليوم، قال إن "الفشل الذي تعيشه إسرائيل أمام جبهة غزة بسبب استمرار التوتر الأمني فيها لا يعود إلى مسؤولية الجيش والأجهزة العملياتية، وإنما هو فشل تتسبب به الحكومة ذاتها التي تقود الدولة".

وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه "منذ ثلاثة أشهر، تشتعل النيران في الحقول الإسرائيلية بسبب الطائرات الورقية الحارقة، والنقب الغربي كله تأكله النيران، وبات مستوطنو غلاف غزة صباح مساء يتنفسون الدخان، ويستنشقونه بسبب هذه الحرائق، في حين أن الحكومة الإسرائيلية يبدو أنها سلمت بالأمر الواقع، وتتعامل ببرود أعصاب مع هذه الجولة الجديدة من المواجهة مع الفلسطينيين في غزة".

وأكد أن "الحكومة الإسرائيلية باتت تتعايش مع الفرضية التي أعلنها الفلسطينيون، ويعملون بموجبها، وهو أنه في أعقاب كل حريق يرد الجيش الإسرائيلي على غزة، شرط ألا يقتل أحدا من المسلحين الفلسطينيين، وحتى في هذه الحالة يرد الفلسطينيون بإطلاق القذائف الصاروخية على مستوطنات الغلاف، وهنا يظهر الإخفاق الإسرائيلي على حقيقته".

وأشار إلى أننا "عشنا في الأسابيع الأخيرة مواجهتين محدودتين مع غزة، أطلقت خلالهما عشرات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، فيما رد الجيش بالطيران والمدفعية، وهكذا انتهت الجولتان بفشل إسرائيلي مروع".

واستدرك قائلا: "صحيح أنني لست من المتحمسين لتطبيق شعار القضاء على حماس، أو احتلال قطاع غزة، أو تصفية المنظمات الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد، لأنها شعارات شعبوية غير واقعية، لكني أؤمن بالردع بعيد المدى في مواجهة حماس، وهذا لا يتأتى إلا من خلال مواجهة عسكرية قوية تحصل إسرائيل بموجبها على صورة الانتصار واضحة وجلية، ولا يختلف عليها اثنان".

وأوضح أن "اختبار هذا النصر يتم في فترة زمنية لاحقة، ولكن في مثل الحالة الإسرائيلية تجاه حماس في غزة، فإن النتيجة تبدو عقيمة بالنسبة لإسرائيل، لأن الحالة التي تسود بين غزة وإسرائيل اليوم عنوانها وقف إطلاق النار، لكن أي وقف للنار في حين تتواصل الحرائق في حقول المستوطنين على طول حدود غزة، أي دولة سيادية ترضى بأن يتواصل إحراق حقولها الزراعية، وتحول شريطا حدوديا كاملا مثل غلاف غزة إلى سجادة سوداء".

وختم بالقول إنه "يجب أن يكون عقوبة مطلق الطائرة الورقية كمطلق القذيفة الصاروخية، والخلية التي تعد وتطلق الطائرة يجب استهدافها، والقضاء عليها مباشرة، يجب أن يكون الرد على إحراق الحقول

الزراعية كالرد على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

ولذلك، فإن "الحديث لا يدور اليوم عن فشل عملياتي من قبل الجيش، وإنما فشل قيمي ترتكبه الحكومة الإسرائيلية بحق مواطنيها، حين لا تحفظ أمنهم وسلامتهم، وإن كان الفشل العملياتي يمكن إصلاحه بالخروج باستنتاجات وخلاصات، فإن الفشل القيمي لا يمكن التسامح معه".   

يوفال باغنو الكاتب بصحيفة معاريف قال إن "التساهل الذي تبديه الحكومة الإسرائيلية تجاه غزة يعني تدريجيا وصول الطائرات الورقية إلى مديات أبعد مما هي عليه اليوم، وقد تحمل معها مستقبلا مواد متفجرة تجعل خسائرها البشرية القادمة أكثر فتكا، ولا تقتصر على حرائق وخسائر مادية فقط، دون أن توفر لهم الحكومة ردا أو جوابا".

وأضاف، في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "لم يعد مقبولا أن تنتشر كل يوم طواقم الدفاع المدني مع وحدات الإطفائيات ومراقبي سلطة الطبيعة، في مهمة باتت يومية منذ ثلاثة أشهر، وهي إطفاء الحرائق التي تتسبب بها طائرات غزة الورقية".