هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قرار تعيين الرئيس التنفيذي السابق لشركة سيمنس الألمانية، وشركة ألكوا الأمريكية، كلاوس كلاينفيلد، مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تساؤلات كثيرة في الأوساط الاقتصادية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت وسائل إعلام رسمية سعودية، الثلاثاء، إن كلاينفيلد سيترك موقعه الحالي كرئيس تنفيذي لـ"نيوم"، وهي منطقة أعمال يتم إنشاؤها على مساحة 26500 مليون كيلومتر مربع في شمال غرب المملكة، لكنه سيحتفظ بموقعه في المجلس التأسيسي للمشروع، وسيحل محله نظمي النصر، المكلف بتطوير استراتيجية المدينة العملاقة، الذي لديه خبرة تربو على 30 عاماً في العملاق النفطي "أرامكو".
ولد كلاينفيلد 1957 في مدينة بريمن بشمالي ألمانيا لأبوين فرا من ألمانيا الشرقية. وكان والده عاملا في حوض بناء السفن في المدينة ودرس وحصل على شهادة في الهندسة وأصبح مهندسا.
توفي والده عندما كان في العاشرة من العمر وبدأ العمل وهو في الثانية عشر من العمر حيث عمل في ترتيب البضائع على الرفوف في أحد المتاجر الكبيرة.
اكتسب شهر كبيرة لدى انضمامه إلى شركة سيمنس الألمانية العملاقة عام 1987 حيث تولى إدارة وحدة استشارية نجحت في تخفيض الإنفاق وإعادة هيكلة الشركة.
وحصلت خلال ولايته في سيمنس ما وصفت بأكبر عملية فساد في التاريخ، إضافة إلى فضيحة أخرى لاحقته إلى شركة ألكوا الأمريكية، ربطا برشاوى في البحرين.
اقرأ أيضا: تعيين الرئيس التنفيذي السابق لـ"سيمنس" مستشارا لابن سلمان
وقال موقع "دويتشه فيليه"، في تقرير نشر في العام 2008، إن فضيحة الفساد الكبرى انفجرت عام 2006 عندما تم الكشف عن تقديم الشركة الألمانية سيمنس أكثر من مليار دولار كرشاوى لمسؤولين حكوميين في العديد من دول العالم، وذلك بهدف الفوز بعقود مشروعات في تلك الدول على حساب الشركات المنافسة.
وأطاحت ما تُعد أكبر فضيحة فساد في التاريخ وفقا لوكالة رويترز، بالرئيس التنفيذي السابق كلاوس كلاينفيلد ورئيس المجلس الإشرافي السابق هاينريش فون بيرير.
وأغلقت القضية في 2009، بعدما اتفق المسؤولان التنفيذيان، وأحدهما كلاينفيلد، إضافة إلى 4 مسؤولين آخرين، على دفع 8 ملايين يورو، من ضمن تسوية بينهم وبين الشركة. وبحسب نيويورك تايمز، دفع كلاينفيلد مليوني يورو من إجمالي مبلغ التسوية.
وفي العام 2008، رفع صندوق تقاعد عمال الحديد في ولاية هاواي الأميركية قضية ضد مجلس إدارة شركة الألمنيوم الأميركية (ألكوا) بتهمة رشوة مسؤولين في البحرين، للحصول على عقد تزويد الألمنيوم لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) على مدى العقد الماضي.
وأقام صندوق التقاعد الدعوى القضائية أمام محكمة المقاطعة في بيتسبرغ ضد الرئيس التنفيذي لشركة "ألكوا" ألين بيلدا، والرئيس التنفيذي للشركة كلاوس كلاينفيلد، بالإضافة إلى 16 عضوا في مجلس إدارة "ألكوا" وكذلك ضد الرجلين المتهمين بتدبير تقديم الرشوة إلى وزير بحريني سابق، وهما ويليام رايس وفيكتور دحدلة.
وفي العام 2014، قالت وكالة "رويترز" إن شركة ألكوا وافقت على دفع 384 مليون دولار إلى وزارة العدل الأمريكية لتسوية الشق الجنائي المتعلق باتهامات من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية ووزارة العدل الأميركية، لإنهاء هذه القضية.
اقرأ ايضا: "مجتهد" ينوّه لتغريدة هامة عن المدير التنفيذي لمشروع "نيوم"
وفي آب/ أغسطس 2007 انتقل كلاينفيلد إلى عملاق صناعة الألومينيوم الأمريكي "ألكوا" في البداية كرئيس لمكتب العمليات وابتداء من مايو/أيار كرئيس تنفيذي وفي الختام كرئيس مجلس إدارة شركة "أركونيك" المتخصصة في المعادن المستخدمة في صناعة محركات الطائرات.
واضطر كلاينفيلد في أبريل/نيسان 2017 إلى ترك منصبه على رأس هرم شركة "أركونيك"، بعدما دخل في معركة مع رئيس صندوق التحوط الذي يملك الشركة بول زينغر.
ووفقا لموقع "بي بي سي "، اتهم زينغر كلاينفيلد بالفشل في تحقيق نتائج تذكر وعلى إثرها وجه كلاينفيلد رسالة إلى زينغر أدت إلى الإطاحة به.
ووصف زينغر في رسالة وجهها إلى مجلس إدارة أركونيك كلاينفيلد قائلا: "إنه شخصية لها كاريزما فريدة، استغل علاقاته الوثيقة مع المدراء لضمان استمراره في وظيفته رغم أدائه المتواضع".
وقال موقع بلومبيرغ الأمريكي العام الماضي لدى الإعلان عن تكليف كلاينفيلد بمنصب مدير مشروع "نيوم" في خبر حمل عنوان: "الأمير السعودي يكلف المدير المطرود من أركونيك ببناء مدينة عملاقة"، إن تعيينه في هذا المنصب خير دليل على عوائد "الحج إلى منتجع دافوس السويسري" في إشارة إلى حضور كلاينفيلد المستمر لمنتدى الاقتصاد العالمي الذي يقام سنويا في منتجع دافوس السويسري والذي يوفر فرصة ذهبية لبناء علاقات مع أصحاب القرار حول العالم.